من الأرشيف

الحروب الإيرانية في العالم العربي

ما نراه في العراق من حرب إيرانية استعداداً لتصفية السنة واستبعادهم ومخطط تهجيرهم، وبعد أن أصبحت تدير شؤون العراق ولا يتم أي تعيين أو قرار إلا بموافقة أجهزة الأمن الإيراني، وأصبحت العراق تدار من فيلق القدس والتغيير الديمغرافي وإرسال فرق الموت تمهيداً لضم أجزاء كبيرة من العراق إليها، وسوريا تحارب بالطائرات والخبراء العسكريين والخبراء الأمنيين والعسكريين، وأصبحت سوريا تحت الاحتلال الإيراني، إضافة إلى الضغط على لبنان وإرسال فرق الموت والإرهاب في هذه البلدان، وتسعى إيران لإشعال الحروب في اليمن من خلال ما حدث في دماج والجوف وحروب الجماعات المتطرفة، ودفع منطقة الجنوب للحرب والانفصال بدعم الحراك، وكذلك دعم المتطرفين بالبحرين وإثارة الفتن بالبحرين، وهكذا دواليك.

ولن تتوقف إيران عن حربها وهي تريد التوسع بسبب هوس الملالي بقضية الإمبراطورية ولم تعد إيران مستعدة لأي حوار أو نقاش إلا باستسلام وخضوع الدول العربية لهيمنة إيران والانتقام للتاريخ واستغلال قضايا التاريخ كوسيلة، ولكن الهدف التوسع والسيطرة.

فمهما دعا العرب للسلام والحوار، فإيران تعيش مرحلة الاستكبار والاستعلاء والغرور، لأنها تملك سلاحا نوويا والعرب مفرقون في خلافات لا معنى لها وتحاول إيران أن تشكل اختراقات كثيرة في ضوء الخلافات العربية لتحقيق أهدافها، وبذلت جهودا محمومة لدى الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة من خلال لوبي إيراني كبير، وإيران بحروبها تحقق للغرب وإسرائيل أهدافهم الإستراتيجية في المنطقة، ليس هناك من خيار أفضل من هذا لإسرائيل التي لم تكن تحلم لما تفعله إيران في العراق وسوريا واليمن وإشغال الدول العربية التي ترفض الدول في حرب مع إيران، لأنها تعرف أنه فخ مرسوم لها لاستنزافها في حرب خسائرها كبيرة على الجميع، ولذا فإن الدول العربية ترفض الانجرار للاستفزازات الإيرانية ولكن هناك حقيقة مهمة، وهي أن إيران اليوم أصبحت في نظر الشارع العربي عدوا لا يقل عن إسرائيل، بل أشد ومكروهة، وأن انخداع إيران بضعف العرب قد لا يكون صحيحا على مدى معين، فلربما تزول أسباب الخلاف وهي قريبة قد تجعل العرب يتحدون لمواجهتها والأيام دول.

ويجب ألا يستهين أحد بسنن الكون، ولكن إيران تعاني من مشكلة عقدة التاريخ، وهي عقدة الماضي وجر التاريخ تماماً مثلما يعمل الإسرائيليون والتشابه بين الطرفين أنهم يعيشون عقد التاريخ باجترار صراعات الماضي، ولذا فهؤلاء، أقصد إيران وإسرائيل، لا يوجد لديهم مشروع حضاري للإنسانية سوى التعالي والنرجسية والعنصرية وعقد التاريخ.

من هنا نجد هاتين الدولتين تلجآن للحروب والصراعات، إذ رأينا اليوم التغير سنجد أن إيران أصبحت مكروهة في الشارع العربي بعد جرائمهما في سوريا والعراق واليمن ولبنان، وما زال البعض إلى اليوم لا يدرك دور إيران في دعم الجماعات المتطرفة واستخدامها وسائل المخدرات والأموال لتجنيد الشباب السنة للأعمال الإرهابية وتصفية خصومها وضرب الصف السني.

لم يكن الشارع العربي يعرف هذا التصنيف إلا بعد أن لعبت إيران هذا الدور، ولم يسلم من ذلك مسلمو إفريقيا وآسيا ومسلمو الغرب واستطاعت إيران تجنيد عدد من المفكرين بالأموال والضيافات والمؤتمرات المزعومة. ولكن سوريا والعراق واليمن فضحت أهداف إيران التي غرها الكبر وأموال العراق وسلاحها النووي. والعرب اليوم في كماشة بين قوتين نوويتين، وليس لهم إلا امتلاك هذا السلاح للدفاع عن النفس وإثبات القوة.

ولذا لابد من تحرك لجنة مصالحة عربية وإسلامية رسمية وشعبية لرأب الصدع وسياسة العفو والعمل على تجاوز الماضي ووضع صيغة توافق، لأن الاحتقان والتصعيد لا يخدم القضية العربية.

العرب يحتاجون إلى مراجعة لعلاقاتهم ومهما حاولوا إيقاف الخطر الإيراني والتعامل معه، فذلك لن يجدي دون مصالحة عربية وقوة نووية وعسكرية تعتمد على الداخل كسلاح ردع لا عدوان، ثم إن العرب إذا عاملوا إيران بالمثل ودعموا البلوش والسنة في فارس والأكراد، فسنجد إيران نفسها مضطرة للتفاوض بجدية، والند بالند أما إيران فإذا رفضت وتجاهلت وراوغت فإنه لا خيار أمام العرب سوى حشد الدول الإسلامية لمقاطعتها وقطع العلاقات معها ومنع طائراتها من المرور في الأجواء واتخاذ إجراءات اقتصادية وتجديد عضويتها في المؤسسات الإسلامية.

زر الذهاب إلى الأعلى