لمْ أفاجأ بنتيجة الحوار في جنيف..
ربما لأنّها النتيجة الطبيعية لطبائع ومستوى المتحاورين!
وربما لأن مقاليد الأمور ليست في أيديهم أصلاً!
وربما لأن نيّة الفشل والتفشيل كانت مبيّتة وبقرارٍ مسبق، ورغم أنهم شغلوا العالم بضرورة جنيف وأهمية الحوار والتفاوض لإنقاذ اليمن!
لكنهم عندما حضروا لم يتحاوروا ولم يتفاوضوا!
وللأسف أصبحت قضية الحذاء المقذوفة في صدر أحدهم هي القضية بل كل المؤتمر!
والأكثر مدعاةً للحزن أن يصبح الحذاء حديث الشارع اليمني وموضع اهتمامه،
ويتم نسيان القضية الأخطر: فشل المؤتمر! وخيانة المتفاوضين وكذبهم!
كنتُ أتمنى فقط أن تطول إقامتهم في جنيف!..كي يروا تقدم العالم وتخلفهم!
وكي يروا إنسانية الإنسان في أرقى ما وصلت إليه هذه الإنسانية!
بشرٌ مثلنا..لا يقاتلون ولا يقتلون.. ولا يُفجّرون أو يفْجُرون في خصومة أو اختلاف!
كنتُ أتمنى أن تطول إقامتهم في جنيف!
لعلّ وعسى! أن يعودوا ثائرين على أنفسهم ..وعلى مَنْ أرسلهم!
ثائرين على ذواتهم.. وعلى تخلفهم وتوحشهم ودمويتهم ..وغبائهم!
ربما لكانت تلك الحسنة الوحيدة للمؤتمر سيئ النية،
بدلاً عن البطولة الزائفة .. بطولة الأحذية!
ماتت الضمائر وسكتت العقول.. فتكلمت الأحذية!