[esi views ttl="1"]

بحاح.. وملكة بريطانيا..!؟

في خطابه الرصين إلى إجتماع الهيئات الرئاسية (الجمهورية والنواب والوزراء والشورى) حدد الأستاذ خالد بحاح رئيس حكومة السلم والشراكة أولوياته القادمة على نحو يقدم المتطلب الاعتيادي على الضرورة القصوى ويغلب الحلم على معطى الواقع وينتقي أفضل الشتلات عطاء قبل اختيار التربة الحاضنة والموسم الملائم.

أولوياته ثلاث.. مخرجات الحوار, دستور جديد و انتخابات عامة.

وبصفتي أحد مواطنيه المطحونين بالقلق.. تتلخص تطلعاتنا بأولويات مختلفة وإن كنَّ ثلاثاً أيضا.

الفارق أن أولوياتنا تتعلق بالكليات الخمس وأولوياته تتعلق بترتيب الوضع المستقبلي للمتصارعين على السلطة.

اهتماماتنا تتركز على الاستثمار في المتاحات الراهنة واهتمامات الحكومة تنشد منجزات رومانسية حالمة.

نحن نبحث عن فرص الإنقاذ والحكومة تعتزم تحقيق الرفاه السياسي.

نحن مع استعادة هيبة الدولة أولاً والأستاذ بحاح يعتزم الشروع في تنفيذ مخرجات الحوار.

نحن نرى في القضية الجنوبية هدفاً لصيقاً باستعادة قوة الدولة ومهابتها ودولته يعتبر الانتهاء من إعداد الدستور الجديد والاستفتاء عليه مهمة رئيسة أمام حكومته.

نحن نجد في الهم الاقتصادي عنوانا لعشرات الهموم الجاثمة على صدر لوطن ونطالب بما يسد الرمق والأستاذ خالد يلوح بالبسكويت كما فعلت صاحبة الجلالة الملكة (اليزابيث) ذات زمان! وحكومته تعتبر الانتخابات القادمة رأس حربة في سلم أولوياتها.

الفارق بين ما نتمناه وما يراد لنا أن الحكومة تحاكي لغة السوبر مان الأممي بينما مواطنيها يتحدثون بالبلدي الطافح بالأنين وألم الانكسار وفواجع السلاح وهواجس التطرف وقلق انتظار جولة طازجة من سجلات الثأر.

استعادة هيبة الدولة بمعنى القدرة على ضبط إيقاع الصراع لا في صورة المثال أو النموذج الذي رسمه الحوار الوطني فتلك مهمة عظيمة وتاريخية وتحتاج إلى مقّوم الدولة وفرض سيادتها على أرض الواقع وبغير هذا فإننا سنفسدها باللغو الفارغ ومراكمة التمنيات حتى تستحيل أعذاراً وقصائد رثاء.

وإذا لم تبدأ الحكومة باستعادة هيبة الدولة وتمنح وزيري الدفاع والداخلية فرصتهما لتقويم وضع المؤسستين الدفاعية والأمنية وتصحيح الانحرافات وإعادة النظر في قرارات الهيكلة سلباً وإيجاباً وإنهاء المؤثرات السلبية على أدائهما وتحمل مسؤولية تحرير مركز القرار السيادي بالعاصمة صنعاء من فيتو الأخوان والقبيلة وأنصار الله فما الذي سيضيفه الأستاذ بحاح إلى رصيد رئيس الجمهورية ومحاولاته المستميتة لمقاومة عوامل الوهن عبر أدوات الماضي وانقساماته السياسية وجيوبه العسكرية والأمنية.

أستطيع القول أن الرئيس هادي بذل عنايته الفائقة في التصرف بحصته في اختيار أهم كفائتين – كلتاهما – لأبرز مهمتين يتوقف عليهما استعادة هيبة الدولة لكن المفاتيح المهمة إذا أسقطت من يد الأستاذ بحاح فإننا لن نخسر بالمقابل مجرد (الفرصة) ولكنا سنكف عن الأمل بالممكن ونمضي للمزيد من العبث والمزيد من التلهي بالمستحيل.. أشاطرك أستاذ بحاح نفس التطلع لدستور قادم يرسم قسمات اليمن الجديد لكني أخشى استهلاك الروشته دون العناية الكافية بالإسعافات الأولية على صعيد القضية الجنوبية التي قتلناها نقاشا وحوارا وابتزازاً ومساومة على حين غدت طريقتنا في معالجتها أدنى شبهاً بهيكلة الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع..؟

وإذا جاء وعد الاستفتاء ونحن على وضعنا الراهن من اضمحلال هيبة الدولة وبقاء الغليان الجنوبي على حاله فمن يستفتي من.. ومن منا سيكون معنيا بحماية لا أو نعم.؟

الحل السياسي للقضية الجنوبية لم تتضمنه مخرجات الحوار أو أنها حامت على تخومه ولم تبلغ جوهره.. في الترتيب الثالث من أولويات الأستاذ رئيس الوزراء تأتي الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لهيئات الدولة الاتحادية المشرعة على الورق الصقيل.. سوف نفترض ذلك ممكنا في ظل الأوضاع الاجتماعية والأمنية السابقة والحالية والمتوقعة.. وإذاً فما هو الميزان الاقتصادي لدولة (اللاادي) من حيث القدرة على وقف الاختلال الفاضح بين موارد الحكومة ونفقاتها.

لا أفهم في الشأن الاقتصادي غير ما تشتي به الوجوه من كئآبه وضوائق معيشة ولست أفهم ولن اصدق من وفي أي انتخابات – قادمة- قدرتها على تجسيد حلم اليمن الجديد طالما ظلت الكثير من معطيات الدورة النقدية مرتهنة لعوامل التدفق الخارجي على بعض القنوات السياسية..؟

وبين ارتهان قوى الصراع لمصادر التمويل الخارجي والعناوين الوطنية الكبيرة.. يتو إلى نسل المواليد (الخدّج) من الحوار إلى الهيكلة إلى الدستور ..لهذا أعود من حيث المستهل.

استعادة هيبة الدولة أولى من مخرجات الحوار ومعالجة القضية الجنوبية بطريقة أكثر صدقاً أقدم من الاستفتاء على الدستور والملف الاقتصادي أهم من انتخابات تعيد إنتاج قوى الإعاقة.. والفرصة تلوح أمام حكومتك المبجلة.

بحاح.. هل تسمعني..!؟

زر الذهاب إلى الأعلى