من الأرشيف

بين مخططات الحوثي وأجندة سلطة هادي

بالأمس قال العميد ثابت حسين في مداخلة بفضائية اليمن إن من ‏تظاهروا في شارع المطار ‏يقصد " أنصار الحوثي " مثلهم مثل شباب ‏الثورة الشبابية السلمية الذين تظاهروا بساحة ‏التغيير 2011م...‏

‏ وتناسى ‏هذا العميد أن من تظاهروا في ثورة الشباب السلمية كانوا في قمة ‏السلمية والروح ‏الحضارية وكانوا يحلمون بأنهم سيصنعون الغد ‏الأفضل لأبناء اليمن وبغض النظر عن مآلات ‏ثورتهم التي تكالبت ‏عليها قوى الخارج والداخل وحولتها لأزمة ثم نكسة فقد كان شباب ‏الثورة ‏بطهر وبراءة العصافير وبأحلام خضراء لا يجوز مقارنتها ‏بمليشيات الحوثي المسلحة ‏المتمردة التي تتحرك بشكل مسلح فتقطع ‏الطرقات وتحاصر العاصمة بالسلاح وتحاصر ‏الوزرات وتمنع ‏موظفوها من الدخول لأداء أعمالهم وكل هذه التحركات الخطيرة هي ‏وفق ‏لأجندة خارجية ومخططات إيرانية أمريكية تسعى لإثارة ‏الفوضى والطائفية في اليمن بذريعة ‏الجرعة مع أنها لا يهمها لا ‏جرعة ولا معانة المواطن وإنما جعلت من الجرعة ومن أوضاع ‏‏الناس ذريعة لتحركاتها المسلحة وسعيها لنيل السلطة بقوة السلاح.‏

‏• من يقتل أبناء اليمن لا تهمه معاناتهم ‏
لقد قامت مليشيات الحوثي المسلحة المتمردة من قبل باقتحام مديرية ‏منبه ودهست الناس ‏بالدبابات ودكت منازلهم وقتلت العشرات ‏وهجرت المئات وفرضت سيطرتها على المنطقة ‏وسط صمت مطبق ‏من السلطة ثم حاصرت دماج بالسلاح لعدة أشهر حتى مات مئات ‏الأطفال ‏جوعا وحتى أكل الناس أوراق الشجر وفي الوقت نفسه قتلت ‏المئات وجرحت الألاف وهجرت ‏أبناء دماج ثم أقتحمت عمران ‏بتواطؤ أطراف في السلطة وقتلت اكثر من 400 ضابط وجندي ‏غير ‏المدنيين.‏ ثم غزت الجوف وقتلت المئات من أبنائه واستولت على مناطق بقوة ‏السلاح ‏وتخوض حروب دامية مع أبناء الجوف الرجال الذين ‏طردوها من مناطقهم ويقومون الآن ‏بتطير بقية مناطق الجوف منهم .‏

مليشيا مسلحة يتفاخر قادتها بقتل اكثر من 60 ألف جندي كما قال محمد ‏البخيتي في حوار بقناة ‏الجزيرة وقتلت أضعاف هذا العدد من المدنيين ‏الأبرياء لا يهمها لا جرعة فمن يقتل الناس ‏ويزهق الأرواح ويسفك ‏الدماء لا يهمه اوضاع الناس ولا معاناتهم .‏

إن التظاهر السلمي حق مكفول للجميع لكن ما تمارسه مليشيات ‏الحوثي المسلحة المتمردة ‏من حصار العاصمة بالسلاح وقطع ‏للطرقات وقطع طريق المطار وحصار الوزارات بقوة ‏السلاح وطرد ‏موظفوها ومنع خروج أو دخول أي سيارات حكومية للعاصمة كل ‏هذا هو بعيد ‏عن السلمية والسلمية بريئة منه بل هو محاولة حوثية ‏لتفجير الوضع وإشعال حرب أهلية ليس ‏إلا . ‏

‏باختصار مليشيات الحوثي تريد السلطة كاملة
مليشيا الحوثي المسلحة المتمردة هي تريد السلطة باختصار شديد ‏وكلما لبت لها السلطة ‏مطلب كلما طالبت بأمر آخر وكل يوم ستظل ‏ترفع سقف مطالبها فبالأمس طالبت بالإشراف ‏على الأمن القومي ‏والسياسي والإشراك الفاعل في كل القرارات واختيار الوزراء في ‏‏الوزارات السيادية والإشراف على القضاء والمحاكم والميزانية ‏العامة والجهاز المالي للرقابة ‏والمحاسبة وغدا ستطالب بالإشراف ‏على بقية مؤسسات الدولة حتى غدا من الصعب الوصول ‏لاتفاق ‏معهم لان قرارهم ومرجعيتهم ليست يمنية ولا يهمها اليمن ولا أبناء ‏اليمن وإنما كانت ‏تتخذ من الجرعة مبررا لتنفيذ مخططاتها التخريبية ‏التي تتبدى بشكل فاعل وواضح وضوح ‏كل يوم أنها لا تريد تخفيف ‏الجرعة أو معالجتها أو حتى انهائها بقدر ما تريد السلطة ولو بقوة ‏‏السلاح ونشر الطائفية والفوضى وإدخال البلد في دوامة من العنف ‏والحروب .‏

صدقوني لو كانت هذه السلطة تستحي ولديها ذرة من الوطنية ما ‏صمتت على مليشيات ‏مسلحة متمردة تعلن حصار العاصمة وعدم ‏السماح لأي سيارة حكومية بالمرور أو الدخول أو ‏الخروج.!!‏

‏• خطورة التساهل مع هذه الملفات
إن بقاء الرئيس هادي ووزير دفاعه يديرون هذه الملفات ويعالجونها ‏بنفس المعالجات السابقة ‏تهديد ووعيد في وسائل الإعلام وإرسال ‏لجان وساطات بدون أي تحرك جاد في أرض الواقع.. ‏وطالما وأن ‏الوضع في هذه الحالة وبدون تحرك شعبي وضغط قوي على هذه ‏السلطة لكي تتخذ ‏مواقف حازمة أمام هذه التهديات الخطيرة التي تهدد ‏البلد فطالما بقيت السلطة تعالج هذه ‏القضية بنفس المعالجات السابقة ‏والتعامل المتراخي مع الحوثيين والذي يعني أن السلطة قد ‏استسلمت ‏للمخطط الأمريكي الإيراني الذي يعني بكل تأكيد تسليم السلطة ‏تدريجيا لمليشيات ‏الحوثي أو تفجير الوضع وتسليمهم مؤسسات الدولة ‏وأولها المعسكرات والمرافق الحساسة ‏لكي يستقيم لهم الأمر وقد ‏تحدث مناوشات أو اشتباكات وهمية للضحك على الناس وذر الرماد ‏‏على العيون وهذه حقيقة لا شك فيها ولم يعد يجادل فيها أحد..‏

‏ والحل ‏أن يتحرك كل العقلاء والحكماء وكل غيور على وطنه ليضغط على ‏السلطة لتتخذ ‏موقفاً وطنياً جاداً إزاء هذه القضايا التي باتت تهدد ‏الوطن بشكل مخيف هذه هي الحقيقة التي ‏يجب أن يضعها الجميع ‏نصب عينية ويتحركون لتلافي حدوث الكارثة بإظهار هيبة الدولة ‏‏وتوجهها الحازم للتعامل مع هذه القضايا والملفات.‏
نسأل الله ان يلطف باليمن من مخططات مليشيات الحوثي المسلحة ‏المتمردة أداة الأمريكان ‏وعملاء إيران وأن يجنب اليمن كل سوء ‏ومكروه آمين ..‏

زر الذهاب إلى الأعلى