من الأرشيف

اليمن: مصلحة الوطن أم الساسة

ما جرى ويجري هذه الأيام من اختطاف مدير مكتب رئاسة الجمهورية، ثم محاصرة الرئيس ورئيس الوزراء واستقالاتهم، هو زلزال كبير هز اليمن وأخاف العرب على اليمن وأهلها. لأن مثل هذا الحدث المستهتر أراد الساسة أن يلعبوا بالنار فأحرقت الجميع أحضروا الذئاب فنهشتهم.

عندما بدأت الثورة المسماة الربيع والتي كانت تهريج أكثر منها تغيير، أصرت بعض القوى وعلى رأسها الإصلاح على وجود الحوثي في الميدان وأحضروهم وكان هذا المسمار الذي خرق سفينة الجميع، فهذه المبادرة حققت لإيران تسريع تنفيذ برامجها وإعطاء الشرعية. اختلفت القوى مع الرئيس السابق، فنظرت إلى السلبيات دون العواقب للتغيير فحصل ما حصل. وجاء الرئيس الجديد واستخدم نفس اسلوب قادة الثورة الربيعية ووجدت إيران ورجالها أن اللعب في اليمن جيد، وأن تصفية القوى المتنفذة ستكون لصالحه فضرب بالحوثيين آل الأحمر واللواء على محسن، وأضعف الإصلاح ومكر هؤلاء بطريقة فيها بنسف القوة التي كانت تدعمه وصمام أمان مهما اختلف الناس حولها في أي سلبيات وبعدها كانت القضية الجنوبية، أخطأ الجميع عندما حصروا القضية في الحوثي وليس أجندة إيران ولعب الجميع بالورقة الإيرانية لابتزاز دول الخليج والدوار لأجل مصالح شخصية، وقدم الجميع بدون استثناء مصالح ذاتية وحزبية ومناطقية على مصلحة الوطن حتى الحوثيين انفسهم قدموا مصلحة إيران وحزب الله وصراعات الماضي على مصلحة الوطن. وفهموا أنهم فوق الجميع وهي مشكلة الحوثي والشيعة الهاشميين في اليمن أنهم يؤمنوا أنهم خير البشر وأن الناس عبيد لهم، وهذا في العصر الحالي مستحيل لأن العالم أصبح جزءا واحد وتغيرت الثقافات وأن يعيدوا سياسة القرون السابقة فذلك المستحيل بعينه.

نعم أسقطت لهم حجة وعمران وسفيان وصعدة ولكن بلعبة من الدولة السابقة واللاحقة لمصالح المسئولين وضعف وهوان الآخرين، ولكن مقاومة البيضاء والجوف ومأرب تعني أن الناس لن يقبلوا بذلك، ووضعوا أكفانهم على رقابهم وهو ما يقوله أهل الجنوب الذين لن يقبلوا بالظلم ولن يقبلوا أن يكونوا عبيداً درجة ثانية وأن تحتلهم إيران وكذلك منطقة تعز.

الكل الآن يدفع الثمن للمصالح الشخصية تدمير وتمزيق البلاد والحرب اليوم وصلت إلى دار الرئاسة لأن هؤلاء لا صديق لهم ولا حليف ولا يمكن الحوار معهم. وأن المساومات والألاعيب كان ثمنها باهظا، اليمن عانى من دمار اقتصادي وجوع وفقر وتشريد ومهجرين بسبب مغامرات وحسابات خاطئة للمسئولين والأحزاب وحج البعض إلى صعده وذهب يطلب الأمان، ولكن هؤلاء كالتتار لا يعطوا إلا الموت لا عهد لهم ولا ميثاق ولا دين يحكمهم الإرهاب والموت هو دستورهم، وكرر الجميع نفس الأخطاء وضع الشيء في غير محله بالنسبة للأشخاص وعدم قراءة الأحداث وسعوا لوساطات من قوى الإرهاب وأدخلوا دول في الموضوع وها هم يدفعوا الثمن الباهظ. أما آن الأوان أن يستيقظ الناس، وأن يدركوا أن هؤلاء مثل إسرائيل وحلم اليهود بدولة خططا لها سنين، فهؤلاء عندهم مثل بروتوكولات حكماء صهيون وتقف وراءهم إيران والعراق وحزب الله بأجندة كبيرة. وتخطيط كان يكفي أن يفهم الجميع أن النقد الناعم الحريري للمبعوث الدولي رسالة للجميع أن هؤلاء يحققوا مصالح الغرب ضد الأمة العربية، كان يكفي افتخار وتفاخر إسرائيل بهم وشكر الولايات المتحدة لهم لأنهم يحققوا الأجندة المطلوبة. سمح اليمن بكل قياداته لهؤلاء الإرهابيين باستخدام أراضيهم ضد الأشقاء العرب وضد اليمن، وتلاعبوا ولم نجد من يوحد صفوفهم ويجمع شملهم للمقاومة ليس أمام الجميع إلا رص الصفوف وطرد المحتل ومقاومة المليشيات، فالجيش والأمن والقبائل والعلماء يجب أن يصطفوا أو يتحدوا في تحالف وطني بإعادة السلاح والقوة للجيش والأمن وإعادة النظر في القرارات العسكرية والأمنية التي شملت تعيينات تضر بسيادة اليمن، على الجميع أن يصحح الأخطاء، وسيجدوا العرب والمسلمين في صفوفهم ويفتحوا صدورهم.

الحسابات خاطئة، وطاعة الأطفال وأصحاب المغامرات كانت حماقة، وسلط الله عليهم أطفال مراهقين وجدوا محطات وقنوات فضائية تسمح لهم بتضليل الناس والاستخفاف بعقولهم. ونقول اتقوا الله في النساء، اتقوا الله في الشيوخ كبار السن، اتقوا الله في الجوعى والفقراء، اتقوا اله في دينكم وعروبتكم، ودافعوا عن كرامتكم والاستقلال وسيادة أرضكم وأطردوا المحتل الإيراني، واستفيدوا من تجارب الآخرين.

زر الذهاب إلى الأعلى