يا (صادقاً) كم أطفأ الأحقادا
ولشعبِهِ قطعَ الحياةَ جِهادا
شاؤوا بقتلِكَ أن يموت نضالُنا
وعظيمُ فقدِكَ جَدَّدَ الميلادا
ومواكبُ الحُبِّ التي رافقتَها
للمجد ، كنتَ لها تفيضُ وِدادا
ها قد أقامتْ من رحيلِكَ مأتماً
وعسى الجنانُ بكَ احتفتْ أعيادا
من كُلِّ أطيافِ الرؤى أبصرتُهمْ
نثروا أساهمْ أدمعاً ومِدادا
صلّوا عليك مواكباً وقصائداً
ومشاعراً عبرَ المَدى تتهادى
تُهدَى لكَ الدعواتُ وهي أسيفةٌ
ويدُ اليقينِ تُهدهِدُ الأكبادا
وترى طيوفَكَ وهي باسمةُ المُنى
فتَعُبُّ منها للمسيرةِ زادا
وترى وجوباً أنْ تسيرَ حشودُها
كيفَ ارتأيتَ وترفعُ الأوتادا
ما ماتَ من جعلَ الفضيلةَ دربَهُ
ولجَمْعِ أشتاتِ الأحبةِ نادى
من عاشَ سِلماً للقلوبِ ورحمةً
للمتعبينَ ، ومشعلاً وقّادا
والسِّلمُ قامَ على ثراهُ مُوَدِّعاً
وعلى الفقيدِ يُرَتِّلُ الأورادا
وبكُلِّ جامعةٍ وساحةِ منتدىً
فاضَ الشهيدُ بذِكرِهِ إرشادا
قامتْ فضائلُهُ مقامَ وجودِهِ
وسرَتْ لتَهدي الجيلَ والأحفادا
وأنارتِ الأرواح بعد خفوتِها
مُذْ أعلنتْ كلُّ القلوبِ حِدادا
فهلِ الدَّمُ الحُرُّ الأبيُّ إذا جرى
يُحيِي ويبعثُ أمةً وبلادا
لنرى المشاريعَ الصغيرةَ أخفقَتْ
ونرى الكبارَ تقدَّموا رُوَّادا
ونرى البلادَ على الجراحِ استَكْبَرتْ
والفجرَ عن وطني يُزيحُ سوادا
ونرى المبادئَ من تعزّ وأهلِها
تسري لتمحو الحقدَ والأحسادا
ونرى اليمانيِّين أسمى قامةً
يستنهضونَ العِزَّ والأمجادا
والوعيُ يُشرقُ في العقولِ وفي الرُّؤى
ويحاصرُ الجُبناءَ والأوغادا
والأمنُ عاد إلى الربوعِ فعمَّها
وغدا أساساً شامخاً وعمادا
ليهيبَ بالنوَّام عن أوطانهم
أن قد كفاكم غفلةً ورُقادا
و(الصادقُ المنصورُ ) بعد وداعِهِ
والغدرُ أعلنَ طيشَهُ وتمادى
لَتثورُ فينا روحُهُ : أن واصلوا
دربي وفيضوا حكمةً ورشادا
طوبى لمن بالخيرِ عاش مُبشِّرا
وعليهِ يلقى ربَّهُ استشهادا
يا كُلَّ أحبابِ الفقيدِ وأهلِهِ
كُلٌّ يوافقُ موتُهُ الميعادا
بختامِنا هل ترتقي أسماؤُنا
وصفاتُنا، لنُشَرِّفَ الأولادا
ونكونَ جندَ عدالةٍ وكرامةٍ
ويكونَ يومُ رحيلِنا ميلادا