رئيسية

توجيهات هامة للرئيس هادي للحكومة: أول اجتماع في عدن وهذه الأولويات

توجيهات هامة للرئيس هادي للحكومة: أول اجتماع في عدن وهذه الأولويات لمعالجة الوضع في اليمن


قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، ان أهم أولويات الحكومة الجديدة التي ستعمل عليها في المقام الاول هي مواجهة التحديات الاقتصادية ووقف تدهور الحالة الاقتصادية ودعم العملة الوطنية وبناء وتعزيز ايرادات الدولة ومؤسساتها المختلفة في اليمن .
جاء ذلك، في أول اجتماع ترأس خلاله حكومة معين عبدالملك، بعد أداء أعضائها اليمين الدستورية، بحضور نائبه الفريق علي محسن صالح الأحمر ورئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني.
وشدد هادي "على اهمية ان تتحرك الحكومة كفريق واحد وبرنامج واحد وهدف واحد يمثل طموحات الشعب ويؤسس لمرحلة جديدة تلغي كل آثار الماضي لنتحرك باتجاه المستقبل".

وقال "هذا هو طريقنا الوحيد وليس أمامكم الا النجاح والانجاز ولن يسمح لنا شعبنا بغير ذلك وستجدون مني شخصيا كل الدعم والرعاية والمتابعة الحثيثة والمسؤولة والحازمة".. مشيراً إلى ان امام الحكومة فرصة كبيرة تستحق نفوسا كبيرة وهمة عالية، متجاوزة للصغائر ومتعالية عن المناكفات، وملتحمة مع هموم الشعب، ومتفهمة لحساسية المرحلة وتحدياتها.

وقال الرئيس هادي "صحيح انكم قادمين من احزاب وتكتلات ومناطق جغرافية مختلفة، ليكن همكم الوطن والمواطن اولاً واخيراً، فالوطن فوق الاحزاب وفوق الكل، ونحن في مرحلة جديدة ونعول عليكم لتعملوا كفريق واحد، وهذه حكومة معظم أعضاءها وجوه شابه".

وتابع "عليكم الابتعاد عن اي مناكفات أو صراع، ويجب الحفاظ على مظاهر الدولة، وسمعة الدولة وهيبة الدولة ورمزية الدولة، ولا اريد ان اسمع عن اي وزير في هذه المرحلة ان يصدر تصريح يضر بسمعة الدولة ".
واضاف " نريد عدن عاصمة للجميع، نريد مؤسسات تبنى، نريد اقتصاد يتعافى، نريد أمن يستتب، نريد مواجهة للانقلاب، ونريد خدمات للناس، وهذا باختصار ما ينتظركم، ومن اثبت جدارته في إدارة الوزارة فأهلاً وسهلاً به وسيكون محل احترام الشعب والقيادة، ومن اساء فيها سيتم محاسبته وتغييره.

كما شدد هادي، على عدم تجاوز لوائح الوزارات والقانون ولا نريد ان نسمع عن سوء إدارة وفساد وأي تكليفات قام بها الوزراء خارج صلاحياتهم غير مقبولة.

وأشار إلى ان الحكومة معنية لمتابعة ما تبقى من استحقاقات اتفاق الرياض وخاصة في الجانب العسكري والأمني بما في ذلك استكمال الانسحابات وجمع السلاح وتوحيد كافة التشكيلات العسكرية تحت إطار وزارة الدفاع والمكونات الأمنية تحت إطار وزارة الداخلية وفقًا للإتفاق، وجعل العاصمة المؤقتة عدن أولاً خالية من كافة الوحدات العسكرية وتمكين الأجهزة الأمنية من القيام بدورها.

وأضاف "لا نريد صراع بعد اليوم، ولا قطرة دم بعد اليوم، وعدونا الحوثي ولابد ان تتوجه الجهود لتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة وانهاء الانقلاب الحوثي الإيراني".

ولفت رئيس الجمهورية، إلى ان "هذه الحكومة تأتي اليوم وقد شعر الجميع بأن ضعف حضور الدولة هو أكبر الكوارث على شعبنا، ولذا فإني اقول لكم وبوضوح إن الشعب ينتظر منكم الكثير وقد تحمل الكثير وسيكون معكم".

وقال "عليكم أن تكونوا معه في توحيد الجهود والعمل تحت راية واحدة هي راية الدولة فقط ومؤسساتها الدستورية، وستمارس هذه الحكومة مهامها من جوهرة مدن اليمن عاصمتنا المؤقتة عدن التي ستكون عاصمة لليمنيين جميعا".

واعتبر هادي أن "أعظم مهمة ينبغي ان تقوم بها هذه الحكومة هي التخفيف من معاناة المواطن وتحسين الخدمات وتحقيق الأمن، وهذه أهم الاولويات في المرحلة القادمة، وأن يشعر المواطن بوجود الدولة عبر خدماتها".

ولفت إلى ان ذلك "لن يتأتى إلا بتعزيز البناء المؤسسي للدولة، وتوحيد اجهزتها الامنية وعودة كافة المؤسسات للعمل الجاد، فلن يكون هناك بعد اليوم وزير يمارس عمله من خارج الدولة والعاصمة، وسيعود الجميع وستعملون بطاقة اضافية لبناء هذه المؤسسات".

وقال "يجب ان نفعل ذلك بإمكانياتنا المتاحة، فلن نواجه التحديات الكبيرة إلا بعمل مؤسسي منظم لكافة اجهزة الدولة المركزية وفي إطار من التعاون والتكامل مع السلطات المحلية وعلى مستوى كل محافظة".
وشدد الرئيس اليمني على أن ان المهمة الاولى لكل وزير هي ان يكون قدوة لكل وزارته، ويداوم رسمياً وينسى السفريات، ويقرب منه الكوادر المؤهلة ويبني وزارته بناء حقيقي لا وزارات في حقائب الوزراء، وان تكون الوزارات فاعلة وحقيقية وهياكل حقيقية ودوام حقيقي رسمي ومقرات معروفة للجميع.. مشيراً إلى انه سيتم رصد موازنة خاصة بالنفقات التشغيلية للوزارات رغم شحة الإمكانيات.

وقال " انا على ثقة كاملة من دعم الأشقاء في المملكة العربية السعودية للإقتصاد اليمني وهم الذين كانوا وما زالوا نعم العون والسند". مشدداً على ضرورة العمل لتخفيف معاناة المواطن سواء تلك الناتجة من الوضع الاقتصادي أو جراء مواجهته للإنقلاب الحوثي وتضحيات الشعب من اجل استعادة الدولة.
واضاف هادي "أريد اول اجتماع رسمي للحكومة في العاصمة المؤقتة عدن وبشكل عاجل ولتكن رسائلنا الأولى لشعبنا وللعالم كله، أننا سنعمل على مواجهة ما خلفته الحرب".
وتابع "سنعزز كل فرص السلام المستدام الذي يمثل حلم شعبنا في حياة مستقرة وآمنة، وسنعمل على بناء واستعادة مؤسسات الدولة، وسنعزز اقتصاد البلاد، وسنستمر في مواجهة المشروع الانقلابي الحوثي المدعوم من إيران حتى نجبره على السلام وعودة الدولة ومؤسساتها".

واضاف الرئيس " أن واحدة من أهم أولويات الحكومة تقديم الخدمات للمواطن، واقول لكم ضعوا المواطن اليمني على امتداد اليمن الكبير من المهرة إلى صعدة نصب أعينكم واعملوا جاهدين للتخفيف من معاناته سواء تلك الناتجة من الوضع الاقتصادي أو جراء مواجهته للإنقلاب وتضحياته من اجل استعادة الدولة".

وخاطب الرئيس الوزراء: يجب ان يشعر المواطن بوجودكم من أول يوم، ويجب ان يكون المواطن هو قضيتكم الاولى لتخفيف الهموم عن كاهله، ويكفي ما عاناه ويعانيه، كما ان عليكم مسؤولية للإهتمام والرعاية بأسر الشهداء الأبرار الذين دفعوا ارواحهم فداءً لهذا الوطن وكذلك للمعتقلين والمختطفين وأسرهم".
ولفت هادي، إلى إن كل الأولويات والتحديات التي ستواجه الحكومة تحتاج قبل كل شيء إلى تعزيز الصف الوطني ونبذ كافة اشكال الفرقة والصراعات وتوحيد الصف بحيث تتحرك الحكومة كفريق واحد متناغم ومتجانس بعيداً كل البعد عن التخندق الحزبي والمناطقي..

كما شدد على ضرورة ان يسود الحكومة التآخي والتآلف ونبذ الانقسام والفرقة والتوجه نحو بناء الدولة ومؤسساتها والالتحام بالشعب وهمومه ومواجهة التحديات والمضي في طريق المستقبل واليمن الجديد.
وأكد الحرص على تقديم الدعم للجيش الوطني، وقال "سنكون معه لمواجهة الانقلاب وسنعمل جميعاً على دعم جهود الدولة لتعزيز الأمن وبناء مؤسساته، وسنعمل بإصرار على مواجهة التحديات الاقتصادية ومخاطر تدهور العملة الوطنية وستظل يدناً ممدودة دائماً وأبداً للسلام العادل والشامل على أساس المرجعيات الثلاث والمواطنة المتساوية والدولة الاتحادية وقواعد الحكم الرشيد الذي قررته مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل".

وقال رئيس الجمهورية "تدركون جميعاً أن المشروع الحوثي المدعوم إيرانياً يشكل خطراً على كل اليمنيين بدون استثناء من صعده وحتى المهرة، حيث ان هدفهم الرئيسي هو نقل وتطبيق التجربة الإيرانية في بلد الإيمان والحكمة، دون تمييز شمالًا أو جنوبًا".

وتابع أن "هذا ما يرفضه شعبنا اليمني الأبي، وهذا التحدي يفرض على الحكومة ان تستعيد طاقتها وجهدها في مواجهة هذا المشروع الذي يدمر اليمن ويقضي على مقوماته ".
واضاف " اثق بان كل الاحزاب والمكونات السياسية ستكون مساندة لجهودكم إذا عملتم ضمن هذا المسار الذي ينتظره اليمنيون، وسيكون الإقليم والعالم كله معكم لمواجهة المآسي الكثيرة التي خلفتها الحرب، وعلى رأسهم الأشقاء في المملكة العربية السعودية الذين قدموا ويقدمون جهودا كبيرة من أجل الاستقرار واستعادة الدولة".

وثمن هادي الجهود المبذولة للأشقاء في تحالف دعم الشرعية وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية لإنجاح اتفاق الرياض وثقتنا بهم مطلقة لرعاية ما تبقى من بنود اتفاق الرياض وهذا قدرنا ومصيرنا المشترك وهذا ما تفرضه علينا وعليهم روابط الاخوة والدم والتاريخ المشترك بل والجغرافيا والمصالح المشتركة.
من جانبه، أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالمل انه سيتم العمل على برنامج الحكومة الجديدة ومحدداته التي تمثل مستقبل الوطن بصورة عامة.
وقال " ان المسؤولية ثقيلة ولكن سنعمل بشكل جماعي والنجاح للجميع".. لافتا إلى ان كلمة وتوجيهات فخامة الرئيس ستكون أساس برنامج الحكومة، شاكراً له هذه الموجهات والضوابط.
واضاف الدكتور معين عبدالملك "ان كل عضو في الحكومة مستشعر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعاً وبعون الله سنعمل على تجاوز التحديات في مختلف المجالات".

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى