إيران وبدء الإنهيار التدريجي في اليمن
عمار صالح التام يكتب: إيران وبدء الإنهيار التدريجي في اليمن
وصلت إيران عبر ذراعها الحوثية في اليمن للذروة عسكرياً حتى ما قبل هلاك الحاكم العسكري إيرلو، ثم بدأت مرحلة الانهيار التدريجي بعد فشله حسم معركة مأرب، والفضل لله أولا ثم لثبات الجيش الوطني والمقاومة والحاضنة الشعبية بمأرب وشبوة، والجهود العظيمة لأشقائنا في التحالف التي لا ينكرها إلا جاحد.
أيها الكرام جميعا لم يكن الحال الذي وصلنا إليه عسكرياً واقتصادياً خافياً على أحد، والآن بفضل الله تعالى بدأنا مرحلة الصعود التدريجي، والتحول العسكري من الدفاع وفق المبدأ الضيق إلى الهجوم والإغارة والمبادرة إن شاء الله.
هذه نعمة ومنة من الله علينا يجب أن تقابل بالشكر العملي قبل اللفظي، وشكرها العملي يتمثل في تكثيف الجهود عسكرياً واجتماعياً "قبلياً" وفكرياً وإعلامياً وسياسياً حتى نحول التهديد إلى فرصة، والضعف إلى نقاط قوة.
وأمامنا فرصتان استراتيجيتان ميدانيتان لقلب المعادلة عسكرياً وسياسياً قبل استعادة العدو أنفاسه وترتيب أوضاعه:
الأولى: جنوب مأرب محافظة البيضاء. إذ تمثل جبهة شبوة اليوم منطلق لتحرير مناطق جنوب مأرب ومحافظة البيضاء التي كانت ثغرة التوغل الحوثي لشبوة و مأرب في الأحداث الأخيرة نهاية العام 2021م.
الثانية: الحوبان بتعز ومفرق العدين من جهة الجراحي. حيث الكثافة السكانية التي تتجاوز ال7مليون نسمة، والجغرافيا السياسية التي تقلب المعادلة لصالح الشرعية رأسا على عقب، فمثلث الحوبان ومفرق العدين من جهة الجراحي منطقتان استراتيجيتان سيكون ما بعدهما تاريخ جديد لليمن وللمشروع الجمهوري، إذ لم يعد مقبولا البقاء على الوضع الحالي والتبرير غير المقبول.
وتقتضي هذه الاستراتيجيتان أو الفرصتان توحيد الجهود ومغادرة مربع المناكفات البينية المخزية، وتقوية أواصر وروابط اللحمة الوطنية، والسعي لتصفير الخلافات الاجتماعية والسياسية والثارات القبلية.
وواجب النخب الفكرية والثقافية والإعلامية والرموز القبلية والسياسية أن يوجهوا البوصلة ويحشدوا الطاقات لتحقيق ذلك.
اقرأ أيضاً: ما الذي تعنيه مغادرة رجل إيران العلني في صنعاء حسن ايرلو؟ تقرير خاص