لقد انفضحت لعبة داعش وأصبحت ورقة مكشوفة اليوم في عصر التكنولوجيا ولم يعد هناك شيء مخفي، فكل ذكي يستطيع قراءة ما بين السطور. فلعبة إيران وحزب العبادي وقبله نوري المالكي في الانسحاب من المناطق السنية وضرب هذه المناطق لتهجير أهلها ودخول الحشد الطائفي للانتقام وتجريد العشائر من السلاح هو لشيطنة العشائر. الأمر مكشوف وداعش الذي دخل اليرموك وقتل الفلسطينيين.
إذن هناك ثلاث مهمات لداعش أولها ضرب القبائل والعشائر لتهجير السنة وتمكين الحشد والقضاء على السنة ودفعهم للهجرة للأردن تمهيداً لمشروع ضم العراق إلى إيران بعد تصويت شعبي من الأغلبية ودخول القوات الإيرانية وفيلق القدس وهجرة إيرانية منظمة لتغيير ديمغرافية العراق تمهيداً لضمه لإيران. هذا المشروع الخطير يتجاهله الإعلام العربي الذي يتحدث عن داعش كأنه فصيل إسلامي يحمل فكراً متطرفاً، وليس جماعة مزروعة تنفذ أجندة ضد المسلمين.
الهدف الثاني ضرب المقاومة السنية مع إثارة الشيعة العرب المترددين في الولاء لإيران ليصبحوا جزءا من مخططها لضرب المنطقة. ولذا فإن ما جرى في المنطقة الشرقية للمملكة العربية السعودية هو جزء من مخططات إيران بتجنيد مدمني المخدرات وأصحاب السوابق السلوكية والنفسية والجرائم وتجنيدهم عن طريق أبشع الوسائل وهي إدمان مخدرات معينة كما يجري بالعراق وسوريا وغيرها، ثم بعد فشل مشروع الجماعات السابقة ظهر هؤلاء الذين يتم صناعتهم بدقة لضرب المقاومة السورية وتحقيق مشروع إيران وروسيا وإسرائيل لتمكينها من التفوق بأقل التكاليف وحفظ أمنها وتحقيق مشروعها في الأراضي المحتلة، وللأسف فإن ما يجري في القدس وفلسطين وصمت الإعلام العربي وربطه بمخطط داعش أمير مثر للاستفزاز والاستنكار.
والأمر الثالث هو دور داعش حول الإسلام من حيث تقديم الإسلام كدين الإرهاب وكدين متخلف وتقديم هذا الدين بصورة بشعة من حيث اختطاف النساء وتدمير الآثار وأساليب الذبح والاختطاف وإعطاء مبرر للدول الغربية لتقليص دور المسلمين في الغرب ومطابقتهم ولمنع انتشار الإسلام لتتمكن مؤسسات التبشير والمنظمات الصهيونية من نشر هذه الأخبار والأحداث على أن الإسلام دين الوحشية والبربرية والتخلف، كما أن مشاركة عدد من الغربيين ليمكن بمنع انتشار الإسلام وإعطاء مبرر لقوانين ضد المسلمين الجدد بأوروبا للحد من انتشار الإسلام.
فداعش جماعة بديلة للجماعات السابقة إضافة إلى أنها ليست سوى جماعة تتم صناعتها لتحقيق أهداف الأعداء الذين أصبحوا قلقين من انتشار الإسلام.
كما أن خسارة إسرائيل والضغوط التي مورست عليها بسبب الأوضاع الإنسانية وتجويع الشعب الفلسطيني ورفضها لقرارات الأمم المتحدة وتغيير القدس ورفض المجتمع الدولي والسعي للاعتراف بدولة فلسطين، ونجاح دبلوماسية فلسطين وأهلها ومناصريها في العالم أزعج إسرائيل ووجه ضربة قوية لسياستها وأصبحت عدد من القيادات الإسرائيلية مطلوبة لجرائم مناهضة للإنسانية. كل هذا تقوم داعش بالجهد لإفشال هذه الجهود.
فأين دور الإعلام الذي حقق للغرب ما يريده ولإسرائيل ما تحب من أن داعش جماعة محسوبة على الإسلام ومن أنها تقوم بحرب وكأنها عنتر بن شداد وأبو زيد الهلالي وقوة تعجز عنها دول التحالف.
هذه مغالطات فيها استخفاف من هؤلاء الإعلاميين والمحليين، ولم نجد محلل في هذه القنوات يتساءل ويظهر للمشاهد أن داعش هي جهة مشبوهة فمن أدخلها سوريا والعراق ومن أوصلها إلى عدة دول ومن مولها وكيف ظهرت فجأة وكيف انسحب الجيش من مواقعه لصالحها ولماذا تقتل السنة وعلمائها ومساجدها ولماذا تمارس سلوكيات تتنافى مع مبادئ الإنسانية ولماذا تؤدي خدمة لصالح أعداء الأمة وكيف تحصل على السلاح والمال ومن يمولها ويدعمها وكيف يصل إليها كل ذلك والطرق؟ مع العلم أن الدول المحاددة للعراق يصعب أن تصل عن طريقها.
هناك علامات استفهام كبيرة وكيف يصل إليها هؤلاء الأشخاص ومن هم وما خلفياتهم ومن المستفيد من داعش والجاني للأرباح. أسئلة تريد الرد عليها من الإعلام. وهناك مواضيع تحتاج إلى قرار شجاع من الدول العربية المتضررة من داعش وغيرها من جماعات الإرهاب. لماذا لا نحصن الشباب ولماذا لا يتم الاهتمام بهم ومعالجة مشاكلهم النفسية، ونحن بحاجة لمعالجة مشاكل الشباب.
ولذا أقترح ما أطالب به منذ زمن لمؤتمر أكاديمي متخصص لمناقشة مشاكل الشباب والتطرف وحمايتهم من المخدرات والجرائم والإرهاب وتحصينهم تشارك فيه قيادات دينية ومؤسسات أمنية وأساتذة علم نفس والجهات الإعلامية والتربوية والثقافية ضمن متخصصين لمناقشة مشاكل الشباب ودور الأسرة والإعلام والدين والثقافة وحماية الشباب وشبكات التواصل وحماية الشباب من الحرب الإلكترونية. أتمنى أن تقوم رابطة العالم الإسلامي وجامعة الأمير نايف ودول مجلس التعاون والجامعات الإسلامية والمؤسسات الإسلامية في الإعداد لهذا.
وأناشد قياداتنا وعلى رأسها دول مجلس التعاون للمبادرة في دعم هذا ومناقشة هذه الجماعات وحماية الشباب منها وفضحها وعدم الانجرار وراء الإعلام الغربي في تحديد هويتها وأهدافها وإنما وفق مصالح الأمة وفضح أهدافها والدور الخفي والجهات الممولة والداعمة والمستفيدة منها وعلاقاتها المشبوهة وحماية الشباب من التضليل، بالإضافة للحرب الإعلامية والدينية ضد المخدرات ودورها.