لا أدري بماذا وكيف أخاطب الحوثيين واشك في جدوى ذلك أصلاً إنما سأحاول.
1- بالقرآن الكريم:
في القرآن الذي تدّعون انتماء مسيرتكم إليه (!!!) المبدأ واضح، قطعي، وكلّي: "لا إكراه في الدين" فكيف يكون إكراهٌ في الحريات والحياة الشخصية؟
كيف يكون إكراهٌ في الحماية؟
(نحميكم بالصميل)؟
سيقول أحد القراء، وعنده الحقّ، وهل قال القرآن اقتحموا البيوت وتصوروا في غرف النوم وانهبوها أم قال لا تدخلوا البيوت إلا بأذن أهلها؟ وهل قال...إلخ
2- بالقبيلة وأعرافها وتقاليدها:
يقول اللسان الشعبي البسيط: الرجال تحبل بلسانها". عبدالملك الحوثي أثناء حصار صنعاء قال لا تصدقوا من يخوفونكم. ونحن لا نريد اسقاط الدولة وأن نحل محلها. لدينا ثلاثة مطالب شعبية فقط. الآن تناسلت المطالب الثلاثة وصارت ثلاثئمائة طلب: تجنيد توظيف، سيطرة على المدن، محاربة الدواعش، توسع، نهب معسكرات الجيش، إقالة محافظين، دولة داخل الدولة، لجان ثورية وشعبية.. إلخ
3- بالقيم المدنيّة الحديثة التي أؤمن بها شخصياً:
نريد دولة لا مليشيات، وجحيم الدولة ولا نعيم المليشيات. أو كما قال اليمنيون الأوائل: "شبر مع الدولة ولا ذراع مع القبيلي".
باختصار هناك عقد اجتماعي تُبنى على أساسه ووفق محدداته وقوانينه والعلاقات فيما بين مكوناته الدول والمجتمعات. ما تقومون به يقوّض هذا العقد الاجتماعي وينسفه بذات قدرة متفجراتكم على نسف بيوت الخصوم.
تنويه صغير:
دخول الحوثيين إلى تعز وسيطرتهم عليها في حال حدث، ولا أستبعده، في ظل الرئيس الغيبوبة والحكومة الإشاعة، و"هوارة" السيد ومليشياته وسلوكها التوسعي المستميت في تقويض ما تبقى من جثة "الدولة" والحيلولة محل مؤسساتها، وفي حال حدوث ذلك فإن الأمر لن يشكل اي فرق بالنسبة لي. فلا فرق لديّ بين عمران، أو تعز أو صنعاء، وان كان ثمة فروق. أنا مع القانون. أنامع الدولة الضعيفة والعاجزة وإصلاحها من الداخل وليس تجريدها من وظائفها وإضعافها أكثر بحجة فساد القائمين عليها، وهم كذلك.
بمعنى أن رفضي لإسقاط تعز في قبضة الحوثيين كمليشيات مسلحة، ليس لأنها تعز ولا لأنها آخر القلاع الصامدة، بل لأنه وضع مرفوض، مقوض للدولة الضعيفة، والأخطر أنه محفز للجملة المذهبية والمناطقية بدلاً عن السياسية، في تعز كما في الحديدة كما في صنعاء. فقط تختلف درجات الحساسية، وتباين مستويات التقبل والسخط.
والأهم إن صنعاء، رغم المجهود الطيب الذي يقوم العديد من شبان الحارة تحت مسمى الحماية، إلا أن الوضع الأمني ازداد سوءاً وتردياً، عما كان عليه، قبل أن يتولى أمن صنعاء الحوثيون. وهل سبق من قبل أن استيقظت صنعاء على خمسة انفجارات في يوم واحد؟ وهل شهدت صنعاء قبل سبتمبر 2014م أو قبل فبراير 2011م ثلاث سيارات مفخخة في شهر واحد.
تواضعوا قليلاً وحاولوا تقدير مخاطر درب الجحيم العراقي الذي تسلكونه وتكادون تجرون البلد إليه.