كنتُ أريد أن أسمع نفياً من مدير مكتب الرئيس هادي الدكتور بن مبارك يؤكد فيه أنه لا علاقة له بتسجيل مكالمات رئيس الجمهورية اليمنية!
ففي ظني، أن تسجيل رئيس جمهورية من قِبَل مدير مكتبه وفي هاتفه الشخصي خيانة عظمى!..وتضع علامات استفهام خطيرة!
لقد نسي الجميع في غمرة دهشة استماعهم لهذه التسجيلات السؤال الأهم: هل فعلها بن مبارك؟
شخصيا،أرجّح أنه لم يفعلها!..أقصد فِعلة ِتسجيل الرئيس في الهاتف!.. لا أظنّ أستاذاً جامعيا مرموقاً يمكن أن يفعلها! أمّا حدوث المكالمات فالأرجح أنها وكما يبدو صحيحة!
المكالمات بحدّ ذاتها ليست مهمة وإن كانت طريفة وغريبة!..لكن ّما يقال عادةً في الهواتف أو الجلسات الخاصة في اليمن طريف وغريب ..ومجنون!التسجيل هو الجريمة
وفي كل مكان في العالم يحدث مثل ذلك..لكنه مجرّم ومشين!
لا بُدّ أن نقرّر أيضاً ومن ناحية المبدأ أنه إذا صحّ أنّ خصوم هادي هُمْ من سجّلوا وسرّبوا مكالماته فهي مسألة معيبة ومشينة أيضاً..لكنها ليست خيانة عظمى كتلك!
لقد شكّلت عملية اختطاف بن مبارك صدمة لهادي وأظن أنها كانت سبباً ضمن أسبابٍ كثيرة لتقديم استقالته التي تراجع عنها فيما بعد..ومن يعرف هادي جيداً يعرف بساطته التي تصبح سذاجة أحياناً ومن ذلك تبسّطه وجرجرته للحديث في الهاتف مع مدير مكتبه بتلك الطريقة!
لم تكن صدمة الإختطاف قد تلاشت حتى انفجرت صاعقة تسجيلات هاتف مدير مكتب الرئيس ومحل ثقته وأمين سرّه!..لو صحّ أنها من هاتفه بالفعل!
للرئيس الحق أن يصاب بالوجوم .. وحتى بالخرس المؤقت!