أرشيف الرأي

ساندناه لكنه خيّب آمالنا

حظي الرئيس هادي باصطفاف شعبي غير مسبوق وتوافق وطني كامل ورعاية اقليمية ودولية كامله لكي ينفذ مهام واستحقاقات العملية الانتقالية ، لكن الانتقال الوحيد الذي رعاه الرئيس هادي خلال الفترة الانتقالية هو انتقال الميليشيات المسلحة من صعدة إلى العاصمة صنعاء ، فضلا عن انتقال ما لا يقل عن نصف معدات الجيش وعتاده إلى مليشيات الحوثي، ولأنه بالإضافة إلى صلاحياته العديدة والمطلقة كرئيس للفترة الانتقالية رئيس اللجنة العسكرية المناط بها هيكلة الجيش والامن على أسس حديثة وبسط سيطرة الدولة على كامل التراب الوطني وضمان احتكار الدولة للسلاح واستخدامه حسب المبادرة الخليجية فهو الوحيد المسؤول قانونيا واخلاقيا امام ابناء شعبنا عن هذا الوضع الشاذ الذي وصلت اليه البلاد ، وهو بالتأكيد المسؤول الاول أمام الرعاة الاقليميين والدوليين.

تعلل الرئيس طويلا بفشل الحكومة ليواري فشله في كبح جماح الميليشيات وسحب أسلحتها وبسط نفوذ الدولة، واليوم ومنذ تم تشكيل الحكومة الجديدة التي تزخر بالعديد من الكفاءات المشهود لها، لا يزال التدهور المريع للدولة وسقوطها المدوي امام الميليشيات يجري بشكل اسرع مما كان عليه. استلم الرئيس هادي رئاسة الفترة الانتقالية لدولة فاسدة وعلى وشك الفشل استهدفت نظامها ثورة الشباب الطامح بدولة العدل والقانون والرفاه .. وهي الآن دولة فاشلة تحكمها الميليشيات وينخر الفساد بكل مفاصلها، العيب ليس في ثورة الشباب الأخلاقية العظيمة الطامح بالحرية والكرامة ولكن في من أدار المرحلة الانتقالية بكل هذا السوء. سنستمع بعد ايام للرئيس هادي يتفاخر بإنجازه الوحيد وهو مشروع الدستور الذي تمت كتابته في احد فنادق الخمس نجوم في الخارج ولا يملك الرئيس الاستفتاء عليه إلا في حدود سلطته التي لا تتجاوز اسوار دار الرئاسة الذي يقضي فيه اقامته الجبرية غير المعلنة.

لقد ساندناه بكل ما نستطيع على الرغم من كل الانتقادات الواسعة التي تعرضنا لها .. ساندناه خشية سقوطه امام مشروع الميليشيات المسلحة المتحالفة مع علي صالح وبقايا نظامه لكنه للأسف خيب كل آمالنا وتوقعاتنا، وسيكون على شباب الثورة وكل ابناء شعبنا العظيم مواجهة كل هذا الانهيار والخذلان دون يأس وبثقة بأنفسهم وبالمستقبل.

زر الذهاب إلى الأعلى