[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

نايف الجماعي.. زبيريٌ في الأدب وقردعيٌ في الشجاعة وقشيبيٌ في الصمود

جف حبر القلم وأن جبل بعدان لفقدانك يا بطل وبكت إب على فقدانها احد حماة عرينها والوطن.

لا تحسبني مت بين الأموات شهيد واحيا عند ربي حياتي
من في سبيل الله ضحى مامات فدى الوطن روحي ونفسي وذاتي
وشيدوا لنا قصر المحبة والأحلام تذكروني في متاهات الأيام
يأهل الوفاء المرحوم يحتاج لدعوات حطو على قبري نياشين واعلام

بهذه الابيات رثى فيها الشهيد #نايف_الجماعي نفسه قبل موته على قناة يمن شباب في برنامج ادبي مع الشاعر مجيب الرحمن غنيم.

اسمه نايف وله من اسمه نصيب ففي اللغة يعني اسم نايف الرفعة والعلي والزيادة والإحسان وكلها كانت به وأكثر.

عند اجتياح الميليشيا لمحافظة إب ومديرية بعدان وقف صامدا مجاهدا مدافعا عن هذه المديرية والمحافظة وقت خذلها وخذله الجميع فغادرها مجبرا مضطرا ودخلها الحوثيون وعاثوا فيها فسادا وفجروا منزليه ليكسروا شوكته شموخه وكرامته، ولم يكونوا يعلمون ان هذا الشخص لا يوجد في قاموسه معنا للاستسلام ولم يعرفه إطلاقا ولم يتجرأ الاستسلام من الاقتراب منه.

أتعرفون من هو نايف؟! انه شخص سيرته عطرة وحياته مليئة بالنجاحات والانتصارات المتتالية.

الشيخ نايف الجماعي احد قيادة المقاومة الشعبية في محافظة إب منذ الانقلاب على الرئيس هادي، هو احد قيادات حزب الإصلاح واحد أعضائه النشيطين في محافظة إب، عمل مديرا ماليا لمؤسسة الناس للصحافة ثم مديرا لأحد البنوك الرائدة في اليمن –بنك اليمن والبحرين الشامل- في محافظة تعز، وشاعر واديب تغنى بقصائده العديد من الفنانين والمبدعين وكان ابرزها في عام 2011م، وعمل ايضا معدا ومقدما لعدة برامج تلفزيونية في احد القنوات.

اذاً قَتل #تتر_العصر قائدا عظيما نشيطا واستاذا ومربيا فاضلا واحد أرقى رجالات المال والاعمال وشاعرا واديبا رائعا وشجاعا مقاتلا متى ما دعت اليه الحاجة في صف الحق ومع المظلومين ضد الظالمين والمفسدين.

نعم قتل #تتر_العصر كل شيء جميل وكل انسان نبيل وكل قائد عظيم وكل قلم حر شريف وكل دكتور خبير وكل شخص عظيم وعقل لبيب.

قتلوا الشيخ نايف الجماعي الذي يحب الناس – جميع الناس – مثل ما يحبونه وأكثر، قتلوا الشيخ ذا الرأي الحكيم، من كان يخدم مجتمعه قبل ان يخدم أهله ونفسه، قتلوا الشيخ ذا الاخلاق الرفيعة وصاحب النظرة الشمولية الثاقبة من كان يزيل الشحناء والبغضاء بين أبناء قبيلته ومحافظته ووطنه.

قتلوا شيخ القبيلة والوطن وابقوا لنا مشايخ الرذيلة والوهن، قتلوا شيخ الاحرار وابقوا لنا مشايخ العار والذل والاجرام، قتلوا شيخا صانعا للحياة والأمل.

هل يعلم القتلة أي فتاً قتلوا ؟! قتلوا شيخا يمتلك كل صفات النبل والشهامة والرجولة والشجاعة وابقوا لنا مشايخ الفوا الحياة تحت نعال زعيمهم وعكفة سيدهم المستبد ليدوسوا بنعالهم على رقاب الضعفاء من الناس وعلى شعب رفض استبدادهم وظلمهم وفسادهم.

كان نايف – رحمه الله – اذا ارتدى بدلته الرسمية احسن واتقن ربطة العنق بطريقة انيقة وراقية جدا، واذا ارتدى ثوبه وعسيبه (الجمبية) كأنه شيخ مهابته لا يضاهيها مهابة في الوطن العربي، وعند ارتدائه البزة العسكرية أعطاها رمزيتها وشرفها المسلوب وهيبتها المفقودة.

عندما يتحدث يسكت الجميع ليستمع اليه، وإذا نظم ابيات الشعر والأدب تغنى بها الأحرار والفنانون ورددها الأدباء والمثقفون، وإذا حضر موقفا وقف له الجميع اجلالا واحتراما ومهابة.

لقد جسدت شخصيته ثلاث أنواع من شخصيات الاحرار والرجال الأبطال الذين لن تنساهم اليمن، فقد كان اديبا ومثقفا ثوريا كأبي الاحرار الزبيري وشيخا قبليا كالشيخ المأربي القردعي وعسكريا كالعميد حميد القشيبي .. بفقدانك تكون اليمن قد فقدت ثلاث شخصيات يمنية لا يمكن للأجيال نسيانها وفقدانها لمواقفها البطولية التي وقفت ضد الظلم والجهل والفقر والفساد والاستبداد.

شاهدت فيديو للقائد البطل الشهيد نايف الجماعي وهو مرابط في جبهات القتال وعلى إثره انهمر الدمع من عيني. في نهاية هذا الفيديو يقول الشهيد " هذه حربنا .. هذه عقيدتنا .. هذه بلادنا .. ولن يمروا الا اذا كنا جثثا هامدة .. وهذا اخر كلام لدينا".
رحمك الله رحمة واسعة وهنيئا لك الشهادة ولأهلك الشفاعة فقد طلبتها بصدق ونلتها، وصدقت الله فصدقك.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى