منظمة أوبك وروسيا تتفقان على خفض إنتاج النفط رغم ضغوط الرئيس الأمريكي
منظمة أوبك وروسيا تتفقان على خفض إنتاج النفط رغم ضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخفض سعر الخام.
اتفقت أوبك وحلفاؤها بقيادة روسيا، أمس الجمعة، على تقليص إنتاج النفط أكثر مما توقعته السوق رغم ضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخفض سعر الخام.
وقال وزير النفط العراقي ثامر الغضبان بعد أن اختتمت أوبك محادثات استمرت يومين في فيينا إن المنظمة ستخفض الإنتاج 0.8 مليون برميل يوميا من يناير كانون الثاني في حين سيسهم الحلفاء غير الأعضاء فيها بتخفيضات قدرها 0.4 مليون برميل يوميا إضافية.
وحسب وكالة رويترز، قفزت أسعار النفط نحو خمسة بالمئة لتتجاوز 63 دولارا للبرميل بحلول الساعة 1500 بتوقيت جرينتش إذ أن الخفض الإجمالي البالغ 1.2 مليون برميل يوميا يتجاوز الحد الأدنى البالغ مليون برميل يوميا الذي توقعته السوق.
كانت السعودية، أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول، واجهت مطالب من ترامب لمساعدة الاقتصاد العالمي عن طريق الإحجام عن خفض الإمدادات.
وسيقدم خفض الإنتاج دعما لإيران أيضا عن طريق زيادة سعر النفط وسط محاولات واشنطن للضغط على اقتصاد ثالث أكبر منتج في أوبك.
وأبلغ وزير الطاقة الإماراتي سهيل بن محمد المزروعي مؤتمرا صحفيا ”لن نتناول المسائل الجيوسياسية أبدا في أوبك.“
وأشاد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك بقدرة نظيره السعودي خالد الفالح على ”إيجاد حل في أصعب وضع“ مشيرا إلى أن روسيا ستشارك في الخفض.
ظل اتفاق أوبك على المحك ليومين - أولا بفعل المخاوف من أن روسيا ستخفض أقل مما ينبغي، ثم بفعل بواعث القلق من أن إيران، التي تناقصت صادراتها من الخام بفعل العقوبات الأمريكية، لن تحصل على استثناء وقد تعرقل الاتفاق.
لكن بعد محادثات استمرت لساعات، أعطت إيران الضوء الأخضر لأوبك وأشارت روسيا إلى استعدادها لخفض أكبر.
وسرعان ما أقر اجتماع لأوبك والمنتجين غير الأعضاء الاتفاق، وفقا لمصدرين في أوبك.
وقال الغضبان إن الخفض سيستمر لستة أشهر من يناير كانون الثاني وسيكون إنتاج أكتوبر تشرين الأول هو خط الأساس له. وكان إنتاج أوبك وروسيا أقل في أكتوبر تشرين الأول عن نوفمبر تشرين الثاني. لكن أوبك قد لا تكشف عن حصص الإنتاج لكل بلد على حدة حسبما ذكرت المصادر.
وقال بوب مكنالي رئيس مجموعة رابيدان إنرجي التي مقرها الولايات المتحدة ”خفض أوبك+ غير واضح التفاصيل ومن المرجح أن يسفر عن خفض أقل من الرقم الرئيس البالغ 1.2 مليون برميل يوميا.
”عناوين الأخبار لن تبهج الرئيس ترامب، لكن مدى قوة رد فعله ستتوقف بالأساس على ما إذا كان ذلك سيرفع أسعار الخام بقوة في الأيام والأسابيع المقبلة.“
وصبت واشنطن الزيت على النار عندما التقى المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون إيران برايان هوك بالفالح في فيينا هذا الأسبوع في تطور غير مسبوق قبيل اجتماع لأوبك.
ونفت السعودية أول الأمر حدوث مناقشات بين هوك والفالح لكنها أكدتها لاحقا.
وقال جاري روس المدير التنفيذي لبلاك جولد انفستورز ومراقب أوبك المخضرم ”الضغط السياسي الأمريكي عامل مهيمن بوضوح خلال اجتماع أوبك هذا، مما يحد من نطاق الإجراءات السعودية لإعادة التوازن إلى السوق.“
وتراجعت أسعار الخام بمقدار الثلث تقريبا منذ أكتوبر تشرين الأول مع قيام السعودية وروسيا والإمارات بزيادة الإنتاج لتعويض تراجع صادرات إيران.
حدا تراجع السعر بأوبك وروسيا إلى البدء في مناقشة خفض الإنتاج لكن روسيا قاومت لفترة طويلة أي خفض عميق.
واجتمع نوفاك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سان بطرسبرج أمس الخميس وعاد إلى العاصمة النمساوية اليوم.
وقال مصدر بوزارة الطاقفة الروسية إن موسكو مستعدة للمساهمة بخفض قدره نحو 200 ألف برميل يوميا - وهو ما يزيد على الرقم المقترح بادئ الأمر والبالغ 150 ألف برميل يوميا. وقال مصدر في أوبك لاحقا إن روسيا وافقت على خفض يبلغ 230 ألف برميل يوميا.
وتتنافس روسيا والسعودية والولايات المتحدة على صدارة منتجي الخام في السنوات الأخيرة. والولايات المتحدة لا تشارك في مبادرات تقييد الإنتاج نظرا لتشريعات مكافحة الاحتكار لديها وتشظي صناعتها النفطية.
ويوم الخميس، أظهرت أرقام للحكومة الأمريكية أن الولايات المتحدة أصبحت مصدرا صافيا للنفط الخام والمنتجات المكررة للمرة الأولى على الإطلاق مما يسلط الضوء على مدى زيادة الإنتاج التي غيرت في معادلة المعروض بالأسواق العالمية.