[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
آراء

المدرسة العدينية في الغناء (5)

د فيصل بن محمد العواضي يكتب حول: المدرسة العدينية في الغناء (5)


انتهينا في الفصل الرابع من الحديث عن أغاني العمل عند المرآة العدينية ونأتي الآن إلى الحديث عن المصدر الثالث من مصادر الألحان وهو أراجيز الحرب والزوامل في مختلف المناسبات.

وهذا الجانب قد لا يكون أثره واضحا في العدين وخاصة زوامل الحرب بحكم طبيعة المنطقة المسالمة التي كانت آخر الحروب فيها هي الحروب مع الاتراك نهاية القرن التاسع عشر، وحرب بني عواض وحبيش ضد إمامة بيت حميد الدين في العام 1919. الحروب بين قبائل المنطقة نادرة وهي بين القبائل الكبيرة ولا يتذكر الجيل الدي سبقنا وربما الجيل الذي قبله شيئا منها.

ومع ذلك فقد كان لكل قبيلة من القبائل الكبيرة زاملها الخاص إلا أن هذه الزوامل لم تظهر آثارها في الألحان الغنائية في المنطقة.

وقد يسفر أي بحث ميداني ربما عن أشياء لا نستطيع الجزم بخلو المنطقة منها ونترك هذا للأيام ولمن يأتي بعدنا من الباحثين بيد أن هناك خطورة من وفاة من يحملون التراث الشعبي الذي يتناقل شفويا قبل تدوينه.

أما ألوان الفنون الجماعية الأخرى مثل البالات وغيرها فهي غير موجودة في منطقة العدين لأسباب وعوامل تتعلق بطبيعة البيئة، فمثلا هناك مناطق تشهد جلسات سمر مفتوحة رجالية ونسائية بمناسبة ودون مناسبة وهذه الجلسات أفرزت فن البالات مفردها باله وهي أغنية تحكي عما في البال، وقد كتب المرحوم الدكتور مطهر بن علي الإرياني من وحي هذه الجلسات نص قصيدته "الباله".

ونص "ألا جينا نحييكم ونسمر معاكم، أسعد الله مساكم يا جماعة"، بيد أن المسامر في العدين لم تكن إلا في المناسبات الكبيرة مثل الاعراس والسوابع (احتفال بسابع يوم للمولود)، أو عودة الحاج والمسافر من سفر طويل. وهذه الأسمار تأخذ الطابع العام للاحتفالات في المنطقة وتغنى فيها الأغاني العامة المتداولة في العدين.

ولا يعيب المنطقة خلوها من هذه الألوان أو اللون ففي ألحانها الأخرى من الثراء والتنوع ما يغني ويعوض عن هذا الجانب.

ونقف هنا عند هذا الحد دون حكم قاطع بوجود هذا اللون من عدمه. وكما أشرت فإن الأمر متروك للبحث الميداني الذي قد يبين أشياء لم تكن في الحسبان.

عناوين ذات صلة:

زر الذهاب إلى الأعلى