[esi views ttl="1"]

تعز .. وردة الحياة

ارتفعت وتيرة الحصار الذي تفرضه المليشيات على المدنيين في تعز، ما ضاعف من معاناة المدنيين في عدم الحصول على المواد الغذائية والإغاثية، وأيضا مياه الشرب. حشدت المليشيا كل قوتها، تنكّرت بزي الخبث، واستقلت قطار التغطرس، لتمارس قبحها وأعمالها الغير مبررة بحق تعز .

لم تقم جحافل التمرد بإمطار تعز بالقذائف، وزخم من الرصاص الذي يطال كل حي، ويستقر في كل خاصرة، فحسب، بل شددت الخناق، وطوقت الحصار، متوقعة أن يركع أبناء المدينة ويستسلمون.

تتحدث الميليشيا بلغة العقاب، عندما استوقفت ناقلات الغذاء والمياه في أحد مداخل المدينة بالقول "ممنوع دخول الغذاء ومياه الشرب للدواعش". حتى إسرائيل لم يحدث أن أقدمت على ارتكاب ذلك الأسلوب بحق أهالي غزة والفلسطينيين .

إنهم ينتحرون كلياً، يظنون بحصارهم المعتوه ومنع مقومات الحياة وأساسياتها في المدينة أن ذلك سيجلب لهم استسلام أبناء تعز ومقاومتها.

استوحشت المليشيا وفقدت صوابها، بسبب تكبدها خسائر فادحة، على الرغم من قوتها العسكرية الكبيرة المسلوبة من الدولة. وهذا يأتي في ظل تخاذل وصمت مريع من الجميع وعدم التماس معاناة الأهالي، وما تعيشه المدينة من وضع مُحتقن وكارثة إنسانية لم تشهد لها مثيل .

فرضت مليشيا الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله على تعز عقاباً تجلى بمنع مقومات الحياة من الدخول إلى المدينة، ولو في وسعهم منع أوكسجين الهواء عنها لفعلوا ذلك، نكاية بما تلقته من دروس وعبر من تلك المدينة وأبنائها، غير مدركين أن تعز ورجالها يرتوون كرامة، ويستنشقون حرية، ويتذوقون نكهات الصمود، والتلذذ بطعم النصر في قدرها الإلهي ومشروعها الوطني .

كل ذلك الحقد الغليظ والمشؤوم، وكل تلك القيود التي تُكبل المدينة، وكل ذلك القصف الوحشي على المدينة، وما تزال تعز حالمة واقفة شامخة كالجبال، وصامدة صمود الأبطال.

هي، الآن، تصنع تاريخها العظيم، تستقل قارب العظمة، وتحمل قساوة الواقع المرير الذي فرضته جحافل التمرد، وتغرق سفينة التخاذل. إنها وردة لم ولن تذبل، مهما قطعوا عنها أوكسجين الحياة، وعَلم لن ينتكس، مهما مزقوا منه ألوان العزيمة .

زر الذهاب إلى الأعلى