من الأرشيف

لاذ بتوجسه وهو الآن يدفع الثمن

إخفاؤه للحقائق هو ما جعله معزولا هكذا ووحيدا امام هذا الشكل من العدوان والابتزاز المهينين.

عندما يلوذ رئيس بتوجسه من الكل بما في ذلك الشعب محتفظا بتفاصيل خذلانات واحباطات عسكرية اعاقته عن الدفاع عن صنعاء، كما يقول ويسرب في بعض اللقاءات، فذلك يجعله اقرب لصمت الخاطئ الذي لا يملك الا ان يخطئ.

لماذا تمكن قبل يومين من استجماع نفسه وان يترأس اجتماعا لمجلس الدفاع؟ الاجتماع الذي كان مفترضا انعقاده وهم في عمران يعبثون بجثة القشيبي، وان تأخر هذا الاجتماع كان إلى ما قبل دخول صنعاء بليلة مثلا وليس إلى ان يختطفوا مدير مكتبه بعد اشهر من اختطاف الدولة.

هو يسرب ان الرئيس السابق بعلاقته ونفوذه داخل الجيش، أعاق امكانية قيامه بمهمة القائد الاعلى في اكثر من مرحلة، وهذا ليس كافيا، ولا احد غيره كان قادرا على كشف هذا الدور والحديث عنه ومصارحة الشعب ووضع الجميع امام مسئولياتهم.

ما الذي جعله هكذا، وما الذي فعله بنا بصمته وعناده الهروبي الاقرب لمزاج الأبيني الذي لا يثق بسهولة فيقرر الاحتفاظ بكل شيء ويلوك وحدته بحقد جمل.

لأنه لم يواجه حقائق الحرب ومعضلات الجيش أمسى عليه الان دفع ثمن الخيانة وحده،
وكأنه استضاف العصابة في جلسة قمار وأدخنة ودسائس وعندما توقفت عجلة الروليت كان يحدق في مؤشرها للمرة الاخيرة وقد تجاوز كل رقم راهن عليه بصمت.

كان عليه التحلي ببعض الشجاعة ليلة سقوط عمران حتى يعفينا الليلة من هذا الاحساس بالجبن والأسف.

زر الذهاب إلى الأعلى