تقارير ووثائق

رئيس وحدة مخيمات النازحين: 13 ألف أسرة إلى مأرب خلال شهرين

رئيس وحدة مخيمات النازحين: 13 ألف أسرة إلى مأرب خلال شهرين (حوار)


كشف رئبس الوحدة التنفيذية لمخيمات النازحين في الحكومة نجيب السعدي عن رصد عملية نزوح 13 ألف أسرة إلى مأرب خلال شهرين، بعد تصعيد الحوثيين في نهم ومحافظة الجوف.
جاء ذلك في حوار مع صحيفة "26سبتمبر" بنسختها في مأرب، تحدث خلاله السعدي، عن الجهود الذي تبذله الوحدة في التخفيف من معاناة النازحين جراء التصعيد الأخير والعديد من القضايا وفيما يلي نص الحوار:

* لنبدأ أولاً من مأساة نازحي محافظة الجوف ما هي طبيعة إغاثتهم إلى الآن؟

مأساة النازحين في مارب مأساة كبيرة جداً.. من قبل موجة نزوح الجوف ونهم الأخيرة. في مأرب ما يقارب ثمانمائة وخمسين ألف نازح نزحوا منذ 2014 وأوضاعهم سيئة جداً في ظل غياب شبه تام للمنظمات الدولية المعنية بالنازحين عدا مركز الملك سلمان الذي يقدم مساعدات بشكل مستمر لكن عدد النازحين أكبر مما يقدم.

النازحون في مأرب هم في الأصل نازحون للمرة الثانية والثالثة يعني أننا أمام مجتمع منهك من النازحين مجتمع هش اقتصاديا وقد فقد جميع مدخراته وامكانياته وهذا يضاعف المشكلة أكثر. الآن حدثت موجة كبيرة من النزوح منذ منتصف يناير الماضي وحتى اليوم حيث نزح الآلاف من نهم والمناطق المجاورة لها ومن ضمن النازحين نازحو مخيم الخانق وهم نازحون في الأصل. كذلك نزحت آلاف الأسر من الجوف واتجهوا نحو مأرب وحضرموت وبعضهم نزح إلى الصحراء ولازلنا نحاول الوصول إليهم.. النازح عند وصوله يحتاج إلى إغاثة طارئة بما يحفظ له حياته وكرامته وحقوقه. طبيعة احتياجاته إيواء وغذاء وإغاثة طارئة والصحة والتعليم والحماية.

* كم هي أعدادهم على وجه الدقة؟

نحن توقعنا منذ البداية أن تكون هناك موجة نزوح كبيرة قد تصل إلى خمسة وعشرين ألف أسرة هذا توقع من اجل الاستعداد وان يكون الجميع على أهبة الاستعداد لمساعدة النازحين. إلى الآن رصدت فرقنا الميدانية ما يقارب ثلاثة عشر ألف أسرة نازحة من منتصف يناير إلى يوم أمس ٨ مارس، ولازال العدد في تزايد. كما أنه لازال هناك أعداد من النازحين في الجوف الريان والمرازيق وفي العبر والوديعة لم نتمكن من الوصول إليهم. كما أن هناك أسر نازحة كثيرة ذابت داخل المجتمع ولجأت إلى أسر مستضيفة أو أقارب وهذا أيضا يشكل اعداداً إضافية.

* حدثنا عن خطة الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بخصوص نازحي الجوف؟

الوحدة التنفيذية منذ بداية المواجهات في نهم وبتوجيهات مباشرة من دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك شكلت غرفة طوارئ لاستقبال النازحين واغاثتهم وتنسيق الأعمال الإنسانية وتسهيل عمل المنظمات للوصول إلى النازحين، باشرت الغرفة اعمالها وقامت بتشكيل فرق ميدانية لتتبع النازحين وتسهيل وصول المنظمات إليهم كما قامت بتحديد نقاط لتسجيل النازحين، كذلك قمنا بتجهيز خطة الطوارئ لمواجهه موجة النزوح. وتم التواصل مع المنظمات الدولية والمحلية وكذا مع الجهات الحكومية من أجل تنسيق الجهود وتقديم المساعدة للنازحين. وتم تحديد أراض لإقامة مخيمات النازحين وتم تخطيطها وبدء تسكين النازحين في المخيمات. ومن اجل الاطلاع على الجهود الإنسانية عن كثب انا الآن في زيارة لمارب.

* هل هناك تدخل من الجهات المانحة والمنظمات الدولية ما طبيعتها؟

باشرت المنظمات الدولية عملها في عملية إغاثة النازحين وعلى رأسها مركز الملك سلمان للإغاثة، حيث قدم قرابة 500 خيمة وضعفها سلال غذائية إضافة إلى وجود مواد إغاثية في المخازن وفي الطريق سيتم توزيعها بشكل مستمر. منظمة الهجرة أيضا بادرت بتقديم بعض المساعدات ولديها مخزون وصل خلال الفترة الحالية فهناك 4500 سلة إيوائية و3500 سلة مواد غير غذائية سيتم توزيعها الأيام القادمة. كذلك هناك 6500 سلة غذائية من منظمة المساعدة الإسلامية البريطانية. المفوضية السامية للاجئين تكفلت بتقديم 700 سلة ايواء مكتملة. هذه بعض التدخلات ولازلنا في تواصل مستمر مع المنظمات لتحديد الاحتياجات وحشد الدعم لتلبية هذه الاحتياجات.

* ما أبرز الصعوبات التي واجهتكم حتى الآن في إغاثة منكوبي حرب الحوثيين على الجوف؟

الصعوبات كثيرة جدا أبرزها أن موجة النزوح أتت والمنظمات والجهات الدولية غير جاهزة وليس لديها مخزون كاف لمساعدة النازحين. كذلك قله البيانات بسبب عدم وجود فرق مسح ميدانية تتناسب مع عدد النازحين كما أنها غير مدربة التدريب الكافي. الصعوبة الثالثة المنظمات الدولية غير متواجدة في مارب وهذا أثر سلبا على مستوى الاستجابة.

* ما بقي من مدنيين في مدينة الحزم هل هناك تحرك مثلا لإغاثتهم وهل طرحتم مثل هكذا برامج كون المليشيات تمارس ضدهم أبشع الانتهاكات؟

الوضع في الحزم إلى الآن كارثي ومدينة الحزم أصبحت ثكنة عسكرية وتم نهب المنازل. يصعب الآن الوصول إلى من بقي فيها كما أنها لم تعد منطقة نزوح بل أصبحت منطقة طاردة للنازحين والسكان الاصليين.

* ننتهز الفرصة لنعرف إنجازات الوحدة التنفيذية في الجانب الاغاثي للنازحين أو حتى الرصد ماذا حققتم؟

الوحدة التنفيذية مثلها مثل بقية مؤسسات الدولة سيطرت عليها مليشيا الحوثي وسيطرت على جميع ما يخص الوحدة كما أن الوحدة في السابق كانت معنية بثلاثين ألف نازح في منطقتي صعدة وأبين عكس اليوم فالنازحون عددهم يفوق ثلاثة مليون نازح.. بدأنا بإعادة تفعيل الوحدة من منتصف 2018 والحمد لله حققنا أشياء كثيرة وقد كان عملنا يسير باتجاهين الاتجاه الأول إعادة تفعيل الوحدة والبناء المؤسسي فيها والاتجاه الثاني وهو قيام الوحدة بدورها ومهامها في خدمة النازحين.. وقد انجزنا الكثير في البناء المؤسسي حيث استطعنا إعادة تفعيل الوحدة في 15 محافظة وفي كامل الأراضي المحررة ونتواجد بفرقنا الميدانية في جميع المناطق التي يتواجد فيها نازحون فنحن متواجدون في 67 مديرية وندير 521 موقعاً ومخيماً للنازحين. لدينا فريق من العاملين والمتطوعين يفوق 700 شخص بين إداريين وفنيين وفرق مسح ميداني.

وركزنا على بناء قدرات الفريق الميداني و إلى الآن استطعنا تدريب عدد ١٥٣ شخصا من كادر الوحدة في مختلف المحافظات واستطعنا توفير التجهيزات المكتبية والفنية ل٤٢ مكتباً للوحدة في مختلف المحافظات. وايضاً استطعنا تجهيز اللوائح الداخلية المنظمة لعملنا ودليل الإجراءات وكذلك نعمل الآن على انجاز أدلة العمل الانساني في المخيمات. ولازال لدينا الكثير من التطلعات في مجال البناء المؤسسي والإجراءات الإدارية حتى نصل إلى تطبيق أنظمة الحوكمة وكذا أن تكون اعمالنا إليكترونية.

أما بالنسبة لما قدمناه للنازحين فقد استطعنا تنسيق عمل المنظمات الدولية في المخيمات في عدن، الحديدة تعز، حضرموت، ابين، الضالع ولحج. وقد استطعنا تلبية احتياجات النازحين في هذه المحافظات، استطعنا حماية النازحين وأصبح النازح اليوم يعيش في جو يتوفر فيه الحد الأدنى من الاستقرار فلم يعد يخشى الطرد من الأرض التي هو فيها كما أنه أصبح هناك جهة تتابع احتياجاته وتعمل على الاستجابة لها. قمنا وبالتنسيق مع المنظمات بتلبية كثير من الاحتياجات وأصبح اليوم وضع النازح أفضل من قبل، كما عملنا على حل إشكالية الوثائق الخاصة بالنازحين وإلحاق الأطفال في المدارس. رغم كل ذلك إلا أن النازحين لايزال وضعهم ليس بالوضع المنشود ولابد أن نبذل جهداً أكبر لتحسين وضع النازحين والوصول إليهم جميعا.

* هل لديكم تنسيق مع المنظمات الدولية والمحلية ما طبيعتها؟

صميم عملنا هو تنسيق الأعمال الإنسانية المقدمة للنازحين ولدينا تنسيق مع مختلف المنظمات الدولية سواء الأممية أو المنظمات غير الحكومية وكذا مع المنظمات المحلية.. طبيعة التنسيق ينصب في تنسيق الجهود الإنسانية لرفع مستوى كفاءة العمل الانساني والاستفادة من الموارد المتاحة والوصول إلى النازحين وتلبية احتياجاتهم.

* برأيكم ما الأولويات التي يجب أن يحصل عليها النازح في ظل من يتحدث عن عشوائية التوزيع والإغاثة تصل إلى حرمان الكثير؟

بوجهة نظري أن الأولوية الملحة لتحسين أوضاع النازحين هي إيجاد قاعدة بيانات موحدة للنازحين فيها جميع الاحتياجات والمعلومات اللازمة وعلى ضوء هذه القاعدة يكون تحديد الاحتياجات والتدخل. قد يستغرب البعض أني أقول إن إيجاد قاعدة بيانات يعد أولوية وضرورة ملحة أوضح أن سبب العبث والعشوائية في الأعمال الإنسانية سببه عدم وجود قاعدة بيانات.. كذلك تأخر تدخل المنظمات مما يؤدي إلى تفاقم معاناة النازحين أحد أسبابه عدم وجود بيانات مكتملة. ثم يأتي بعد ذلك ضرورة العمل على إيجاد فرص للعمل ضمن مشاريع سبل العيش للنازحين بحيث يصبح النازح معتمدا على نفسه وعلينا أن ننتقل من حالة الطوارئ إلى مرحلة الإنعاش المبكر.

اقرأ أيضاً:

زر الذهاب إلى الأعلى