من الأرشيف

بين جنيف ومؤتمر جدة الإسلامي

لقد استغرب الجميع للدعوة لمؤتمر جنيف في الوقت الذي كانت منظمة التعاون الإسلامي قد وجهت الدعوة لمؤتمر خاص باليمن وكان المفروض مشاركة وزير الخارجية اليمني ولكن كانت هناك مخططات ولعبة مكشوفة إيرانية لعرقلة مؤتمر جدة الإسلامي لأنه هام جداً ولأن المنظمة جادة في طرح القضية بقوة ولأن الأمين العام للمنظمة حفظه الله رجل عملي وجاد وواضح وصاحب قرار وكذلك الأمناء المساعدين والمدراء، وبرئاسة الكويت ودورها المبارك.

كما أن مشاركة السفير أحمد الجبير الشخصية القوية المعروفة بمواقفه الشجاعة أمام الأخطار الإيرانية ومن الوزراء أصحاب التجربة وهو معروف بنشاطه وصراحته، لذا تم عرقلة مؤتمر جنيف والتلاعب لعرقلة وجود وزير الخارجية المعروف بمواقفه الشجاعة والصريحة أمام التدخلات الإيرانية، ولأن هؤلاء الأطفال هم لعبة بيد دولة تحرمهم للإضرار باليمن واستنزاف طاقات المنطقة والمزيد من الدماء والقتل والتشريد والمجاعة وستثبت الأيام أنه مخطط إيراني مع إسرائيل لاستنزاف العالم العربي والانتقام من دول مجلس التعاون وإبعادها عن دعم شعب فلسطين وتفوق إسرائيل بتدمير سوريا والعراق واستنزاف دول مجلس التعاون وإثارة الاضطرابات واستقرار المنطقة.

ويجب أن نكون صرحاء بأن هناك صفقة إيرانية مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لتمكين إيران من أن تكون شرطي المنطقة وتمكينها من الهيمنة على المنطقة مستخدمة الحوثيين وداعش وأنصار الشريفة وقادة الانفصال لبلبلة الأوضاع وإنهاك الناس بعيداً عن الأقصى وفلسطين واستنزاف الطاقات لتفوق إسرائيلي تثبت به إيران أنه الحليف الحقيقي لمصالح الغرب وأنها تستطيع عمل ما لم تستطيع أن تعمله إسرائيل بسنوات وأن البرنامج النووي الإيراني يخدم مصالح الغرب وهو ليس ضد إسرائيل.

لذا فإن تمييع جنيف والحصول على مكاسب سياسية قد جعل اليمنيين يفقدون ثقتهم بالأمم المتحدة ومشاريع الدول الغربية وأن قوتهم هي الدول الإسلامية. لذا فمشاركة وفد رفيع يمني برئاسة رئيس الجمهورية رسالة واضحة لتعويل اليمنيين على قرارات مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي. ولذا كانت القرارات فوق تصور الجميع إذ عبرات بشجاعة يفتخر بها كل مسلم وعربي ويمني بخصوص الشرعية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن وإدانة المليشيات والخارجين على النظام ودعاة العنف وتأييد عاصفة الحزم وإدانة العدوان ورفضه، والدعم الإنساني.

كل هذا أظهر أن المنظمة اليوم تدخل بمرحلة جديدة في عهد أمينها العام وبدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وولي عهده وولي ولي العهد ومعالي وزير الخارجية.

إن القرارات الصادرة عن هذا المؤتمر هي رسالة أن المنظمة اليوم أصبحت في الصدارة فعلاً. موافق كبيرة والاهتمام بالقضايا الإسلامية ومعالجتها بصورة جادة وشجاعة. فنرى اليوم أن الناس أصبحت بعد الإحباط مما يجري أن تجد فانوس ومصباح وشمس تشرق بالأمل من منظمة التعاون الإسلامي. وكمواطن يمني عربي ومسلم أشعر بالفخر وكل مواطن وكل يمني وعربي ومسلم اليوم يوجهون التحية والتقدير والشكر ويلهجون بالدعاء لمنظمة التعاون الإسلامي ممثلة بأمينها العام، فذلك أعطى معنوية قوية لأبناء اليمن.

هذه القرارات اليوم تحتاج إلى متابعة وعلى وزير الخارجية اليمنية أن يتابع هذه القرارات لأنها قوة لليمن ويجب أن تسعى لدى الدول المعنية بهذه القرارات وعلى اليمن أن توجه الشكر والتقدير للمنظمة ممثلة بوزير خارجية الكويت ووزير الخارجية السعودي ودول مجلس التعاون جميعاً وأخص بالشكر الأمين العام والقائمين على المنظمة فقد بذلوا جهداً غير عادي لإنجاح المؤتمر وكان الإعداد والترتيب حضاري بكل ما تعنيه الكلمة. لقد فشلت الأمم المتحدة في جنيف ولم تستطع أن تساعد اليمن ولم تقدم حلاً جاداً ولا جدية في تصريحاتها التي ليست سوى تمييع القضايا دون الوصول إلى نتائج. أما المنظمة فقد انطلقت من المسؤولية والتعاطف مع اليمن وأهله ورفض التدخل في شؤونه وسفك الدماء والسعي لإعادة الاستقرار لليمن وأهله بصدق وإخلاص.

ولكن السؤال الغريب هو دم تغطية القنوات لهذا الحدث وللأسف فإني لم أشاهد هذه القنوات المشهورة تقوم بدورها في هذا الحدث الهام وهو سؤال محير نحتاج إلى جواب عنه م إدارة هذه القنوات.

وفق الله المنظمة وأمينها العام ورئيس ديوانه والإدارات السياسية والإنساني والمؤتمرات على جهودهم، وحفظ الله اليمن وكفاها شر أعدائها وحررها من المستعمر وشره.

زر الذهاب إلى الأعلى