المرتزق ديفيد سمايلي: مجرم حرب يقود فلول الإمامة
د. فاروق ثابت يكتب: المرتزق ديفيد سمايلي: مجرم حرب يقود فلول الإمامة
وصل المرتزق الأخطر في تاريخ مملكة بريطانيا العسكري ديفيد سمايلي، أسرع من البرق إلى اليمن، وزار المناطق التي تسيطر عليها جيوب الإماميين، تنفيذا للمهمة العسكرية والاستخباراتية الخاصة من قبل القيادة الملكية البريطانية حينها، وطمعاً بسبائك الذهب الموعود بها من قبل السلاليين.
ديفيد سمايلي أحد أهم وأخطر رجالات الجيش والاستخبارات البريطانية. قيل عنه إنه الرجل الذي تعتمد عليه بريطانيا بإسقاط أنظمة وهزيمة جيوش.
شارك في الحرب العالمية الثانية وكان أحد أبرز مخططي الهجوم على سجن ياباني أطلق فيه سمايلي نحو 5 آلاف سجين من جنسيات مختلفة، بريطانيين وهولنديين واستراليين وأمريكان.
تنقل بين دول عدة، وكان يؤدي مهماته بنجاح غير منقطع النظير، وله مهمات عسكرية أنجزها في ألبانيا وسيام، كما أنجز مهمات استخباراتية للملكة المتحدة في بولندا واستوكهولم عندما عينته القيادة البريطانية ملحقا عسكريا فيها.
ومن عُمان التي نجح فيها سمايلي في القضاء على المعارضين الذين كانوا يتخذون من الجبل الأخضر حينها مركزا لانطلاق العمليات العسكرية ضد الحكم السلطان العماني كمهمة عسكرية واستخباراتية من قيادة الملكية البريطانية، أتته التوجيهات حينها بالقيام بالمهمة الاخرى التي رآها سمايلي أكثر مغامرة واغراءً مالياً.
انتقل المرتزق الكولونويل ديفيد سمايلي للعمل في صف الفلوس الإمامية في اليمن ضد القوات الجمهورية المدعومة من جيش جمال عبدالناصر.
كان أول من قابله سمايلي، السلالي أحمد الشامي وزير خارجية الاماميين حينها، ثم الإمام البدر، والأمير الحسن، ولي العهد الامامي رئيس الوزراء، والأمراء: عبد الله بن الحسين، والحسن بن الحسن وأخاه عبد الله بن الحسن، وبقية أمراء الإمامة الذين كانوا في القيادات الميدانية للمجاميع الإمامية المسلحة.
نزل سمايلي ميدانيا لزيارة معسكرات الإماميين لتقييم الجاهزية والإمكانات، وتحديد نقاط الضعف والقوة، وجد سمايلي ملاحظات كبيرة قدمها للإماميين من ضمنها قِدَم السلاح الملكي وضعف الجيش أمام حداثة سلاح الجيش الجمهوري المدعوم من مصر وجمال عبدالناصر.
وبموجب ذلك كان سمايلي يرفع البرقيات أولا بأول إلى قيادة الاستخبارات العسكرية في بريطانيا لإخبارهم بواقع الأمر في اليمن، وقدرات فلول الإمامة أمام الجمهوريين.
ظل سمايلي 5 سنوات في اليمن ما بين (1963- 1968)، واحدث وجوده تأخيراً للنصر الجمهوري على الملكيين من حيث أنه أنشأ جيشاً من مرتزقة أوروبيين ببينهم المرتزق الفرنسي الشهير (بوب دينار)، ودرّب الفلول على تكتيكات عسكرية كانت تتسبب في استنزاف كبير وصادم للجمهوريين في معظم الأحايين.
بناء على تلغرافات سمايلي لتقييم وضع سلاح الملكيين، جرى التنسيق مع المخابرات العسكرية الاسرائيلية، وبتواصل مع الملكيين لإمداد جيوبهم بالسلاح من خلال طيران سلاح الجو الاسرائيلي الذي كان ينزل الذخيرة والمعدات في المناطق والاحداثيات المحددة ضمن مناطق سيطرة فلول الملكيين.
أسرار عديدة تحويها مذكرات مجرم الحرب ديفيد سمايلي، تكشف جانبا من زيف الإمامة وشعاراتها الكاذبة.
المصادر :
1- David Smiley: Military officer who became a master of irregular warfare.Independent Newspaper.UK. February 2009.
2- «مهمّة في الجزيرة العربية»، ديفيد سمايلي، ترجمة حامد جامع، اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، بيروت، الطبعة الأولى، 1989
. الصورة: أحد المرتزقة الأوروبيين بجوار عكفة الإمامة
. لتحميل "كتاب مهمة في الجزيرة العربية" لديفيد سمايلي:
عناوين ذات صلة:
عناوين ذات صلة: