لو سلمنا بمنطق التفكيك في اليمن فقد ينتهي بناء الأمر إلى أن يكون التفكيك على أساس ما قبل تكوين الدولة الحديثة في اليمن/ دولة الإمامة ودولة الحزب الإشتركي وكلاهما جعلتا الهوية اليمنية أساسا والوحدة غاية وهدفا ..وهذا يحسب لهما ..!
ونعلم عديد كيانات ما قبل الدولتين، وعمر بعضها يبلغ قرونا ، مثل دول في حضرموت وسلطنة البيضاء..!
أما إذا عدنا إلى الرشد والأصل والحق وبعد النطر وتم التفكير بمنطق توحيدي أكبر، فلن يكون أمامنا أفضل من اليمن الواحد الكبير، بدلا عن يمنين أو ثلاثة أو أربعة أو أكثر ..!
وعبر التاريخ لا تحدد مصائر الأوطان والشعوب أزمات طارئة وحوادث عارضة، وساسة متطرفون انتهازيون يخلقون الأزمات ويؤججونها ويستغلونها في سبيل مصالح تخصهم وحدهم ، ويخدعون عامة الشعوب بغير ما يضمرون ..
فساد النظام السابق وفشله وسوء قيادته وإدارته حل بأهل اليمن جميعا.. وثار عليه الشعب ، مع أن راس ذلك النظام لا يزال يمعن في الأذى والإنتقام ، ولولا مبادرة الخليج كان يجب أن يكون تاريخا منذ 2011..
اقتحام الحوثي لصنعاء كارثة وطنية بحق وكان يجب أن لا يفعل ، وكان يجب إيقافه بكل الوسائل والسبل، لكن قصور وعجز القيادة كان سببا فيما حدث، ولن أذهب الان إلى ما هو أبعد من ذلك ، إضافة إلى تهور الحوثي ذاته وغلوائه وتطرفه ..
غير أن ذلك يجب أن لا يكون ذريعة لتفكيك اليمن... ولماذا اليمن وحدها من بين دول العرب هي التي يجب أن تتفكك وتهان با لتشرذم والتفكك والضياع ..؟!
لا أحد من أهلنا العرب يريد لنا ذلك على حد ما أفهم وأعلم، ومع ذلك نسمع ونقرأ بعض اللغط الإعلامي وآراء لهذا الكاتب الصحفي أو ذاك..!
اليمنيو، خلافا لغيرهم من الدول التي تتفكك ، أصل واحد وعرق واحد وشعب واحد ودين واحد .. وطالما وقد توحدوا فواجبهم مثل غيرهم من دول العرب الحفاظ على وحدتهم، فهي مصدر شرفهم وكرامتهم قبل أي شيء ..
أما الحوثي فهو معضلة في اليمن من أول يوم، وهناك من راق له الحوثي منذ البداية ظنا منه أنه سيكون حصان طرواده الذي سيحقق له مراميه وأغراضه ومنها تفكيك اليمن...ولذلك كانت سعادة أولئك البائسين غامرة عندما توج الحوثي حماقاته وغلوائه باجتياح صنعاء .. ! ولا أعلق هنا على توسعاته الطائشة بعد ذلك، فليس بعد الكفر ظلم..فصنعاء كل اليمن...!
ودائما ليس هناك ما يمنع أن يأخذ الحوثي حقه وحجمه، ولكن ليس أكثر .. وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح ..!
وتذكيرا للغافلين والمضللين والمتربصين : الهوية اليمنية راسخة وستكون استجابتها حاسمة حسبما تقتضيه حقائق الأشياء وليس وفقا لمقتضيات السياسة الطارئة والأحداث العارضه وأغراض "البزنس"...!