[esi views ttl="1"]

قمة الدوحة وتحديات المنطقة

يشعر العرب والمسلمين اليوم بسعادة بالغة بانعقاد قمة الدوحة والجهود المباركة لخادم الحرمين الشريفين والقيادة القطرية الذين قدموا مصالح الأمة العربية على خلافات جانبية أرادت جهات معادية أن تدمر من خلالها آخر معقل وأمل للأمة ولذا فإن كرم الله وفضله على أمتنا في هذا النجاح لأن التحديات التي نراها أخطر مما يتصوره عقل. فالعراق التي لم يتغير فيها شيء من بعد ذهاب نوري المالكي واتضحت لعبة داعش المصنوعة جيدا في طهران والغرب لضرب السنة والتي من خلالها قامت عصابات الإرهاب الطائفية التي تدمر مساجد السنة وتقتل رجالها وكل السنة الذين شاركوا في الحكم تحولوا إلى مطلوبين للعدالة والعراق خرج من دائرة العالم العربي ليصبح ولاية إيرانية مثل سورية التي يتلاعب الغرب في قضيتها لتبقى في قبضة إيران التي أصبحت الحليف للمصالح الغربية ولكن كل هؤلاء أصبحت قضيتهم واضحة والمعركة واضحة إلا اليمن الذي يكرر سيناريو تسلم الجبهة القومية عندما أمرت بريطانيا الجيش الجنوبي لتسليم السلطة للجبهة القومية وأسقط السلطتين وحكومة عدن في يومين لتصبح الجبهة القومية التي كانت معارضة. تماما مثل ما يحصل من لعبة داعش اليوم الحوثي تسقط في يده العواصم فيدعم الحرس الجمهوري والقيادة الحكومية وتسقط الأحزاب ويتم ضرب القوى المتنفذة واحدة بعد الأخرى وتلتقي مصالح إيران مع قوى في الدولة طامعة في الحكم والرئاسة تريد التمديد وتمرير أحمد علي وإيران تلعب وتضحك عليهم وتستغلهم وهم يضللوا دول الجوار بالقضية ليصفو خصومهم.

وما حصل في بيت الشيخ الأحمر كان فضيحة بحق اليمن وأهلها وعار في جبين كل يمني فمهما قيل فإن ذلك يتنافى مع مبادئ الإسلام وأخلاق العرب فبعدما يقوم وفد الإصلاح بطلب الغفران وصك دخول الجنة من القديس ومن الضاحية وقم وسيبرر الإصلاح ذلك بعدة حكايات وقصص لا مبرر لها.

والكل سيدفع الثمن والجبهة القومية صفت جميع قادة الجيش الذين يسلموها الحكم وهرب من هرب لشمال الوطن وقتل الباقون والعراق هرب طارق الهاشمي بجلده، وأعضاء المجلس الحاكم وغيرهم من القادة إلى الخارج نجو بأرواحهم فماذا بعد مجلس التعاون اليوم يجد نفسه أمام حصار من الشمال إلى الجنوب وحماية أحد أعضائه البحرين من المؤامرة المعركة كبيرة والاستنزاف والضغوط الدولية.

والغرب يطالبه بتطبيع العلاقات مع إيران الحليف المدلل له والفيلم المكشوف لأن هناك من ضلل المجلس من محللين وإعلاميين ودبلوماسيين سنوات عن حرب الغرب الغربية لإيران وكانت الغراميات والعلاقات الأخيرة كشفت المستور الحقيقة صعبة ومرة أصبح دول المجلس أمام عدو صعب مهما حاولوا التقارب يزداد شراسة بذلت المملكة جهودا كبيرة وكذلك الكويت والإمارات والبحرين وسلطنة عمان وقطر جهودا وزيارة وفود وراء وفود دون جدوى وتجاوزت عن إساءات وهذا واضح لأن دول المجلس لا تريد فتح معركة الخاسر فيها الجميع وتحترم حسن الجوار وليس جبنا ولكن هذه الدول ترى أن الحروب خسائرها كبيرة وأضرارها جسيمة على الأمة ولكن الدول الغربية ومصانع الأسلحة وشركائها وإسرائيل التي لا تريد أن ترى أي قوة اقتصادية قوية بجاورها.

وكانت إيران حليف لتحقيق هذه المصالح أصبح الغرب يجد أن ما يجري هو تحقيق أطماعه وأهدافه بأقل الخسائر فإيران والجماعات الإرهابية أفضل من يحقق لها الأهداف لأن إيران وأتباعها لا معركة لهم مع الغرب ومعركتهم مع معاوية وعمر وأبي بكر رضي الله عنهم وعائشة أم المؤمنين. وليس مع الغرب وإسرائيل معركتها مع الهيكل والقدس ولذا نجد أن العرب اليوم يتحاربوا نيابة عن الغرب بأنفسهم من ليبيا إلى العراق وسورية إلى اليمن ومصر أدخلت في هذه الحرب والصراعات وساعد في ذلك فشل الأنظمة في احتواء الأوضاع.

لذا أمام مجلس التعاون ثلاث قضايا مهمة الملف الإيراني والجماعات الإرهابية التي لها ميليشيات والملف الاقتصادي فليس أمامها من خيار سوى المصالحة فيما بينها وجمع الشمل وأن تتحرك المصالحة في الدول العربية ورفض الميليشيات المسلحة التي تهدد المنطقة. فعليها باليمن أن لا تقبل بأي شيء أقل من ذهاب الميليشيات ومنع السلاح والحرب على السلاح مقابل التنمية الشاملة لدعم اليمن وإنقاذه مع حملة إنسانية عاجلة وجمع القوى الوطنية في اليمن للتحالف ضد الميليشيات المسلحة وإعادة هيمنة الدول في اليمن كشرط وهدف أساسي وكذلك العراق لا بد من حماية العشائر وتماسكها والحفاظ على هويتها وعدم الوقوع في فخ الغرب وإيران بالاعتراف بالميليشيات الطائفية تحت مسمى حرب داعش. وكذلك سورية. ولا بد من مصالحة في ليبيا تعيد الوضع لاستقرار ودعم جهود قطر في المصالحة السودانية.

وبالنسبة للتعاون الاقتصادي والحفاظ على الهوية العربية أمام الهجرة غير المنظمة ودعم الدعوة لسوق إسلامية مشتركة.

مجلس التعاون يحظى باحترام ومحبة عقلاء العرب ولا يقبل أي مخلص ومحب لدينه ولأمته الحملات المغرضة ضد المجلس ودوله والإساءة لهذه المؤسسة لأنها لا زالت هي الحصن الحصين للأمة ولا زال فيه كثير من الخير وهذا ليس مدحا ولكن هذا هو أفضل ما في الساحة العربية كما أن المجلس يجب أن يضع أمامه المقدسات الإسلامية والحفاظ على هويتها ومساعدة الشعب الفلسطيني وعدم نسيان أوضاعه في ظل هذه الظروف.

ويتمنى الإنسان أن يوجد مركز دراسات للشؤون الخليجية والجزيرة العربية لدراسة الأوضاع وتقديم التحليلات المناسبة لها وتوعية الناس ويجب القيام بدور في إفريقيا والانفتاح عليها ودعم التعليم والثقافة والحفاظ على هويتها وتطوير العلاقات معها بصورة أفضل وعدم تركها للأفكار الهدامة فهي الحليف الحقيقي للأمة وحليف للعرب إذا لم نتركها ونتخلى عنها وقضية التعليم والتنمية من أهم الأشياء في هذا الجانب.

زر الذهاب إلى الأعلى