لايمر يوم، واحيانا لا تمر ساعة، الا ويأتي دليل جديد اقوى على ان إيران هي العدو الاكثر خطورة من كل الاعداء المتربصين بالامة العربية ، واحد اسباب تلك الحقيقة هي ان كل اعداء الامة التقليديين مثل الكيان الصهيوني وأمريكا وغيرهما لم ينجحوا في الحاق الدمار الشامل بالاقطار العربية الا عندما دعما إيران لتحقيق اهداف مشتركة بين هذه الاطراف الثلاثة ، فكانت إيران وبحق الدولة الاكثر نجاحا في الحاق الاذى المميت بالشعب العربي وبالدول العربية ككيانات وطنية من خلال امتلاكها سلاح الفتن الطائفية التي اشعلتها هي وليس غيرها وبدعم من غيرها.
هذه حقيقة ثابتة لان كل حدث في اغلب الاقطار العربية له صلة بإيران والكوارث المتعاظمة في العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين ودول الخليج العربي والسودان اوضح امثلة على الدور التدميري الذي تقوم به إيران ، خصوصا منذ وصل خميني للحكم والمنطلق من قاعدة احقاد متجذرة عمرها الاف السنين قبل الاسلام مصوبة بمطامع واضحة على ارض العرب وثرواتهم ومياههم .
والانقلاب الحوثي الاحمق في اليمن الذي دعمته أمريكا بوضوح اخر مثال على التطرف المفتوح الحدود للمطامع الإيرانية في الوطن العربي ، ونصف الانقلاب بالاحمق لان الحوثيين ورطوا إيران في فخ قاتل بدأت مقدمات القتل تظهر بقوة مشيرة إلى ان مقبرة إيران ونغولها لن تكون في العراق وسوريا فقط بل في اليمن ايضا .
ان فشل الجيش اليمني في القضاء على التمرد الحوثي حتى الانقلاب الأمريكي- الصهيوني الشامل في الوطن العربي في عام 2011 كان سببه ليس قوة الحوثيين بل انتشار الفساد والمحسوبية فيه ، وهو امر ظهر الان ولم يعد سرا ، لكن إيران والحوثيين اعتبروا فشل الجيش دليلا على تمتعهم بقوة لا تقهر فتطرفوا في التحدي ووصلوا إلى مقتلهم الحالي .
الان الحوثيون لا يعرفون كيف يخرجوا انفسهم من الفخ القاتل والذي سيزداد قتله يوميا لهم ، وليس القتل هو العقاب الاخطر للحوثيين بل العزلة التامة لهم في اليمن وكما حصل لنغول إيران في العراق وسوريا والبحرين وغيرها ، فالجميع تيقنوا الان بان إيران عدو لا يجوز اهماله تحت اي ذريعة ويجب القضاء على وجوده في الاقطار العربية بلاتردد وباسرع وقت وقبل القضاء على عدو اخر .
اما إيران فهي مارست الحماقة في اليمن رغم الدهاء الفارسي المعروف لان حكامها اعمت عيونهم القدرة الظاهرية على التوسع في اليمن ففقدوا القدرة على التمييز بين الفخ والانتصار لانهم وهم اسرى اوهام التوسع الامبريالي المرضية اعتقدوا بان الانتشار الحوثي في اليمن بسهولة وبغياب اي مقاومة حقيقية في البداية فرصة ستراتيجية كبرى لاكمال تنفيذ مخططهم في الجزيرة العربية ، اضافة إلى الضغط الذي لا يطاق لهزيمة إيران في العراق نتيجة انتشار الثورة المسلحة واسقاطها للمالكي بالقوة فاجبر ت النخب الفاشية في إيران على تبني اي انتصار ولو وهمي أو شكلي لرفع معنويات نغولها .
الان بدأت تظهر نتائج الفخ الاحمق الذي اسقط الحوثيون انفسهم فيه وجروا معهم إيران اليه فقد ابتدأت المقاومة المسلحة لهم من قبل ابناء اليمن الاصلاء الذين لم يقبلوا بمحتل غادر في تاريخهم المجيد وكانت الشرارة في المقاومة المسلحة للغزو الحوثي من إب ، التي سجلت مفخرة انها اول من قاوم الاستعمار الفارسي ، والمقاومة المسلحة للغزو الإيراني مرشحة بقوة للانتشار إلى كل المناطق التي احتلها الحوثيون ولن تتوقف الا باعادة الحوثيين إلى جحورهم الاصلية وتكبيلهم بقيود لا تسمح لهم مستقبلا بتكرار العمل الاجرامي ضد اليمن وشعبه وكرامته .
ولذلك نقبل جبين كل من يقاتل الحوثيين في اليمن مثلما نقبل جبين كل من يقاتل نغول إيران في العراق وسوريا والبحرين .
[b]ما هي الخطوة المطلوبة من العرب ؟[/b] علينا ان نتوقف عند اهم دروس غزو الحوثيين لصنعاء ومدن يمنية اخرى وهو ان إيران سواء كانت تحت حكم الشاه أو حكم الملالي هي العدو الاخطر والاكثر حقدا على العرب من كل اعداءهم ، فما ان سنحت لها الفرص حتى شرعت بالغزو المستند إلى اكثر اشكال العنف وحشية وبعدا عن الانسانية لدرجة ان العراقي المشهور بأنفته كان وهو يقاتل الغزو الأمريكي يفضل ان يقع اسيرا لدى الجيش الأمريكي على ان يقع بيد عصابات إيران نظرا لوحشيتها وقسوتها المتطرفة والان سوف تتكرر نفس الحالة في اليمن بعد ان تكررت في سوريا والبحرين .
تبلورت لدينا في العراق وسوريا وعبر تجارب كارثية مع إيران بديهية ترسخت بقوة وهي ان الاحقاد الفارسية على العرب والمطامع في ارضهم مرض بنيوي في خلايا نخب الفرس وليست ظاهرة سياسية مرحلية يمكن تحملها أو التأقلم معها لاجل معالجتها بالحوار والتفاوض السلمي ، كما كنت اعتقد حتى التسعينيات لكنني اكتشفت وبمرارة شديدة انني كنت مخطئا لانني كنت اتعامل مع ظواهر السلوك الفارسي وليس بواطنه والتي رأيناها على حقيقتها بعد الغزو في العراق وبعد الانتفاضة في سوريا وبعد الانقلاب الأمريكي المجهض في البحرين ، والان اخذنا نرى الدرجة الصعبة التصديق للاحقاد الفارسية بالنسبة لمن لم يجربها ويكتوي بنارها .
ان تجربة الانقلاب الحوثي في اليمن تؤكد وتضيف عامل اصرار اخر على ان العدو الاكثر وحشية وكرها للعرب هو بلاد فارس حديثا وقديما ، ويترتب على هذه الحقيقة موقف لابد منه وهو ان التحالف مع إيران أو مع نغولها ضد اي طرف عربي ، ومهما كانت الاسباب ، موقف مرفوض مهما كانت مبرراته لانه يقوض اهم السدود التي تحمي الامة العربية وهو سد هويتها القومية .
لماذا ؟ نكرر ما وضحناه مرارا وهو ان إيران تختلف عن العدو الاخر اسرائيل وعن داعم العدو الاخر أمريكا في انها متداخلة معنا دينيا ولو شكليا وبيننا وبينها تاريخ مشترك لهذا فان الحصانة ضدها كانت ضعيفة حتى تغلغلت وتمكنت فاستكلبت ورأيناها على حقيقتها كوحش هو الاكثر شراسة وحقدا على العرب ، فاجبرنا على الانتقال من الاعتقاد الساذج بان الخلاف معها عابر ومؤقت إلى اليقين بان العداء معها رئيس ومتجذر ، مع تعمق اليقين الاخر وهو اننا لم نكن نريد حصول هذا التحول في الوضع أو في الاعتقاد وانما فرضته سياسات إيران الاجرامية بحقنا.
لذا نؤكد مرة اخرى وكما قال الرفيق عزة ابراهيم في رسالته الاخيرة على ان إيران تحتل المرتبة الاولى في ترتيب الاعداء الستراتيجيين ، وطبقا لهذا الموقع الذي احتلته إيران بسياساتها الاستعمارية الوحشية فان كل نغول إيران هم خيول طروادة لها محاربتهم واجب قومي مقدس ، وبدون اجتثاث نغول إيران لن تنكفئ إيران داخل حدودها الاصلية وستبقى تقضم ارض العرب وتذبح الاف العرب وسيستمر تنفيذ المخطط الصهيوأمريكي عبر الرافعة الإيرانية .
فقط بدحر إيران ، بتحرير اراضينا منها ومن ونغولها ، نتمكن من العودة لصراعنا الاساسي والاصلي وهو الصراع مع العدو الصهيوني الذي تمتع باطول راحة ستراتيجية منذ وصل خميني للحكم ، وفقط بدحر إيران نجرد أمريكا من اخطر ادواتها القاتلة والتي استخدمتها لتنفيذ مخططاتها المتضمنة في سايكيس بيكو الثانية.
ان القضاء الكامل على النفوذ الإيراني بما في ذلك انهاء نغول إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين والسعودية وكل قطر عربي هو الضمانة الحقيقية والعملية لتحقيق الوحدة الوطنية وهي الشرط المسبق لاعادة الصهاينة وداعميهم إلى حالتهم الاولى وهي الدفاع بدل الهجوم .
يجب ان لا ننسى ولو للحظة بان صراعنا مع الفرس صراع وجود وهوية وليس صراع مياه أو حدود ، وبما ان الحرب هي فن تحديد العدو الاخطر والتركيز عليه وعدم تشتيت القوى بحروب متعددة في ان واحد فلتكن حربنا الدفاعية ضد الاستعمار الإيراني هي البوصلة التي تحدد طريقنا ومع من نتحالف وضد من نقاتل .
إيران وليس غيرها هي من اعتمد على أمريكا واسرائيل وسلاحهما ومعلوماتهما الاستخبارية ضد العراق منذ إيرانجيت حتى تسليم العراق لإيران وبينهما الدفاع الأمريكي المستميت عن حالة الاحتلال الإيراني للعراق ، وإيران هي من سهل غزو افغانستان لأمريكا ، وإيران هي من كانت ومازالت الداعمة الاساسية للغزو الأمريكي في العراق عن طريق تسخير نغولها لخدمته ، وإيران هي من تجاهر بلا تردد بانها تريد فرض سيطرتها على كافة الاقطار العربية ، وإيران هي من مارست العنف في اقصى درجات الوحشية وغياب الانسانية في العراق بشكل خاص والعراقي لهذا السبب خير من يعرف هذه الحقيقة الدامغة .
لا حرية لنا ولا تقدم ولا استقرار ولا وحدة وطنية ولا قضاء على الارهاب بكافة اشكاله من دون القضاء على النفوذ الإيراني ونغول إيران . نعم تحمل العراق تضحيات غالية جدا كي يكتشف الناس ان إيران هي العدو الاول ولكن تضحيات العراق لم تذهب هباء فالان يكتشف اهل اليمن ان إيران هي عدوهم الاول وغدا سيكتشف السودان ان إيران هي عدوه الاول ، وهكذا فان الفخ المغري جدا لإيران في العراق وسوريا واليمن وغيرها كان قاتلا وباتجاهين قاتلا لإيران وقاتلا لضحاياها الكثر .