[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

الشباب بين الأمل والضياع

شباب الأمة اليوم يمرون بمخاطر كبيرة وهؤلاء الشباب يعانون من الضياع ولا يجدون من يهتم بقضاياهم، وللأسف أن الأسرة والتعليم والإعلام والمؤسسة الدينية لم تعطِ للشباب حقهم من الاهتمام في معالجة قضاياهم. نجد الشباب اليوم في المخدرات وجرائمها ونجد الشباب اليوم في قضايا الإرهاب وغيرها. هؤلاء للأسف ضحايا الأسرة، الأبوان المشغولان بهموم أخرى دنيوية وتركوا أولادهما دون توجيه وكأن الأولاد لا يحتاجون سوى للطعام والشراب والهواتف النقالة والكمبيوتر. ثم إن هؤلاء الشباب الذين يضيعون في الشوارع ويصطادهم شياطين الجريمة وعصابات الإجرام التي تخدم أجندات دولية هدفها تدميرهم، بالإضافة لشبكات التواصل، وعندما يسافرون إلى الخارج للعمل أو للدراسة، فإنه يسهل توجيههم وتدميرهم واستغلالهم لجهات معادية.
ماذا يجري في بلاد الغرب لشباب ضحايا عصابات إجرامية، لأن هؤلاء أغلبهم من لاجئي القوارب والحروب. الشباب السوري والعراقي في المخيمات ماذا يجري لهم والجمعيات تهتم بالطعام والشراب فقط دون الحماية والتحصين والتعليم. وكما تقول المنظمات الدولية إن أغلبهم دون تعليم، والشباب اليمني يصطادونهم بالمخدرات التي تجعلهم تحت السيطرة وتستغل فقرهم لتجنيدهم في الإرهاب الحوثي وأنصار الشريعة من خلال القات والسلاح والمخدرات. لماذا تنتظرون منهم سوى الدم وسفك الدم والإرهاب لصالح عصابات ودول تريد تدمير المنطقة، عندما يتحدث الإعلام يصور القضية بطريقة مزيفة دون النظر إلى عمقها وجذورها، الشباب اليوم يتبادلون المعلومات عبر شبكات التواصل وكلها تقتل روح الإيمان والثقة والإنسانية والأخلاق. لم يعد هؤلاء الشباب عندهم أي مبدأ ديني أو خلقي أو وطني، فلا تهمهم القدس ولا فلسطين ولا مستقبل الأمة ولا التطور ولا المشروع الحضاري كشباب اليابان وكوريا وتايلاند. ويا أسفاه إلى أين وصلنا نشكو ونبكي ونصرخ مما يجري من حولنا ولكن لا تعرف كيف تعالج ذلك.
لماذا لا تبدأ ورشات العمل في المراكز والجامعات؟ لماذا لا يتعاون علماء الاجتماع على مشكلة الأسرة وتوعيتها؟ لماذا لا نعالج الخلل من خلال التعليم والدين ونوعية الثقافة الدينية ومصادرها وحماية الشباب من الغزو الخلقي والسلوكي والفكري. أين المؤسسات الشبابية والنوادي؟ أين الجامعات لماذا لا يتكاتف الجميع لوضع تشخيص ودراسة لهذه القضية وكيفية معالجتها. لقد آن الأوان أن نعترف بالخطأ الكبير الذي نحن فيه، إهمال الشباب وقضاياهم وتحصينهم ودعايتهم، والثمن باهظ جداً.

زر الذهاب إلى الأعلى