[esi views ttl="1"]

ما من سياج حولنا

كم تبقى من الوزراء؟
المحاصرين أعني..
لمحت البارحة صلعة وزير محبوس في بيته بينما تتجول صلعته في العالم الافتراضي بكامل حريتها.

القوة البدائية ارتدت لما قبل العالم الافتراضي والديمقراطي والحقوقي لتحدد الامر على الارض حيث الباب والحارس المسلح عليه.

طفل انتزعوه من الصف السادس يقوم بسجن وزير، وآخر يسجن معسكرا مكتظا بالرتب والرشاشات اذ يقف على الباب وكأن الشعار الذي على بندقيته، أسلاك شائكة.. ضبْط وربط يشرف عليه فتى كان يتبول خلف بيتهم بحرف سفيان ومرت الشاص وقالوا له تعال اربط المعسكر.

في الثورات الشعبية العامة الجماعية يتم حبس رموز النظام السابق. لكن هذه مليشيا وقفت على ابواب صنعاء قليلا قبل اقتحامها وأسمت تلك الوقفة ثورة وها هي تعلم لحظتنا هذه درسا مريرا في البلطجة التي ستحدث فجوة في الذاكرة.

كم تبقى من المحاصرين؟... أمناء العموم محاصرون ايضا بمخاوفهم والرئيس يتبول في قنينة مياه معدنية رماها مليشاوي حدث السن على سبيل الحياء.

ونحن.. نحن الشعب العظيم ندرك كيف ان هذا كله سجن وهمي نشأ على عاطفة الخوف وعندما نحاول احداث فجوة في السياج لنتحرر سنكتشف مثل افلام الفانتازيا انه ما من سياج حولنا لكنه داخل الكائن.

الكرنفالات التاريخية غير مضحكة وكان بوسعنا التهكم من هذه الصورة المليشاوية المشخبطة التي ليست نسخة من اي وحشية تاريخية أو قبضة فولاذية أو شرطة سرية لكنها النسخة الامثل من كل توهماتنا وقد وضعتها الخرافة كمجسم خشبي لفزاعة على كتفه بندق وفي ثناياه تصفر الريح والتوجسات.

كان الوزراء والرموز قد وصلوا معنا لمرحلة انهم لم يعودوا يخصوننا عاطفيا فتركناهم لخرافة تستعرض مهاران انتهاك تخصنا. وها نحن كالذي لا يدري ما يفعله بالنهاية المأساوية لمجموعة من محابيط العمل في زمن مكسور ناموس.

زر الذهاب إلى الأعلى