[esi views ttl="1"]

مسرحية "الجرعة".. لإعطاء الميليشيات الشعبية والشرعية

ما إن بدأت بالأمس بعض وسائل الإعلام تنشر التسريبات الإعلامية ‏حول توجه الرئيس عبد ربه منصور هادي لتخفيف الجرعة وإعادة ‏النظر في قرار رفع أسعار المشتقات النفطية وإقالة الحكومة وتشكيل ‏حكومة كفاءات بعد الاتفاق مع الحوثيين حتى شرعت بعض الأبواق ‏الإعلامية تروج لأنصار الحوثي وشرع بعض الناس يكيلون لهم ‏الثناء والمديح فهم من خففوا الجرعة وهم من أقالوا الحكومة الفاشلة ‏الفاسدة..‏

‏ والحقيقة التي يجهلها هؤلاء أن كل ما حدث من رفع لأسعار ‏المشتقات النفطية " الجرعة " من قبل الرئيس هادي شخصيا وما ‏تبعها من تجييش وتصعيد وتصريحات وتظاهرات واعتصامات ‏وإرسال لجان مرة بعد أخرى وإرسال رسائل واستلام رسائل وتبادل ‏بيانات من قبل الرئيس هادي وسيد الحوثيين عبد الملك بدر الدين ‏الحوثي وزحف مسلحو الحوثي بالسلاح ومحاصرة العاصمة ‏والتعاون من قبل وزير دفاعه الذي وجه كافة النقاط العسكرية بأن ‏تسهل مهمة وصول مسلحو الحوثي والسلاح الثقيل التي سلم له لكي ‏تتم المسرحية وتنضج الطبخة على نار هادئة وعندما تستوي الطبخة ‏يأتي التوجه الرئاسي أخيرا لتخفيف الجرعة وإقالة الحكومة وذلك بعد ‏أن قام باستدعاء مليشيات للعاصمة فالجرعة وكل ما حدث من بعد ‏إقرارها هي مسرحية وجدت لكي يستثمرها أنصار الحوثي ويخرجون ‏منها بشعبية كبيرة وبمكاسب عديدة..‏

‏ لقد كانت الجرعة في ذلك التوقيت وبذلك القدر خطوة في مخطط ‏تمكين مليشيات الحوثي وإلا كانت هناك بدائل كثيرة لها ولان القوى ‏الوطنية لم تحشد ضد الجرعة إلا مؤخرا وبالتزامن مع فعاليات ما ‏يسمى ب " الاصطفاف الوطني " فقد وجد أنصار الحوثي الساحة ‏خالية لهم فتصدروا الحشد باسم رفض الجرعة وإقالة الحكومة الفاشلة ‏وكل هذا حدث بالتنسيق مع الرئيس هادي إن لم يكن بطلب شخصي ‏منه لكي يقيل هذه الحكومة ويكلف حكومة كفاءات من خارج الوفاق ‏الوطني ولكي يظهر في أذهان الناس كمخلص ومنقذ جنب البلاد ‏الحرب والاقتتال مع أنه هو من دعا مليشيات الحوثي ومن سهل لها ‏المرور وأتى بها للعاصمة .‏

• الحوثيون وهادي خدمات متبادلة ‏
هذا أولا وثانيا : وجد الرئيس هادي في مليشيات المسلحة المتمردة ‏حليف سيساعده في تقوية مركزه وإقصاء شركاءه وإظهاره بمظهر ‏البطل القومي الذي أنقذ البلاد من ويلات الفتنة والحرب والاقتتال مع ‏أنه مهندس كل هذه الكوارث .‏

الآن سيتم تخفيف الجرعة وإقالة الحكومة لكي ليقول أنصار السيد ‏للناس : نحن من فرضنا على الرئيس تخفيف الجرعة ونحن من ‏ضغطنا على السلطة لتقيل الحكومة الفاسدة ونحن ونحن وسوف ‏يستثمرونها بشكل كبير جدا وسيكسبون شعبية كبيرة عند الناس من ‏غير النخبة وخصوصا البسطاء والسذج والعوام أما من المثقفين ‏والمتعلمين فقلة قليلة من ستنطلي عليها هذه المسرحية إضافة إلى أن ‏السلطة ستشرك مليشيات الحوثي من الآن ولاحقا في صناعة القرار ‏السياسي حيث ستعطيهم شرعية سياسية فرضها السلاح والشارع ‏وستجعل المتابع يشعر بأنهم صاروا القوة اليمنية الأولى على الساحة ‏وستعطيهم امتيازات كبيرة وقد توظف منهم الآلاف كما أنها ستعمل ‏على تنصيب شخصيات محسوبة عليهم في مراكز القرار وفي ‏مفاصل الدولة ليظهر الحوثة من جهة كزاهدون في السلطة عازفون ‏عنها ومن جهة يمارسون السلطة والقرار السياسي عبر وكلاءهم .‏

• خطوات لإكساب الحوثي شعبية ‏
هذه الخطوات من هادي تعمل على تلميع مليشيات الحوثي ومواصلة ‏صعودها على حساب القوى السياسية الأخرى وفي مقدمتها التجمع ‏اليمني للإصلاح رغم أنها قوة متمردة مسلحة تقتل على الهوية وتفتقر ‏لمشروع سياسي مقنع للناس أو لرؤية صالحة للحياة لكن هادي ينفذ ‏مشروع وطني ولو أن هادي سيتحرك هذا التحرك لكي يقطع عليهم ‏مبررات التصعيد ولكي يضغط عليهم لكي يتحولوا لتيار سلمي وينهوا ‏تمردهم لهان الأمر لكن أتباع الحوثي من المؤكد أنهم سيحتفظون بما ‏تحت أيديهم من مناطق سيطروا عليها بخيانة الدولة وبيع وشراء ذمم ‏بعض من خلاق لهم ولا ضمير ومؤكد أنهم سيحتفظون بسلاحهم ‏لفترة حتى تأتي مستجدات على الساحة الوطنية وحتى تتغير العوامل ‏المحلية والدولية التي صب أغلبها في الوقت الحاضر لصالحهم لكنها ‏لن تدوم .‏

ولو أن هناك قوة وطنية تهمها مصلحة الناس لنزلت للشارع فور ‏صدور الجرعة وسبقت الحوثيين وأخذت زمام المبادرة عن قناعة ‏ومبدأ وليس لكي تسبق البعض ولكي تتاجر بآلام الناس وتستثمر ‏معاناتهم لكن وجد أنصار الحوثي الساحة خالية فدخلوها ، فهل نلومهم ‏؟!!‏

• الخلاصة : ‏
والخلاصة أن الجرعة وما تبعها من تجييش وتصعيد وتصريحات ‏وإرسال لجان مرة بعد أخرى وإرسال رسائل واستلام رسائل وتبادل ‏بيانات من قبل الرئيس هادي وسيد الحوثيين عبد الملك بدر الدين بأن ‏يخوض بالجيش غمار البحار والفيافي والقفار كلها مسرحية الهدف ‏منها إعطاء مليشيات الحوثي شعبية وشرعية سياسية وإشراكها في ‏القرار وتحت لافتة حقن الدماء والاستجابة لمطالب الشعب وإحلال ‏السلام وإقالة الحكومة الفاسدة ووو ألخ .‏
فهل أدركتم أهداف وأبعاد مسرحية الجرعة ؟!!‏

زر الذهاب إلى الأعلى