أرشيف الرأي

السياسة الغربية في تدمير الجيوش العربية

تعيش معظم المجتمعات العربية وضعاً إقتصادياً صعباً في الوقت الذي تُنفق عشرات المليارات لشراء الأسلحة وبناء الجيوش لكنها بدأت بالتفكك والضعف رغم ما حظيت به من إنفاق ضخم على حساب معيشة المواطن فالنزاعات الداخلية التي أفضت إلى إستعانة قوى المعارضة في الداخل بالخارج لإعانتها في إسقاط خصومها وكذا المماحكات والخلافات بين الأقطار العربية.

كل ذلك أسهم في شق الطريق للغرب لتمرير سياساتهم التآمرية لإضعاف وتدمير الجيوش العربية ومع مرور الأيام والسنين يظهر لنا جلياً حجم المخطط الإستخباراتي الغربي لتفكيك الجيوش العربية وبالأخص تلك التي يشعر الغرب بأنها قد تُشكل نوعاً من الخطر المستقبلي على مصالحهم أو حلفائهم أو عليهم انفسهم.

ولذا فقد بدأوا مخططاتهم بالجيوش الأقوى عربياً التي كانت ضمن المراتب العشر الأولى حسب التصنيفات السنوية لأقوى الجيوش العربية فكانت البداية بالجيش العراقي بذرائع ومبررات واهية أفضت إلى احتلال العراق وتدميره وإقصاء القيادات العسكرية السابقة وبناء جيش عراقي على اساس طائفي واستخدامه لقمع العشائر السنية حتى اشتعلت الصراعات وظهر ما يُسمى بتنظيم داعش الذي اسقط عددا من المدن وما زالت المواجهات قائمة حتى اللحظة.

ثم شكلت ثورات الربيع العربي الفرصة السانحة التي لطالما انتظرها الغرب لمواصلة المخطط فالجيش السوري داخل في مواجهات داخلية قضت على البنية التحتية وتسببت في مقتل وجرح عشرات الألاف بالإضافة إلى موجة نزوح غير مسبوقة وتم القضاء على الجيش الليبي بقصف جوي لقوات التحالف بحجة مساعدة الثوار لإسقاط حكم القذافي ولم تستقر ليبيا بعد بل احتدم الصراع بين الفصائل المسلحة وفشلت كل الحوارات، أما الجيش اليمني فتم تشتيته بحجة الهيكلة واستهداف قياداته من قبل الجماعات الإرهابية فأصبحت معداته وإمكاناته غنيمة لجماعات العنف المسلحة في البلاد وانتهى به الحال إلى عدم قدرته على حماية مقراته وقائده الأعلى.

ولم يقف المخطط الغربي عند هذا الحد بل ما زال العمل جارياً لإقحام الجيش الأردني والمصري في مواجهات ليست في صالحهم وقد تفضي بهم إلى وضع مشابه لما حل بسابقيهم.

زر الذهاب إلى الأعلى