[esi views ttl="1"]
من الأرشيف

اليمن وثارات التاريخ

منذ دخل الإمام الهادي إلى صعدة، التي كان أهلها مالكيون وأحناف، وكانت اليمن منطقة سنية، قام هذا الإمام بقتل الخصوم وصلبهم وتعليقهم من أعقابهم حتى جافت جثثهم وتوسل إليه أهل صعدة ليسمح لهم بدفن موتاهم. وهذا ليس عن خصومه في الرواية بل كتاب سيرة الهادي إلى الحق.

وتحدث الشوكاني وغيره عن جرائم بشعة ضد الإنسانية مارسها أحفاد هذا الإمام ومارسوا العنصرية، واستمرت اليمن في حروب وقتال وصراعات على يد هؤلاء. ولقد روى الحافظ بن حجر في كتابة الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة في الجريمة البشعة في قتل الإمام أبوزيد الشاوري.

وعندما تولى هؤلاء صنعاء وحكموها بالحديد والنار وحرموا الناس من التعليم والصحة ونشروا الشعوذة والجهل وتقديسهم وجعلوا أنفسهم أعلى من البشر واستعبدوا الناس واعتدوا على المحافظات تماماً مثلما يجري اليوم واستباحوا حبيش والعدين والمقاطرة والتربة.

وعندما وصل الجيش السعودي رداً على مؤامرات الإمام ضد الجار المسلم تمنى أهل تهامة أن لا يكونوا تحت هيمنة الحكم الإمامي وأن يصبحوا جزء من إخوانهم السنة ومحاولة فرض المذهب الشيعي عليهم، وقامت الثورات وضحى الكثير للخلاص من هذا الظلم، وقامت ثورة سبتمبر للتحرر من هذا الكهنوت البشع وانتصرت الثورة رغم سلبياتها. واليوم يراد الثأر من علي عبد المغني وجميع الذين قدموا أرواحهم للتحرر من هذا الطغيان.

وعندما قامت ثورة الخميني العنصرية التي أعدها الغرب وجاء بطائرة من باريس، كان نيتها على اليمن وتحرك هؤلاء ليبدأوا في الأمل لعودة حكمهم وهيمنتهم، وتنكروا للدول التي استضافتهم وأكرمتهم وقدمت لهم الكثير كواجب أخوي رغم مواقفهم.

وأسس هؤلاء مجلسا شيعياً واخترقوا الأحزاب واستخدموا كل الوسائل للوصول لأهدافهم، وبدون احترام لمبادئ الأخلاق الإسلامية والعربية. وهؤلاء الذين هم غير الزيدية. فالزيدية أقرب لأهل السنة. أما جارودية صعدة فهم اثنا عشرية وأكثر وكتبهم تؤكد ذلك وهم عنصريون ويستخدموا السياسة لوصول لأهدافهم، وكان تاريخهم بشع ضد إخواننا الأتراك الذين كانوا يدافعوا عن اليمن. هؤلاء أسسوا مليشيات بالتعاون مع إيران وحزب الله وحزب الدعوة في العراق بغرض جر المنطقة لحروب وتحقيق أحلام الإمبراطورية الصفوية التي تخدم أجندة الغرب في وجود إسرائيل. تأمرت إيران في العراق وأفغانستان وسوريا وتنتشر دعواتها في أفريقيا وشرق آسيا.

ولكن للأسف الناس في اليمن قابلوا كل هذه المخططات بشيء من التجاهل والتقليل من الشأن وذهب بعضهم لأبعد من ذلك من التحالف مع هؤلاء والاستجابة لخداعم وظل هؤلاء يعملوا في الخفاء ويعدو العدة لساعة الصفر.

وكانت أكبر خدعة هي تجاهل الأهداف التي يسعى لها هؤلاء والترابط بين جميع أطيافهم وتوزعوا الأدوار في أحزاب وطوائف،فتجد اليسار والعلماني والشيوعي ورجل الدين يجمعهم هدف واحد تماماً مثل الإسرائيليين. تجاهل أهل اليمن ومن يتابعوا المشهد اليمني حقيقة أن المذهب الهادوي باليمن لا يعني هذه المجموعة العامة أو العلماء القريبين من السنة بل الحاملين للفكر السني منهم بل هناك فئة اثنا عشرية وأشد غلوا وظلوا يعملوا بصمت واستطاعت إيران وحزب الله تجنيد عدد من شباب السنة والنشطاء اليساريين والليبراليين ممن وجدوا أموال وإعلام ومظاهر وسفرات وفنادق وسيارات.

كل هذا جعل هؤلاء أبواق وعيون لهؤلاء في المناطق السنية، بل إن شيوخ القبائل ممن أعماهم وأعمى أبصارهم حب المال استخدموا سلالم وأبواق لهؤلاء بطرق ذكية، لأن المدرب ليس سهلاً ولا ساذجاً، فإيران وحزب الله عندهم من المكر والخداع ما يجعلهم يشتروا ذمم أشخاص فيأخذونهم إلى الفنادق الضخمة ويصرفوا عليهم الأموال ويقدموا له ما لذ وطاب من مال وفساد. وضعفاء النفوس للأسف جاهزين. وسيكتب التاريخ خيانات هؤلاء.

اليوم انكشفت اللعبة وعاد بيت حميد الدين الذين خرجوا من اليمن بعد حرب سنوات ودماء في جبال اليمن ورجال قدموا أرواحهم لليمن، وأعلنت مليشياتهم الحوثية التي هي مليشيات لهذه الأسر التي مولت هؤلاء ودربتهم بواسطة إيران ليعودوا لحكم اليمن بأسلوب جديد حسب ما تقرره إيران. والحرب الدائرة اليوم في البيضاء ورداع وتحت مسمى ضرب المتطرفين هي تضرب القبائل والعشائر السنية الوطنية التي لا علاقة لها بالجماعات الإرهابية، وإنما لضربهم ليسلموا الحديدة وإب وتعز ويزحفوا نحو الجنوب لعودة الإمبراطورية الفارسية بالتعاون مع هؤلاء والقضاء على السنة وجعلهم كالعراق مهمشين وتصفيتهم وإبادتهم وبدعم طائرات محلية ودولية. هذا هو مخطط كيسنجر وكلام بجنسكي عن الرب الأخضر يقصد السنة.

استيقظوا أيها المسلمون، ويريدوا عودتكم لحروب التاريخ القريب والبعيد. المهم تركوا القدس. المهم كونوا أضعف من إسرائيل، فإيران تقدم نفسها لأسيادها الغربيين وحلفائها بأنها البديل وشريك الغرب في إدارة الشرق الأوسط والتقاسم.

عار على المثقفين والساسة اليوم يسكتوا ومعهم الإعلام على إعادة الأمة إلى حروب مضت عليها سنوات وقرون طويلة ليتحارب الناس نيابة عن الماضي لأمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعلمون. كما قال ربنا.

ما يجري في صنعاء ومحافظات اليمن وقبله في بغداد والموصل ودمشق وحلب وطرابلس وبنغازي وصمة عار قاتمة في تاريخ القيادات المعاصرة التي صمتت وتفرجت كأن الأمر لا يعنيها، وإنما مصالحها الذاتية، فهناك أناس باعوا آخرتهم الباقية بدنيا فانية فيا ويلهم من لقاء الله والحساب ذلك اليوم الذي هو عند الله بخمسين ألف سنة مما يعدون.

زر الذهاب إلى الأعلى