من الأرشيف

في وداع الأستاذ محمد عبدالإله القاضي رحمه الله

العينُ في آثار فقدكَ تذرِفُ
وعلى فراقك حزنُنا لا يُوصفُ

أنا يا محمّدُ يا محمّدُ يا أخي
شُبّابة ثكلى وقلبٌ ينزفُ

أنا بعد فقدكَ رايةٌ منكوسةٌ
قيثارةٌ خرسا وقاعٌ صفصفُ

ها أنت ترحل والبلادُ مَهيضةٌ
والله جلّ جلاله من يلطُفُ

لم تحتملْ مرأى البلاد يلفُّها
جهلٌ سرى، وتباغضٌ وتخلّفُ

فرحلتَ تأنف أن تعيش أسيفها
والعيش في قلب المهازل يؤنفُ

ما أكثر الأيتام بعدك يا أخي
ولسوف تبكيك الذرى والأسقفُ

أنت الصديقُ لمن سمت أوصافه
والمرء يكرُم بالصديق ويشرُفُ

ماذا عساها أن تقول قصائدٌ
وصنيع روحك للأكارم يُعرفُ

فلئن نطقتَ فذو بيان ساطعٍ
ولئن وعدتَ فموعدٌ لا يُخلَفُ

وإذا ابتسمتَ فمشرقٌ متألقٌ
وإذا حزنت كأن شمساً تكسفُ

وإذا عزمتَ لبعض أمرٍ نِلتَه
وإذا وقفتَ فنعم ذاك الموقفُ

وإذا تضاربت المواقف والرؤى
الحزمُ رأيُك والندى لك معطفُ

طبعُ الكريم وقد تأصّل نبلُهُ
في الخافقيْنِ فأنت لا تتكلّفُ

ولكم وفيت لكلّ ذي مستوجِبٍ
والناسُ في خيرٍ عميمٍ إن وفوا

نم يا ابن عبداللهِ في حدقاتنا
سيظلّ طيفُك في القلوب يرفرفُ

ما أنصفوكَ وأنت أنبلُ ماجدٍ
والله عزّ ثناؤه، من يُنصِفُ

في ذمّة الرحمن يا أستاذنا
والله أرحمُ بالعباد وأرأفُ

زر الذهاب إلى الأعلى