اليوم، تُطالب أحزاب المشترك والمجتمع الدولي على حد سواء، جماعة الحوثي سحب الإعلان الدستوري، والعودة إلى طاولة الحوار (وكأنهم طردوه من الطاولة، والآن يحاولون مرضاته ليعود إليها وليس العكس)!
لنعد إلى الوراء قليلاً وفي أيدينا ورقة وقلم:
بالأمس، كانوا يطالبونه بالإفراج عن الرئيس هادي فقط.
قبل أسبوع، كانوا يطالبون بالعودة إلى ما قبل 21 يناير واسقاط الرئاسة.
وقبل أسبوعين، كانوا يطالبون بالانسحاب من دار الرئاسة ومحيط منزل الرئيس هادي.
ارجعوا إلى الوراء ولاحظوا كيف ينخفض سقف المطالب تدريجياً:
قبل شهر ، كانت الأحزاب والمجتمع الدولي يطالبونه بالإفراج عن أحمد بن مبارك.
قبل شهرين كتانوا يطالبون بسحب المليشيات من العاصمة وتطبيق الملحق الأمني للاتفاقية.
في أكتوبر 2014م كانت تطالبه بإعادة الأسلحة المنهوبة من صنعاء (الفرقة والقيادة العامة للقوات المسلحة) دون الأسلحة المنهوبة من عمران.
في سبتمبر 2014 كانت تطالبه برفع الحصار المفروض حول العاصمة.
في أغسطس 2014م كانت تطالبه بتسليم عمران للدولة وإعادة السلاح المنهوب.
قبل 3 يوليو (سقوط عمران) كانت تطالبه بتسليم سلاحه الثقيل إلى الدولة وفق مزحة أو ملزمة الحوار الوطني المسماة مخرجات.
وفي كل مرة يتقدم الحوثي وتتراجع الدولة.
في كل مرة يتقدم الحوثي خطوة للأمام ويسقط اتوماتيكياً بند من المطالب المشروعة بالتزامن مع تلويح مجلس الأمن بفرض عقوبات على المعرقلين، والتباهي حد التبجح، بتقدم العملية السياسية.
ما القاسم المشترك بين كل ذلك؟
طاولة الحوار ومبعوث العناية الشيطانية جمال بن عمر.
ومقابل دهاء ومناورة الحوثيين هناك تفاهة وعبط محاوريه ومفاوضيه.
ضرب من البلادة المعولمهة.
كيف تريدوننا إذن أن نثق في مباحثاتكم التي لن تفضي إلا إلى انخفاض سقف الدولة وارتفاع سقف المليشيا، بسقوط مطلب جديد وإعلان حرب جديدة واجتياح مأرب على الأرجح.
فليقل الشارع كلمته، وليبدأ الشباب الحزبيون بأهل بيتهم من الجالسين على طاولة الحوار التي ينطبق عليها حرفياً قول الراحل عبدالله البردوني:
كسرير ماخور، يجفّف بعضه
بعضا، وينتظر النزيف التالي
مأرب أم تعز
أيهما يا ترى النزيف التالي؟