من الأرشيف

اليمن.. ظلم القربى وصمت الأخوة

اليمن اليوم على شفا جرف هار بسبب سوء التقدير عند الجميع. إن ما جرى في صنعاء اليوم ‏هو ثمرة مخططات منذ قيام الثورة الإيرانية التي وضعت اليمن ضمن أهدافها الإستراتيجية. ‏والحرب الإيرانية في اليمن بدأت ثقافياً بنشر الكتب والأفكار، وقد كان عملاء إيران يشكون ‏من الدعاة والكتب والدور العلمي لدول مجلس التعاون وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ‏التي تعتبر أكبر مانح لليمن في كل الجوانب. ‏

وقفت المملكة العربية السعودية ودول الخليج كالإمارات وقطر والكويت في دعم التنمية في ‏اليمن، ولا يستطيع أن ينكر ذلك إلا جاحد. وبذل اليسار حملات للتشكيك بعلاقات اليمن بأشقائه ‏وبذل أنصار إيران جهودهم في هذا الإطار. ولذا دفعوا باليمن إلى الارتماء في أحضان إيران ‏أيام الشاه وفشلت وعادت العلاقات وتهددت اليمن العصابات الشيوعية المدعومة من قبل ‏الجماعات الموالية لإيران التي حاربت المعاهد العلمية ومدارس تحفيظ القرآن وتوحدت ‏الحركات الشيعية مع الشيوعيين والناصريين للحرب على أهل العلم والدين في اليمن ومحاولة ‏مسخ الهوية الإسلامية لليمن وجعله بلداً شيعياً كإيران. وهذا توافق مع أهداف الغرب ‏وإسرائيل الذين دعموا توجهات إيران في أفريقيا وغيرها. وعندما تسلمت إيران العراق بدأت ‏بإرسال عدد من العراقيين الموالين لها إلى اليمن إلى قم والنجف والضاحية. وحذر العقلاء من ‏ذلك الخطر ولكن دون جدوى. وبدأت حملة شرسة ضد اليمن وجيرانه وبذلت الجهود الإعلامية ‏ومحاولات سلخ اليمن عن أشقائه. وللأسف إن كثير من الإعلاميين والأحزاب وقعوا في هذا ‏الفخ الخطير.‏

وكانت حرب الخليج التي صدمت الأشقاء في دول مجس التعاون التي راهنت على اليمن ‏كشريك ولكن دفع اليمن لذلك الموقف كان له هدفين سلخ اليمن عن الشركاء الأشقاء وتمهيد ‏تسليمه لإيران وتدميره اقتصادياً لاستطاعت جعله مجالاً لتجنيد عناصر شيعية موالية لإيران. ‏ثم رأت الجماعات الشيعية المتمثلة في ما سمي المجلس الشيعي الأعلى الذي كان أمينه العام ‏صلاح فليته والد محمد عبد السلام ورأى هذا الحزب اختراق الأحزاب جميعاً ودفعها للمخطط ‏الإيراني وجعلها تنفذ أهدافها إضافة إلى اختراق المؤسسة الرئاسية. وتم الاستفادة من تحالف ‏مع الحزب الاشتراكي والحزب الناصري وقرر هؤلاء إنشاء جماعة الشباب المؤمن الذين هم ‏مليشيات المجلس مثل مؤسسة بدر وغيرها في العراق، واستطاع هؤلاء إيجاد العناصر ‏اللبنانية والعراقية في الداخل لعمل الإستراتيجية، وكان الناس يسافروا ويتدربوا تحت سمع ‏وبصر الجميع، وتجاهل الساسة والأحزاب والقادة المتطوعين بالجري وراء الأموال ‏والمناصب، وكل من يحذر يتهمونه بأبشع التهم.‏

خسر اليمنيون أشقائهم ولم يحاولوا ترميم العلاقات، ولعب الرئيس السابق دوراً بتحريض ‏من هؤلاء أضر بمصلحة اليمن وتاجر بالقضية واستطاعت إيران صناعة جماعات متطرفة ‏في الجنوب مستغلة الظروف الصعبة هناك فأنصار الشريعة جناح إيران الآخر. وكانت فرصة ‏لتجار المخدرات والأسلحة الذين تعاقدت معهم إيران التي أغرقت اليمن بالأموال والسلاح ‏والمخدرات، نام اليمنيون عن الخطر واستهانوا به ولم يواجهوه في بدايته وسكتوا عن تلاعب ‏الدولة والأحزاب وخسروا أشقائهم الذين يلتقوا معهم في نفس الهدف. واستطاعت إيران ‏وأحزابها غزو الناس بالأفكار والدعايات الإعلامية لتشويه علاقة اليمن بجيرانه لجعلها صيد ‏وفريسة لإيران وعملائها. وأكل الجميع الطعم ورددوا ما يقوله الخصوم تحت مسمى معلومات ‏وكلها مسربة من طهران والضاحية ضد الأشقاء الذين تربطهم باليمن أخوة العقيدة والمصير ‏والتاريخ. للأسف استطاع عملاء إيران أن يقنعوا الأحزاب بإعطاء الحوثيين وغيرهم ‏بالمشاركة في الاعتصامات وتعلموا الدور وتمكنوا بفضل وجود المشترك فاستطاعوا أن ‏يكونوا في المشترك والمؤتمر وهذا شيء مهم جداً وأن يلعبوا دورهم فهم في المشترك ممثلين ‏بحزب الحق واتحاد القوى الشعبية وغيره وحيدوهم وخدروهم وخدعوا الإصلاح. ثم انقلبوا ‏عليه بعد أن أعدوا له فخاً ونصبوا له الشباك، وسخروا الاشتراكي والناصري معهم، واخترقوا ‏الرئاسة الجديدة وضربوا القوى بعضها ببعض وأصبحوا يقضموا المناطق من سفيان إلى حجه ‏إلى عمران حتى وصلوا صنعاء. وسكت الإصلاح والقبائل فبدأوا بآل الأحمر ثم انقضوا على ‏الإصلاح ولن يتركوا أحد فالكل سيدفع ثمن حرب 62 والكل مطلوب رأسه والحرب ستكون ‏قاسية والقائمة طويلة، ولكن المؤلم هو تجاهل الدور الإيراني والقادة الذين في صنعاء وخارج ‏اليمن. وجود قيادات قبلية ضعيفة وتفرق الإصلاح والسلفيين والعلماء.‏

كان الواجب عمل جماعي وتحالف للدفاع عن الوطن ولكم هم متحدون وخلفهم دولة في ‏طهران ودولة في بغداد وحزب في الضاحية وممولين في دول الخليج من الخمس شكلوا ‏تحالف كبير وصف جماعي، وخصومهم مفرقين يعلموا دكاكين ومفرقين وأفراد وليس لهم ‏تصور ولا تحالف ولا منهج ولا رؤية ولا برنامج فاجأتهم الأحداث ولم يجدوا أحد معهم لأن ‏الأشقاء تألموا ولم يجدوا مثل سوريا تحالف ولا مثل العراق فالعشائر حلف واحد والمعارضة ‏السورية حلف واحد، واليمن كل له دكانته وأنانيتهم لا يهمهم الوطن أبداً والشباب ضائع. ‏فظلمتهم الأحزاب والدولة وقتل الناس والجنود دماء تهرق أبرياء لا ذنب لهم إلا خذلان ومكر ‏وغدر من الدولة والأحزاب والرئيس السابق المنتقم. وظهرت الحقيقة واحتلت صنعاء بعد أن ‏تم التواطؤ معهم وشروا الذمم وانكشفت اللعبة وسيدفع الكل الثمن.‏

وصمت الأخوة الذين لم يشعروا بالخطر ولم يجدوا الشريك اليمني بل لا زالت الحملات ‏الظالمة التي يرددها البعض أبواقاً بدون شعور لأعدائهم ولكن آن الأوان للصحو من النوم ‏والتحالف وتعاون الأشقاء للقضاء على هذا الخطر الداهم من دولة أشد على العرب من ‏إسرائيل ولمن تهدأ إلا بوحدة العرب وذي قار جديدة !! فإيران لا عهد لها، والاتفاق الذي تم في ‏اليمن لن ينهي القضية بل هي بداية سيناريو عراقي في اليمن وحرب شاملة تبدأ بالاستنزاف.‏

زر الذهاب إلى الأعلى