[esi views ttl="1"]

الرئيس اليمني عبد ربه منصور بيت الشك واليقين

أتابع باهتمام ما يجري على الساحة اليمنية منذ ثورة 1962، إلى أن تولى عبد ربه منصور رئاسة الجمهورية كرئيس توفيقي بعد الإطاحة بالرئيس علي عبد الله صالح، وقلت في حينها أن اختيار هادي لقيادة الجمهورية اليمنية في هذه الظروف لم يكن موفقا،لأنه بكل بساطة، لم يسمع له صوتا في كل أحداث اليمن، خاصة إبان الثورة الشعبية في 2011.

(2)

في تقدير الكاتب، أن القائد الضعيف لا يحقق انتصارا،ولا يحقق أمنا له، ولا لغيره، ولا يحقق استقرارا لبلاده أو جيشه. إنه سهل الاستقطاب لأطراف أخرى. وأنا أكتب هذه المقالة عن اليمن تذكرت مقولة الأمير سيهانوك، أمير كمبوديا ومفادها أنه لا تعط ثقتك لشخصين أحدهما الشخص الضعيف ، ولا تعط ثقتك لضعيف. تصور أنك سوف تمسك به دائما، ولكن الحقيقة أن غيرك أيضاً سوف يمسك به ويأخذه منك".
إن الرئيس عبد ربه هادي متردد ،في اتخاذ القرارات اللازمة في الوقت المناسب، وحماية قراراته. إن القائد الضعيف، لا يقوى بالضعفاء من حوله،ولو كانوا طائعين، وإنما يقوى بالأقوياء، ولكونه ضعيفا رغم أنه يملك بيده عوامل القوة، إلا أن اختياره لمساعديه مبني على فهم أنهم لن يشكلوا عليه خطرا في منصبه، ومن هنا كانت إدارته للدولة ضعيفة ومتهاوية.

(3)

كانت مشكلة دماج مؤشرا حقيقيا على ضعفه وتردده في اتخاذ القرارات،أرسل لجنة رئاسية إلى دماج لتنفيذ وقف إطلاق النار بين الحوثيين وسكان منطقة دماج ونقض الحوثيون الاتفاق على وقف إطلاق النار، وطردوا لجنته الرئاسية،ولم يحم تلك اللجنة وقراراتها، ورحل سكان دماج عن بكرة أبيهم، من المنطقة، واستولى الحوثيون عليها بقوة، وتمددوا نحو منطقة عمران، وحاصروا الجيش الوطني أعني اللواء 310 بقيادة اللواء حميد القشيبي وقتلوه، ولأول مرة حسب علمي المتواضع أن تعلن القوات المسلحة ممثلة بوزير الدفاع أن الجيش يقف على الحياد في الصراع المسلح بين أطراف يمنية، وكأن المسألة لا تتعلق بأمن الدولة وسلامتها واستقرارها وهيبتها، علما بأن القائد الأعلى للقوات المسلحة هو الرئيس عبد ربه منصور هادي.
لم يكتف الحوثيون بما فعلوا من دماج حتى عمران، بل انقضوا على العاصمة واحتلوها واحتجزوا رئيس الجمهورية رهينة،كما احتجزوا رئيس الوزراء خالد بحاح ولم يعلن الرئيس أن العاصمة احتلت من قبل مليشيات الحوثيين المدعومين من إيران، إلا بعد مرور أيام من احتلالها. وسؤالي ألم يكن يعلم أن العاصمة صنعاء تم احتلالها بالكامل!؟

(4)

يلاحظ كل من هو مهتم بأمر اليمن وما يجري على صعيده أن هناك خللا في تركيبة القيادة السياسية رغم أنها تعيش في خارج اليمن. الرئيس منصور هادي قراراته توحي بضعفة وأهم مؤشرات الضعف أنه يشك في كل عمل أو رأي يصدر عن نائبه خالد بحاح رئيس الوزراء والقيادات العسكرية، فمثلا عندما شكل رئيس الوزراء وفدا لزيارة عواصم الدول دائمة العضوية ودول أخرى لشرح ما يجري في اليمن، تحفظ الرئيس على تشكيلة الوفد، ليس على قدراتهم ومهراتهم السياسية واللغوية وإنما لأنه اعتقد بأن هؤلاء ممثلين لرئيس الوزراء وليس لرئيس الدولة، وعلى ذلك أعاد تشكيلة الوفد بأفراد ليس لهم قدرات ومهارات تزيد عن سابقيهم وإنما قدَر بأنهم سيكونون عينه على ما سيتم في عواصم تلك الدول.
مؤشر آخر عندما تحررت عدن من المليشيات الحوثية وأنصار علي عبد الله صالح قرر نائب الرئيس رئيس الوزراء السيد بحاح الذهاب إلى عدن بوفد وزاري إلا أن الرئيس انطلاقا من شكوكة اللا متناهية في نائبة ووزرائه شكل وفدا موازيا من أفراد أكثر قربا منه وليس فيهم فاعلا في تقدير الكاتب سوى رئيس جهاز الأمن القومي.
مؤشر ثالث نائب الرئيس رئيس الوزراء قام بزيارة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لتقديم الشكر للقيادة السياسية والعسكرية والامتنان على ما قامت به القوات المسلحة الإماراتية من جهود لتحرير عدن وتثبيت الأمن هناك، كما أنه ذهب لتقديم التعازي لأسر الشهداء الذين سقطوا في عملية تحرير عدن وما جاورها. وعقب تلك الزيارة لرئيس وزرائه، طلب الرئيس عبد ربه منصور زيارة الإمارات العربية المتحدة وتلك مخالفة بروتوكولية لا سابق لها. والمؤشر الرابع زيارة القاهرة بعد زيارة رئيس وزرائه وكأنه يقول للقيادة المصرية لا تصدقوا ما يقول به رئيس الوزراء.

(5)

نتيجة لتلك السلوكيات المبنية على الظن والشك والريبة عند الرئيس في فريق جهاز الدولة كثرت التسريبات كان آخرها ما نشرته جريدة القدس العربي في لندن في 14 / 8 مؤدى تلك التسريبات أن نائبه رئيس وزرائه على خلاف مع القيادة السعودية، وأنه ذهب إلى الإمارات بموجب رغبة أمريكية بريطانية تطلب من الإمارات التركيز على محاربة الإرهاب وعدم التمدد نحو تحرير المحافظات الأخرى ومن ثم العمل على تحرير المكلا، لاحظ الدس هنا،أن خالد بحاح حضرمي يهمه تحرير المكلا عاصمة حضرموت.
آخر القول: كنت أتوقع أن يكون أول العائدين إلى عدن هو رئيس الجمهورية بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة ليشرف على سير العمليات الحربية هناك. ونؤكد القول: القائد الضعيف غير الواثق من نفسه لا يرغب في الأقوياء من حوله ولهذا أمتنا العربية تخسر كل معاركها في كل الميادين.

زر الذهاب إلى الأعلى