أرشيف الرأي

خارج نفسك يا حوثي

خارج نفسك يا حوثي بصورة سياسية.. فالسلم خير من الحرب!

لقد أنتهت معجزات «الشاصات»، فدماء الأبرياء تجتاح جبهاتك، وأنين أهلهم وذويهم لعنات ستلاحقك كمن سبقوك، فنهاية المأساة ستعود الدولة باعتبارها مطلب كل يمني.

إذا كنت تحتقر معارضيك، وتجيد استثمار اخطاء خصومك، فلا تتوهم انتصارك على شعب يريد الحياة، وإن داهنك الجبناء، ونافقك الإنتهازيين، ستظل - في نظرهم قبل خصومك- زعيم جماعة طائفية مغتصبة للسلطة.

توقف عن استخفافك بإرادة الشعب، وأقبل بوقف حربك الإنتقامية «الداخلية»، فالدماء ليست ماء، وجرائم مليشياتك تعجل بزوالك، وتمكن خصومك من الذهاب إلى أبعد من رفع العلم في مران .

يا هذا: تراجعك عن انقلابك لن يكون هزيمة كما تتصور، ولو توهمت قدرتك على ابقاء البلد في جحيم خياراتك الجاهلية، ستذوق في المستقبل مرارة انقلاب الشعب عليك في كل درب.

حقنا للدماء، وحرصا على التعايش المجتمعي، أفعلها الآن، وإنسحب قبل فوات الآوان، فالحرب خدعة، وكما خدعتهم ذات يوم، ستخدع في قادم الأيام، والمصيبة العظمى خداع نفسك بالسيطرة على وطن.

أترك عنادك.. وجنّب الشعب مزيداً من جرائم الحرب، ومآسي الجوع، والنزوح، والتشرد، وكف مليشياتك عن قمع منتقديك ومعارضيك، فالثأر يعول، ويؤرث الخراب، والقمع يزيد اقتناع واصرار الضحايا على دفع فاتورة الخلاص من جلاديهم .

صدقني يا حوثي، أغلب رجالك سيبيعوك غداً في السوق السوداء، وفي عراصات الجحيم لن يكون بوسع معظمهم الغرق معك، وأنت تعرف هذا، ولكنك تأبى الإقرار بذلك.

إذا كنت حريصاً على حاضر ومستقبل "الشعب اليمني العظيم"، ستشعر بويلات حربك ضد الأبرياء، ولن تتأخر عن فعل الصواب، ولكنك تفعل العكس، وبلا أحساس .

بلا شماته، انصحك بالإنسحاب قبل فوات الآوان، ونشوة خصومك بهزميتك، وإذا كان لديك حلماً بالحكم، فجهز جماعتك وانصارك للمشاركة إلى أقرب انتخابات، فصناديق الإقتراع ستظل خيار إستراتيجي لك ولغيرك .

أنت لا تكترث بما نقول الآن..

لهذا أقول بوضوح : البندقية ستجلب عليك البنادق ، والحرب والقمع لن يجبر شعب عظيم على القبول بسلطة إنقلابية قدرها الفناء بذات طريقة صعودها إلى آخر مراتب الجنون !

زر الذهاب إلى الأعلى