تمر أمتنا بمحنة كبيرة من فتنة الإرهاب ولكن لم نجد هناك وقفة شجاعة لمناقشة الموضوع من جوانبه المختلفة ووضع الحلول، فتشخيص القضية أهم الأشياء في مثل هذه الحالات.
ولذا نجد الإرهاب له مسميات كثيرة هذه المسميات تحمل لافتات مختلفة، ومما يدل على أن هناك برنامج للمنطقة وهذا البرنامج يخدم مصالح الدول الكبرى التي تريد الهيمنة على هذه المنطقة وأن هناك دولتان تقومان بتنفيذ هذا لتتمكن من أن تكون شرطي المنطقة وتحقق أهدافها التوسعية وهذه الدول هي معروفة إسرائيل وإيران.
فقوة هذه الدول تكمن في إضعاف وتدمير العالم العربي والإسلامي ولديها إمكانيات في الوقت الذي نجد أن دولنا لا تقوم بدراسة ما يريده الخصوم وممولي الإرهاب والذين أصبحوا مكشوفين وممارسات الجماعات الإرهابية مفضوحة فنرى داعش الصناعة الإيرانية تقوم بعدة أدوار منها تهجير السنة بالعراق لتغيير التركيبة السكانية بما يخدم مصالح إيران واستنزاف طاقات الأمة بما يؤمن لإسرائيل السلام والاستقرار وإضعاف خصومها وصرف النظر للناس عن مأساة الشعب الفلسطيني وممارسات إسرائيل في القدس. وتحريك الأقليات الشيعية لتبقى ورقة إيرانية وبث الصراع الشيعي السني حسب برنامج كيسنجر وبرنارد لويس، إضافة لتشويه صورة الممارسات من خلال ممارسات همجية مقصودة ومفضوحة عند الحكماء.
ويجب رصد هذه المواقف. فنجد أن ما جرى في الكويت والدمام والبحرين إضافة إلى ممن تم القبض عليهم يحملون نفس النوعية ونفس الأسلوب، ولابد من تشخيص هذا ودور الأجهزة التابعة لهذه الدول وأصحاب المشاريع. أضف إلى أن شركات الأسلحة والشركات الأمنية ولوبيها الذين يسجعوا لمثل هذا يما يخدم مصالحها، فهي لا تعرف الرحمة.
وأهم الجوانب أيضاً الذين يتم تسخيرهم من هم وما مشكلاتهم وأسبابها فقد أجمعت التقارير على أن هؤلاء من مدمني المخدرات الحديثة القوية وكذلك من أصحاب السلوكيات والأمراض النفسية والفاشلين ومن صغار السن ممن لا يحملوا أي فكر ومنهج. وللأسف لم يتم مناقشة الظواهر السلوكية ودور الأسرة والعوامل المختلفة.
وسنجد هؤلاء يصادوا أبناء الأمة ويهيئونهم عبر برامج وثقافة وإعداد. لذا فإن المخرج الصحيح هو أن يبدأ إعداد المختصين بدراسة الأسباب من جوانبها تتضمن ما يلي:
1 - تحديد الدول التي ترعى الإرهاب ووسائلها ومصالحها وأهدافها العقائدية والسياسية والاقتصادية دراسة موثقة.
2 - دراسة العوامل الذاتية ابتداءً من الأسرة ودورها والعوامل الاجتماعية والسلوكية ودور الأسرة في حماية أبنائها لأن الأسرة هي المشكلة الأولى حيث أن إهمال الآباء لأبنائهم نتيجة عوامل يجب دراستها وكيفية معالجتها.
3 - دور المدرسة ودور المدرسين وإعدادهم كمربين وعلاقة المدرسة بالأسرة لتبادل المعلومات إضافة إلى إلزامية التعليم لأن إلزامية التعليم من أهم العوامل وفرض عقوبات على المخالفين.
4 - دور مؤسسات الشباب في تثقيف الشباب ووضع برنامج مفيدة.
5 - دورة المؤسسة الدينية والعلماء في تقديم الثقافة الإسلامية الصحيحة القائمة على الجوانب المختلفة التي تحصن الشباب من الثقافة التي يريدها البعض بأفكار خاطئة لأهداف معروفة.
6 - دور المؤسسة الإعلامية وشبكات التواصل والعمل بجدية عبر مختصين لمواجهة المعلومات التي تسرب لأهداف بلبلة الشباب. ولذا فإن الحرب الإلكترونية لم تواجه بقوة ولم يتم وضع برامج وخطط واستراتيجية مواجهة هذه الحرب مما يمكن العدو من اختراقنا ووضع آلية للحرب المعاكسة.
7 - دور المخدرات ومكافحة المخدرات والأسباب التي تؤدي بالشباب لهذه العوامل.
8 - معالجة الفراغ لدى الشباب وتحصينهم من شياطين الإنس المتخصصين في ذلك لعوامل مختلفة.
9 - إيجاد مراكز دراسات متخصصة لدراسة هذه الظواهر تشارك فيها جهات ذوات اختصاص وتقدم دراسات ميدانية من كل الجوانب.
إننا اليوم نعيش هذه الدوامة من صراع مصطنع يشبه ما كان يتم في الستينات على يد الجماعات باسم الماركسية التي كانت تغتال وتخطف الطائرات وتسبب بالكثير من التشويه للحركة الوطنية وهذا ما قامت به الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكذلك كارلوس وحلفاءه العرب. وللأسف إننا لا تستعيد الذكريات.
آن الأوان أن لا ننخدع بالقنوات وشبكات التواصل والمحللين الذين يزوروا المعلومات على الناس ويرفضوا أن يسموا الأمور بمسمياتها ولا يذكروا اسم إيران، ولأن هؤلاء لا علاقة لهم بالدين بل إن عدداً من العلماء يناقش قضاياهم كأنهم رجال فكر إسلامي متطرف بينما لا يفقهوا من الدين حتى قدر نملة، لاعلم لهم بالدين وإنما هم عصابات تحمل لافتات فإذا انتهت جماعة ظهرت جماعة أخرى. نحن لا نناقش أشخاص وإنما أشباح تقف وراءها دول تريد أن تضرب الإسلام وتحاربه بكل الوسائل وتريد أن تبقى إسرائيل دولة متفوقة بأقل الخسائر متى سيدرك العرب. إن هناك تحالف ثلاثي أمريكي إيراني إسرائيلي يستهدفهم في عقائدهم وكيانهم. متى سندرك أن داعش وأنصار الله وأنصار الشريعة وبوكو حرام والشباب هم آل البيت الأبيض وآل قم وآل تل أبيب.
نداء إلى كل مخلص في هذه الأمة أن يفكر بعقل تجاه هذه الظاهرة ومن يقف ورائها. ونداء لم يكافحوا الإرهاب أن يكشفوا الحقائق للشعوب بدل أن تظل في الأدراج وهم يعرفوا ذلك 150%.