[esi views ttl="1"]
arpo23

الارشيف الصحفي وأتجاهاته الحديثة

عن دار المسيرة صدر كتاب جديد من القطع المتوسط بعنوان (الارشيف الصحفي وأتجاهاته الحديثة) تاليف كلا من: الاستاذ الدكتور حسن رضا النجار والاستاذ الدكتور طلال نادر الزهيري، وهو عمل كبير لاثنين من اكبر المتخصصين في هذا المجال في عالمنا العربي، تعرفت على احدهما عن قرب وتتلمذت على يديه في جامعة بغداد 2001-2003 وقد اشرف على رسالتي لنيل درجة الماجستير، وهو الاستاذ الدكتور حسن رضا النجار فكان نعم الشيخ والمشرف والاب والصديق، ومن حينها مازلت احمل له في قلبي الشيء الكثير ولن اوفيه حقه ما حييت، وها انا اليوم بعيدا عن العالم العربي لكن التواصل مع استاذي مازال جاريا مع تقصير مني وكرما مستمرا منه ، واجدني اعرض كتابه على غير العادة في عرض الكتب، متمنيا له وللاستاذ الدكتور طلال نادر الزهيري التوفيق الدائم .

لقد دأبت المؤسسات الصحفية على تأسيس اقسام لحفظ النتاج الفكري لها وللمؤسسات الاخرى والهدف من ذلك أيجاد ذاكرة خارجية يهتدي بها الصحفيون عند الكتابة عن موضوع معين للتحقق أو لاضافة معلومات معينة لخبر أو للموضوع الذي تمت الكتابة عنه وقد أنطلقوا بذلك من مبدأ قوانين تطور العلم على أساس ان هذه القوانين تساعد الانسان في وضع معارفه موضع التطبيق ويحكم العلم بقوانين خاصة بالتطور والتي ينبغي معرفتها لنجاح العمل في أي حقل من حقول المعرفة ومن هذه القوانين (قانون استمرارية العلم التاريخية ) وهو من القوانين المهمة في تطوير العلم فعلى سبيل المثال لو أعتمد الصحفيون في كل مؤسسة أعلامية على أنفسهم فقط في تجميع المعلومات وأعادة صياغة المعلومات فأن الكتابة عن هذا الموضوع سوف يكون هامشياً ولا يقدم شيأ للقارئ ، أذ ان انجازات الكتاب السابقون تعد الاساس الذي يبني عليه الصحفيون المعاصرون عملهم وبناءً على ذلك فأن الصحفيين المعاصرون لاينهمكون فقط في أكتشاف بيانات علمية حديثة فحسب بل في تصنيف البيانات التي سبق جمعها من قبل زملائهم وتقييمها وتصحيحها وجعلها في متناول معاصريهم من الصحفيين والقراء . ولتحقيق هذه الغاية يتم الاعتماد بصورة رئيسة على الصيغة التي تنشر بها هذه المعلومات بين الصحفيين المعاصرين وتنقل بواسطتها إلى الاجيال اللاحقة .
ومن جانب اخر سعت المؤسسات الصحفية إلى دعم هذه الاقسام من خلال توفير مساحات خزنية لهذا النتاج الفكري الذي تم تصنيفه بأستخدام انظمة تقليدية وألكترونية فضلاً عن توفير موظفين أكفاء للقيام في أدارة وتنظيم موجوداتها من القصاصات الصحفية ومصادر المعلومات الاخرى .
احتوى الكتاب على ثلاث فصول رئيسة وضم كل فصل عدد من المباحث ، تطرق المبحث الاول إلى موضوع الارشيف الصحفي وتم التحدث في مبحثه الاول عن أدارة أقسام الارشيفات الصحفية وأهمية الادارة في المؤسسات المختلفة لما لها من أثر كبير في أنجاح الاهداف المرسومه لهذه المؤسسات وتم التعرض بشئ من التفصيل إلى العناصر المكونة للوظيفة الادارية وهي التخطيط والتنظيم والتحقق من ملائمة القوى العاملة للعمل والتوجيه والرقابة والتنسيق .
وأحتوى المبحث الثاني على عدد من المفاهيم التي تخص الارشيف الصحفي من حيث التعريف به والمواصفات الخاصة بنظام الحفظ الجيد وماهية المواد التي تحويها أقسام الارشيفات الصحفية ومعايير أختيار هذه المواد والواجبات التي تضطلع بها فضلاً عن بيان أبرز مظاهر التخلف في هذه الاقسام وسبل النهوض بها .
أما المبحث الثالث من هذا الفصل فقد تعرض إلى الموسوعات كونها من مصادر المعلومات الثانوية التي يحتاجها الصحفييون فضلاً عن ما تتمتع به من مصادقية كون موضوعاتها كتبت من قبل متخصصين في المجالات الموضوعية المختلفة وتحمل تواقيعهم في نهاية الموضوع وعرض في هذا المبحث عدد من المحاور منها التعريف وهدف وكيفية تقييم الموسوعات ومساهمة العرب في التأليف الموسوعي وبيان جهود المؤسسات العربية في هذا المجال وتم في هذا المبحث عرض لأهم الموسوعات العالمية بشكلها التقليدي والالكتروني .
وفي الفصل الثاني تم عرض نظام تصنيف القصاصات الصحفية التي تضم مختلف الموضوعات وهو محاولة للوصول إلى نظام موحد يمكن تطبيقه في معظم المؤسسات الصحفية من خلال تطبيق نظام الترقيم العشري والذي عالج معظم القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والانشطة التي يمارسها أفراد المجتمع كافة والتي عالجتها الصحف من خلال الفنون الصحفية المختلفة .
تم تقسيم الموضوعات تحت المواقع الجغرافية للدول مبتدأين بالمملكة الاردنية الهاشمية (على أساس أن النظام يطبق فيها )وتتبعها بقية الدول العربية ودول العالم الاخرى وكذلك القضايا والمشاكل الدولية والمنظمات الاقليمية والدولية وتم ترتيبها بشكل هجائي .
وأحتوى المبحث الثاني منه على كشاف بعناوين الموضوعات والدول والمدن الهدف منه سهولة الوصول إلى الموضوعات والاماكن التي يرغب المستفيد بأسترجاعها بسهولة ويسر من خلال وضع رقم التصنيف أمام الموضوع المطلوب أسترجاعه .
وأحتوى الفصل الثالث على ثلاث مباحث ضم المبحث الاول منه بيان أهمية الصحافة الالكترونية وأثرها في تطور مفهوم الارشفة الصحفية ، أما المبحث الثاني فقد عالج موضوع الارشفة بوساطة نظم أدارة المحتوى وهي محاولة جديدة لعرض النظم الحديثة في أدارة محتوى الموضوعات التي أحتوتها الصحف بصورة أكثر تطورا من ذي قبل .
وتم في المبحث الثالث أختيار نظام ( جوملا) كونه الانموذج التطبيقي لنظام أدارة المحتوى الذي يعد الاوسع أنتشاراً في العالم فضلاً عن كونه الاكثر أمناً وأستقراراً ، وتم بيان خطوات العمل على هذا النظام وتوظيفه لاغراض النشر الالكتروني للصحف وبناء الارشيف الصحفي الخاص بها .

زر الذهاب إلى الأعلى