من الأرشيف

خرقة خضراء وقميص اسود

جمعتكم مباركة ولازلنا متواجدين بكامل حسنا وانتمائنا بينما ترفرف خرقة خضراء فوق التبه.

لم يرتفع الدولار بعد لكنه سيفعل ولم نتقاتل من النوافذ ولم نتوقف عن الاقتراض والأمل وصلة الأرحام .

اشترى الفتى ثوبا جديدا وشال صوف ونزل إب يخطب ولا نزال ونحن نغادر البيت نتسائل : أين العطر ؟
ليس لأنهم طيبون ولكن لأننا أقوياء
ليس لأنهم اكتفوا بخرقة خضراء من قبيل الرضى الرمزي بمجد الأيقونات ولكن لأن الجمهورية ليست علما فحسب ،، هو وان غيب قليلا سيرفرف غدا في طريق الريح اليمني وتسمع صنعاء خرشفته كصوت الزرع في علان قلب الفلاح .

عملية التبة حدثت في حالة ضلال عاطفي استغله الحوثيون على اساس انهم بصدد ازاحة رجل من فوق التبة ،، رجل لا يحبه الجميع بينما كان الهدف ازاحة علم ينتمي اليه الجميع ،، حسنا ليغب علي محسن فهو قابل للتغييب لكن الالوان ستتماوج مجددا امام ذهول الخرافة غدا.

نحن نمضي على اية حال ولقد تضررنا حقا لكنه لا يمكن اعطابنا تماما اذ تجد اليمني منذ عرف الوجود فكرة الدولة يمضي ولا ينخرط في عملية اعادة تكوين ذلك ان الخامة قوية ونقية.

نحن نلقي التحية على الجندي المرتدي الميري في الجولة مدركين انه ربما يكون حوثيا لكننا نخبرهم كلما سنحت الفرصة ان الايمائة للكاكي ، للبريه ولمسمى الجندي وليس للمسلح .

سيذوب في خضم الوجود اليمني ويترك ربما اثرا فحسب ،،
لن نطلب لأحد خلع القميص الإمامي الذي ارتداه مؤخرا لكننا قد نلفت انتباهه لرائحة العطن المنبعثة عادة من القماش المطوي لفترة طويلة ، وانه من غير المنسجم تصفح ديوان شعري حديث بالجبة هذه اذ يمكن تأبط مجلد من " البحر الزخار ".

اما ان يتجول كفترينة في معرض فلكلور فذلك شأنه ،، واظنني سالتقط صورة إلى جوار صديق مولع اكثر من غيره بهذا القميص ، ولقد ابعدت متكئي يوما وافسحت له فظنني افسحت للقميص ،لكن على ان لا يضع نفس العطر الذي سكبه يومها وجعلني وانا إلى جواره اشعر انني مخزن في خيشوم طبيب شعبي منهمك في محاورة جني برأس فتاة ويرفض ان يخرج.
احدهم يثقل نفسه بهكذا زي فقط ليغيظنا ، وهو مخطئ بحق نفسه وبحق "الإغاظة" اذ لا يعدو الامر كونه باعثا على الدهشة من مراقبة فلكلور مشرئب يقود سياره لكزس .

هادي مخيب للامال وصالح يضمر امرا والسعودية توقع شيكات وإيران لاين كل يوم تبحث عن شئ تحمل به طائرة إلى صنعاء ،، والمشاط يهدد والمقالح عالق بالجدار وخطابات وضغائن عرقية متبادلة من اكثر من جهة
لكن هذا كله سيتحول لذكريات
الجدري لا يقتل ،، لكن قد يترك اثرا في الوجه لا ينتهي
ولن نسمح حتى بأن يمضي اليمني أيام عافيته لا حقا بوجه "اخرش"

لا أحد يحقد على قميص أو يهلع من ان الزي قد يعيد ظلما وان اعاد ذكرى مظلمة .
هو فقط بسبب التوقيت الان قد يحكول صاحبه ان لم يتنبه .

زر الذهاب إلى الأعلى