النواصب.. ودعوى النصابين!
أحمد البتيت يكتب: النواصب.. ودعوى النصابين!
قال شيخ البخاري علي بن المديني: (من قال فلان ناصبي؛ علمنا أنه رافضي)!
جلبت لك هذا النص من إمامٍ قديم جدًا متفقٍ على إمامته، لتعلم أن رمي الناس بتهمة النصب مهرةٌ قديمة، يلجأ إليها السلاليون والشيعة لإرهاب الناس فكريًا حتى لا يقتربوا من مناقشة خرافاتهم ودجلهم!
يكاد يجمع أهل السنة في هذا الزمان ولمدة قرون سابقة أن النصب بمعناه الذي أطلقوه قد اختفى من الأمة، وكانت حالةً مؤقتةً بعد مقتل عليٍ رضي الله عنه، ثم اختفت وانتهت، ولا يوجد نصب الآن.
وحتى في وجوده قديمًا واقعًا - رغم توارث هذا المصطلح- نظر، فالذين أبغضوا عليًا وقتها وعادوه إنما أبغضوه لخلاف سياسي وملك، وليس لأسباب دينية، وهم -غالبًا- يجعلون النصب سمةً على من أبغضه وعاداه لسبب في دينه.. وإلا لكان كثير من الصحابة نواصب، فقد قاتلوا عليًا وبعضهم أبغضه!
على كلٍ، ومع ذلك كله، فالنصب يطلق على من أبغض عليًا وعاداه هو وأولاده الصحابة وزوجته فاطمة، بسبب دينهم، مثلهم الصحابة الكرام في هذا الشأن، فمن كرههم لدينهم فقد وقع في الرفض، وذلك لصحبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم، ولما نقلوه من شرع ودين.
أما غيرهم من ذريتهم فلا يلحقهم هذا اللقب، سواءً أبغضوهم وعادوهم لسبب ديني أو دنيوي، فمن أبغض أبناء الصحابة وذريتهم وعاداهم سواء لسبب ديني أو دنيوي فلا يطلق عليه لقب رافضي، ومن أبغض ذرية عليٍ أو عاداهم لسبب ديني أو دنيوي فلا يسمى ناصبيًا. وإنما يعامل الجميع بأحكام الإسلام وقانونه في ذلك.
ومن يقول غير ذلك فإنما يتقول على شرع الله بغير حق، ويلزم الناس بما لم يلزمهم به الله، ويرفع بعض البشر على بعض بغير موجب وسبب شرعي.
وبهذا تتضح لك سذاجة إطلاق هذا الوصف على كل من ناقش أو بين ضلالات القوم وعرّى دجلهم..
وكلمة ابن المديني في أول المقالة توضح لك استغلالهم لهذه اللقب، ووصف خصومهم به، كما يبين مسألة مهمة جدًا، وهي أن الذي يطلق لقب النصب على خصمه فاعلم أنه في الغالب سلالي رافضي، وإن تدثر بدثار آخر، وإنما يفعل ذلك للتمويه على البسطاء!
فلا تأخذكم الجلبة، ولا ترهبكم المسميات والألقاب، ولا تسكتكم التُهم.
عناوين ذات صلة: