من الواضح أن الرئيس (المؤقت الذي صار منفيا أو نازحا) لم يتعلم من محنة احتجازه في العاصمة ولا من محنة مطاردته إلى عدن ولا من آخر حلقة في مسلسل اخفاقه الخرافي في الرياض.
هذا الرئيس الانتقالي هو أمثولة حية على العجز.
تم اختياره كرئيس انتقالي من اطراف العملية السياسية في اليمن في مطلع 2012. وقد طرح اسمه على الشعب في انتخابات، قبلوية الأحكام أخذت شكل الاستفتاء عليه. وقد تحصل على قرابة 7 مليون صوت (رغم الشكوك العميقة في صحة هذه الرقم).
منذ اليوم الأول ظهر أن عملية الانتقال تحت قيادته ستستغرق سنوات أطول من الفترة المقررة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، فالرئيس الهمام استغرق عدة اشهر لكي يمارس عمله من دار الرئاسة (مركز الحكم وعنوان السلطة التنفيذية ورمز السيادة في اليمن). ليت أن السبب هو تحوطه وحنكته فلا تكون فتنة جراء اية عملية اجرامية تستهدفه وإنما هو العجز. إذ بعد 3 سنوات بالتمام اتضح ان الرجل (الحذر والممسوس بمؤامرة يحيكها سلفه لقتله) عجز حتى عن تأمين دار الرئاسة ومسكنه.
الثابت أن أحدا من خصومه لم يخطط لاغتياله أبدا.
من هو الغبي الذي سيتحامق ويغتال خصما كهذا؟
انتقلت الجمهورية في عهده من حالة "الثورة" إلى حالة "الحرب الأهلية"، وانتقل هو إلى الرياض. وانتقل مدير مكتبه إلى واشنطن بجكم "سلطاني" من الرياض.
اليمنيون يقتتلون في الداخل والرئيس الانتقالي يقاتل ديبلوماسيا من أجل تعيين رفاق رحلته الانتقالية في سفارات الدول الكبرى.
***
ليس أمام اليمنيين وقد مزقهم "صُنّاع الإجماع" في موفنبيك (حوثيين وصالحيين وهادويين واصلاحيين) كل ممزق، الكثير من الفرص لاستنقاذ بلدهم من الغرق في الحرب الأهلية والفوضى.
لكن الأكيد أن مشهدا سياسيا خلوا من هذا الرئيس و"رجاله الأوفياء" الذين يوثقون مكالماته (!) قد يسهم في خفض منسوب التشاؤم بين اليمنيين.