أيوسدونكَ شيخَنا قبرا
يا من سكنتَ قلوبنا الحَرَّى
ورحلتَ والآمالُ مفعمَةٌ
ونقشتَ في أرواحِنا الذكرى
أفواجُ فقدِكَ بالأسى احتشدتْ
في ( النورِ ) مسجِدِ روحِكَ الخَضرا
ف( الأشبطُ ) ارتَجَّ الدعاءُ بهِ
وهمَتْ عيونُ وفودِهِ قَطرا
وتزاحمَ الأحبابُ واجمةً
أرواحُهم وعيونُهم حَمْرا
من كل منطقةٍ وحاضرةٍ
بعدَ السنينِ رأيتُهم ْ كُثرا
و(حديب ) ( ماويةً ) مولهةٌ
حزناً تئنُّ لفقدِهِ جهرا
يا شيخُ أنتَ فؤادُهم ومتى
رحلَ الفؤادُ تصدَّعوا صدرا
والحُبُّ فيك من الألهِ فكم
أحييتَ في جنباتِهم ذِكرا
ونشرتَ علماً نافعاً وبه
سلكوا الهدى وتنوَّروا فِكرا
وملأتَ بالإيمانِ أفئدةً
والحُبُّ أنتَ نشرتَهُ عطرا
وجموعُهم في درسِكَ احتلقت
وخطابُ وعظِكَ شدَّهم أسرا
ف ( النورُ ) بعدَك أنَّ منبَرُهُ
من ذا يسُدُّ جلالَهُ ثغرا
جُدرانُهُ تشتاقُ صوتَك إذ
تعظُ القلوبَ وخاشعاً تَقرا
وأحبةٌ يحدو بهمْ أملٌ
لو جاءَهمْ من كَذَّبَ الأمرا
حُقُّ الرحيلُ وموتُهُ قدرٌ
أنطيقُ حَرَّ وداعِهِ صبرا
شيخُ الشبابِ ومَن بهمَّتِهِ
كم فاق َ عُمرَ أقلِّنا عُمرا
هي حكمةُ الباري تُذكِّرُنا
أنا لفي سفرٍ إلى الأخرى
وبأننا في دار ممتحَنٍ
سعداً وبؤساً أو غنىً فقرا
أوَيملأُ الإنسانُ صفحتَهُ
خيراً ليلقى بعدهُ بِشْرا
أم يقطعُ الدُّنيا بلهفتِهِ
يحوي السرابَ ويجمَعُ الدُّرّا
يا شيخ ( عبد الله ) كم صدحَتْ
يا ( حيدريُّ ) عظاتُكمْ دهرا
تمضي وغيثُ هُداكَ يبعثُنا
ليقود دربَ الأمةِ الحَيرى
وبقدرِ حُبك في القلوبِ وقد
أعلاكَ ربُّك بيننا قدرا
وبِعَدِّ ما لهجَ الدعاءُ بهم
صلوا إلى أن شارفوا القبْرا
وبطولِ عمرِكَ هِمّةً وهُدى
ترجو الإلهَ الصفحَ والطُهرا
سيكونُ ربُّك راحماً ونرى
من فضلِهِ بهنائكَ البُشرى
وتهلُّ في كرمٍ سحائبُه
بالعفو تمحو الذنبَ والوزرا
عنهُ وعن علماءِ أمّتِنا
هيء لكسر قلوبنا جبْرا
وابعث لنا من بعدهم خلَفاً
يحيي القلوبَ ويرشدُ المسرى
واجعل رياض الخلد مسكنَهمْ
ومن العذابِ اجعل لهم سترا
وارحم أحبَّتَهُ ومن حضروا
أو غاب َ أو من عالجَ العذرا
واغفر لمن أدّى الحقوق لهُ
ولمن سعى في علمِهِ نشرا
واغفر لشاعرها وسامعِها
ولوالديهم ، أجزلِ الأجرا
واحفظ بلادَ المسلمين وكُنْ
سنداً وهيِّءْ للعلا أمرا
وصلاةُ ربي والسلامِ على
طهَ ضياءِ القبةِ الخضرا
ما هَلَّ غيثٌ أو جرى نفَسٌ
أو ضوَّعتْ زهرُ الربى عِطرا