أخطأت جماعة الحوثي ببث المكالمة المسجلة بين الرئيس هادي ومدير مكتبه، بن مبارك. قيل لي أن الجماعة عثرت على هذه المكالمة في التلفون الشخصي لبن مبارك، مع ذلك ما كان يجدر بها بثها؛ لأنها بذلك ضاعفت الجريمة التي ارتكبتها: اختطاف بن مبارك، وانتهاك خصوصيته.
أظن المكالمة خدمت هادي؛ إذ أظهرته وحدوياً صادقاً: موقفه الوحدوي المعلن متسقاً مع موقفه غير المعلن.
المكالمة أظهرت فقط كم أن هادي مسكين يرحم، ووعيه السياسي بسيط. الرجل من صدقه يراهن بشكل كامل على الخارج. المشكلة هي في بن مبارك، الذي لم يظهر في المكالمة كشخص خفيف فحسب، بل ظهر أيضاً كمحرضاتي لديه استعداد للدس.
المهم، جماعة الحوثي بتسريبها للمكالمة أساءت لنفسها أكثر من اساءتها لهادي. أتمنى فقط من الجماعة أن يضبطوا جموحهم الصبياني، ولا ينشروا بقية المكالمات التي وجدوها في تلفون بن مبارك، ولا ينشروا أيضاً الوثائق التي عثروا عليها في لابتوبه الشخصي.
المشكلة ان بن مبارك لديه برنامج في تلفونه الشخصي يسجل جميع مكالماته. والمشكلة الأكبر أنه مسجل جميع مكالماته مع الرئيس هادي؛ وفقاً للمصادر. يا عيني ومدير المكتب الأهبل!
يعني الرجل خفيف بجد، وليس لديه أي شعور بالمسؤولية. في الأخير، الرئيس هادي دفع، ب"فضيحة" نشر هذه المكالمة، ثمن فساد تقديراته وسوء اختياره لبن مبارك. تخيلوا كان هادي يشتي يعين بن مبارك رئيساً للوزراء! كارثة.