الأحقاد الفارسية تقتل البشر وتهدم الحجر وتقلع الشجر
أحمد الجحيفي يكتب: الأحقاد الفارسية تقتل البشر وتهدم الحجر وتقلع الشجر
نجح الفرس في التغلغل بمفاصل الدولة العباسية حتى صار غالب وزراء بني العباس منهم، وقد نجحوا في تزويج بناتهم للخلفاء، فنشأ اولاد الخلفاء العباسيين في كنف أخوالهم، وتأثروا بأفكار ومعتقدات الفرس المجوسية، فأم الحليفة العباسي المأمون " مراجل" فارسية ، فلما آلت إليه الخلافة اتخذ من مدينة "مرو" الفارسية عاصمة لخلافته بدلا من بغداد، ونادى بفلسفات وأقوال غريبة عن منهج الإسلام كقوله بخلق القرآن ، وقد جاءت هذه الدعوة من رواسب تربيته الفارسية .
وقد كان المأمون فيه نزعة شيعية إمامية يعتقد معتقد الجعفرية، وقد عزم على خلع أخيه المؤتمن والعهد بالخلافة ل (علي الرضا) .
وفي زمن المأمون كان والي اليمن يزيد بن جرير القسري اليماني، قد وقعت بينه وبين (الأبناء)- بقية من أبناء الفرس الذين استوطنوا اليمن - مشاحة، وذلك بأن الأبناء تعالت فيهم النزعة العنصرية الفارسية على اليمنيين، فقمعهم يزيد القسري، وأمرهم بطلاق من في أيديهم من نساء العرب، ونهى أن يتزوج اليمنيين من نسائهم، وأراد إجلاؤهم من اليمن، فلما بلغ المأمون ذلك، أمر بعزل يزيد عن الولاية وأرسل اسحاق بن العباس العباسي .
يقول ابن الديبع الشيباني عن اسحاق بن العباس : " أنه أساء السيرة، وظلم، ونال من اليمانية كل منال وتعصب عليهم تعصبا لم يفعله أحد قبله حتى كان لا يتوقف عن من انتسب إليهم حتى أداه تحامله أن أمر بقطع الخوخ الحميري !! " *
ولما استولى على الكوفة والحجاز محمد بن أبراهيم طباطبا، أرسل إلى اليمن ابن عمه إبراهيم بن موسى المعروف ب (إبراهيم الجزار ) .
يقول عنه المؤرخون أنه لما دخل اليمن التف حوله الأبناء الفرس وناصروه، فجاس بهم خلال الديار ، ثم تمركز في مخلاف صعدة بعد أن خرب (سد الخانق) التاريخي، وأعلن أن كل معارض للدعوة الزيدية أو أي خارج عن الإمامة الزيدية - كما زعم - هو خارج عليه ولا حرمة لدمه وماله، ولذا فقد أسرف في قتل كل معارض للإمامة، وتجاوز حد المنطق والتعقل في نشر الخراب الذي طال الآثار السبئية والحميرية، ولإسرافه في القتل والتخريب سميّ " الجزار " .
عناوين ذات صلة: