[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

حراك الأقيال.. أوتاد الهوية اليمنية الجامعة

مصطفى محمود يكتب: حراك الأقيال.. أوتاد الهوية اليمنية الجامعة


غاية الأقيال إيقاظ الهوية المكنونة في الذات اليمنية. الأقيال لا يدَّعون اختراع الهوية اليمنية، لأنها موجودة طبيعياً وحياتياً في أعماق كل يمني، إنما الأقيال فقط يعيدون اكتشاف وجودها المنسي والمهمل، ويبلورونها بحلة جديدة واضحة ومعاصرة.

صحيح أن هذه الهوية اليمنية توحيدية وشاملة للجميع، لكن بنفس الوقت إن وحدتها قائمة على أساس الاعتراف بالتنوع. ومن أجل أن يتم حقاً وفعلاً هذا "الاعتراف"، يجب أن يعتمد على أساس "التعارف" أي أن يعرف كل واحد ماهية ذاته ثم من هو الآخر.

لكي يدرك اليمني يمنيته المنسية، عليه أن يعرف تاريخه الحقيقي وجذوره اليمنية الممتدة في كل تفاصيل حياته، ثم كذلك يتعرف على تواريخ الفئات السلالية الاخرى المتساكنة معه في بلدته وتعمل على طمس يمنيته وتدمير وطنه، مع التأكيد أن اليمني هو كل من انتمى لليمن أياً كانت جذوره، والمشكلة هي مع سلالات تتع إلى على اليمنيين وتتفاخر بعدم يمنيتها بل وتعتبر ذلك التمايز مستنداً يبيح التسلط.

اليمني العربي المسلم تعود العيش في ازدواجية قاسية، بين وجوده اليمني الصميم وتربيته الإسلامية التي علمته بأن ارتباطه الاسلامي بالإيراني أو التركي الذي يعيش بعيداً عنه آلاف الاميال، أكثر من ارتباطه بشقيقه اليمني الاشتراكي أو الإصلاحي أو الموتمري الذي يعيش معه في نفس الوطن بل حتى في نفس المدينة، وربما في نفس الدار!! بل إنهم يتحدرون من أصل واحد، وإن هذا اليمني تعوَّد أن يدرس ويقرأ ويشاهد ويسمع في وسائل الاعلام عن تواريخ وثقافات الشعوب العربية أو المسلمة أو الاشتراكية أو الغربية، أكثر بكثير مما يخص يمنيته ووطنه!

إن نضالات الأقيال أثبتت بصورة قاطعة أن اليمنيين مهما تناسوا هويتهم الوطنية وضحّوا بها من أجل هويات فرعية حزبية وطائفية، فإن "حس" الهوية اليمنية موجود في كل تفاصيل حياتهم وعقليتهم، لكنهم لا يدركونها بسبب العمى الآيديولوجي الذي فرضته عليه نخبهم وأحزابهم وحكوماتهم المتتالية المحتقرة للذات اليمني، والمقدسة للخارج.

إن حراك الأقيال وتنوع الكتّاب المشاركين فيه دليل على مدى تنامي مفهوم الهوية اليمنية لدى النخب المثقفة. وهو أيضاً تأكيد على أن المستقبل القريب لصالح سيادة هذا المفهوم بعد إهماله الطويل.

إن ثقافة الهوية اليمنية لم تعد بطراً استثقافياً غريباً بل أصبحت ثقافة متداولة وإيماناً يحمله تيار كبير ومتنامٍ من اليمنيين نخباً وشعباً.

إن سبع سنوات من الحرب والدمار والخراب السلالي والطائفي والمناطقي، بالاضافة إلى افتضاح حقيقة جميع الأحزاب التي منحت عناصر السلالة الكهنوتية مجالا يمارسون من داخلها أنشطهم التخريبية لخدمة المليشيا السلالية، كل هذا أقنع غالبية اليمنيين بمن فيهم الطائفيون ومعهم أبناء مختلف الفئات المناطقية والمذهبية، بأن (خيمة الهوية اليمنية الجامعة) هي خلاصنا الوحيد وأمن شعبنا وسلامة وطننا.

عناوين ذات صلة:

الوسوم
زر الذهاب إلى الأعلى