كذبة الحوثي الإرهابية التي لا تفارقه
د. عادل الشجاع يكتب حول: كذبة الحوثي الإرهابية التي لا تفارقه
من يقرأ مطالب عبد الملك الحوثي التي سلمها المبعوث الأممي مارتن غريفث لا يستغرب لهذه المطالب من قائد عصابة كل همه جمع المال والسطو على حياة الآخرين وحقوقهم ، بل يستغرب من جرأة المبعوث الأممي على نقلها إلى الشرعية وكأنها مطالب مستحقة ، وكيف نستغرب من مبعوث لم يعد همه تطبيق القرارات الدولية والرفع إلى المجتمع الدولي بالمعرقلين لها بقدر اهتمامه بإبقاء ميزانية مكتبه لأكبر فترة ممكنة .
الحوثي صدق نفسه أنه المسيطر وأنه قوة لا تقهر وتقمص الدور الذي رسم له ، خاصة في تسويق وهمه هذا على أتباعه الأغبياء المغيبين عقليا والذين يسوقون لبطولته أمثال حازب ، بينما هو يدرك أنه وجماعته يشكلون عبئا ثقيلا ومزعجا على اليمنيين .
ولست بحاجة للقول ، إن الحوثي لم يختبر قدراته العسكرية في معركة حقيقية ، وهذا سمح له تسويق وهم قوته متخذا من القسوة والبشاعة والوحشية التي مارسها في حق المدنيين العزال الذين تركوا من غير حماية بهدف إظهار تلفيق قوة مصطنعة ، والجميع يعلم أن مرجعية تلك القوة نتجت عن الفراغ السياسي والعسكري الذي تعيشه اليمن نتيجة تسوية الملعب أمام الحوثي لإدارة معاركه بالتقسيط المريح ، فلم يختبر في جبهتين في وقت واحد منذ بدأت الحرب قبل ست سنوات ، كلما دخل جبهة أغلقت له بقية الجبهات لكي يتمكن من جمع مقاتليه إلى جبهة واحدة ،
وحينما يكون قاب قوسين أو أدنى من الهزيمة يتدخل طيران التحالف لقصف الجيش الوطني والمقاومة أو يقصف مدنيين لكي يحرض الناس على الشرعية والتحالف ويفتحون الطريق أمام الحوثي ، وإذا كانت المسألة أكبر من لعبة التحالف يتدخل المبعوث الأممي من خلال الأمم المتحدة لوقف هزيمة الحوثي ، مثلما فعل في الحديدة .
مفارقة مريرة كشف عنها التحالف ومن ورائه المجتمع الدولي الذي أصدر قرارات تدين عصابة الحوثي وأشارت كل التقارير إليها بأنها إنقلابية ، لكن طريقة إدارة الحرب كشفت عن حقيقة هذه الحرب التي فصلت على مقاس الحوثي وترك له خيار إدارتها بالطريقة التي تدمر الدولة ومؤسساتها وتدمر البنية التحتية وتمزق الجغرافية والنسيج الاجتماعي وتنهك المجتمع .
الحرب التي فرضها الحوثي لم تكن ضرورية بالنسبة لليمنيين ، لكنها كانت ضرورية لإيران من جهة والتحالف العربي من جهة وبينهما إسرائيل صاحبة المصلحة الحقيقية من هذه الحرب التي جعلت الإمارات تجاهر علنا بالتطبيع مع إسرائيل ، لقد خاض الحوثي هذه الحرب نيابة عن إيران وسلم اليمن للبؤس والخراب والأمية ودمر المسلمات الوطنية .
ما فعله الحوثي في اليمن يشبه إلى حد كبير ما فعله حزب الله في لبنان ، فقد جعل لبنان يدفع الثمن الغالي من بشر وبنيته التحتية وتشريد سكانه ، والحزب يواجه اليوم تفكيك بنيوي ، فيما الحوثي يتلقى الدعم من نفس الجهات التي بدأت تستغني عن خدمات حزب الله ، ليبقى الحوثي ذريعة لاستمرار الحرب في اليمن .
خلاصة القول إن نموذج القوة الحوثية فيه الشيء الكثير من الكذب ، يقوم في الأساس على استضعاف المواطن ، فالحوثي لم يكن ليجرؤ على الظهور على الأرض لو كانت هناك دولة قادرة على بسط سيادتها على أرضها ، فقد تكفل التحالف بتدمير الجيش ليهيء الظروف للحوثي ، وهاهو الحوثي يترنح اليوم أمام مأرب ورجال مأرب وأخوانهم من الذين هجرهم الحوثي قسرا من مدنهم وقراهم ، ومهما حاول المرجفون أن يروجوا لوهم القوة عند الحوثيين أو أن المعركة مع الإصلاح ، فإن مأرب ستعلمهم دروسا في الوطنية ربما يستفيدون منها لاسترجاع كرامتهم وحرياتهم المسفوحة على يد عصابة الحوثي الإرهابية .