آراء

انتزاع الداء من جذوره.. الطريق المختصر

أنيس ياسين يكتب: انتزاع الداء من جذوره.. الطريق المختصر


لا فائدة ولا جدوى من الاستمرار في مواجهة الحوثي، في الوقت الذي نستمر في تغذية الجذر وأصل الداء الذي نبت منه الحوثي.

الحوثي ما هو إلا عَرَض من أعراض الداء، وعلينا مواجهة هذا الداء من أصله وانتزاعه من جذوره، فهذا هو السبيل الوحيد والأضمن للخلاص.

مواجهتنا مع الحوثي هي مواجهة مع المشروع الكهنوتي السلالي الهاشمي.. إنها معركة فكرية ومعركة عسكرية في آن، ولن نفلح أو نأمن إذا استغنينا بواحدة عن الأخرى.

لقد عقد الأقيال العزم على أن يجعلوا من هذه المواجهة، مواجهتهم الأخيرة ضد جيف السلالة، وأن تكون الحوثية آخر نسخة من نسخ المشروع السلالي الكهنوتي السلالي البغيض، ولذلك فقد أخذوا على عاتقهم مواجهة المشروع من جذوره، ودك أصنام العترة في العقول وتطهير اليمن من رجسها وإعادة الاعتبار للدين الذي تعبث به السلالة وتعمل فيه تشويها وتحريفا وتزييفا خدمة لمشاريعها العنصرية.

لقد فعلها اليمانيون أول مرة وانتصروا لله ودينه ضد أكابر قريش وقرابة رسول الله عليه الصلاة والسلام حين طغت وتجبرت وآذت وحاربت الحق وعتت عتوا كبيرا، فما خضعت أعناقها للواحد الأحد ولا انكسرت إلا على وقع صليل السيوف اليمانية التي امتزجت بهتافات اليمانيين تملأ وديان مكة يوم الفتح الأكبر: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة، لكَ والمُلك، لاااااااا شريك لك).

إنه هتاف التوحيد والإيمان وصوت الحرية، فلا خضوع إلا لله الواحد الأحد.

أفبعد كل ذلك تأتي سلالة لتصنع من نفسها أصنامًا تعبد وتطاع من دون الله، وتدعي لنفسها السيادة والولاية على الناس باسم العترة والعرق والنسب؟ ثم تقول للناس نحن أبناء بنت نبيكم، ونحن وذريتنا الأوصياء والأولياء ونحن سماسرة الله والوسطاء إليه، فكونوا لنا عبادًا؟!!

ثم وبدلًا من هتاف الحرية والوحدانية (لبيك اللهم لبيك..)، يخترعون لنا هتافات ما أنزل الله بها من سلطان، هتافات الاستعباد والشرك باسم العترة ويفترون على الله والدين وعلى الرسول، فتارة (لبيك يا رسول الله) وأخرى (لبيك يا حسين)!!

أليس هذا هو الشرك الذي ما بعث الله محمدًا إلا لمحاربته؟

أليس هذا هو الدجل والكهنوت والغواية والضلال الذي حاربه الله ورسوله، تعيد السلالة إنتاجه ويسوقه أدعياء الإمامة وجيف الفكرة الكهنوتية النتنة؟

ثم ،وإمعانًا منها في الكذب والافتراء والتدليس والخداع، تعمد السلالة المريضة إلى تسويق فكرها المنحرف وشركها وضلالها القديم باسم (الهوية الإيمانية)!!

وفي خضم كل هذا الباطل والغواية، نجد من بيننا من يرى أنه يلزمنا حصر المشكلة فيما يسمونه (تمرد) الجماعة الحوثية أو (المليشيات الانقلابية) والعمل على مواجهتها عسكريّا واستعادة الدولة، وأن هذه هي الطريقة الصحيحة لمواجهة هذا المشروع والانتصار عليه!! ويرى هؤلاء أنه ليس من الحكمة ربط الحوثية بجذورها الإمامية، ولا بالسلالة الهاشمية، ولا بالهادوية والزيدية كمذهب يؤصل دينياً وفقهياً للمشروع السلالي الهاشمي!! ولهذا يرى هؤلاء بضرورة عدم المساس بالسلاليين وخطورة استعدائهم!!

كما وينددون بأي محاولة لإعادة قراءة وتقييم التراث الذي وصل إلينا والآراء التي ورثناها من السابقين، فيعدون هذا التراث من المسلمات ويُلبسون ناقليه أثواب القداسة، فالمساس بهم هو مساس بقدسية الدين، وأي محاولة للنبش والمراجعة في هذا التراث، إنما هو استهداف للعقيدة وإعتداء على الدين، حتى وإن كان من هذا التراث ما يخالف مخالفة صريحة نصوص القرآن، وينافي جوهر الدين وغاية الرسالة ولا يحقق مقاصد الشريعة... إلخ.

لإخوتنا هؤلاء نقول:

افتحوا أعينكم وابصروا وتبصروا. أَعمِلوا عقولكم، وتفكروا وتدبروا.. الحقائق ماثلة أمامكم وشاهدة عليكم، فلا تكابروا ولا تلووا أعناقكم خوفًا من مواجهة الحقيقة أو هروبا من مواجهة أنفسكم بالحق الذي لا يخفى على كل ذي بصر، وكل ذي سمع، وكل ذي عقل، وكل ذي قلب، وكل ذي تجربة.

"الشي نظر" يا جماعة.. استضوا.

ختامًا:

تحية إجلال وإكبار واجبة لكل الأقيال الذين يبلون بلاءً عظيمًا وقد برزوا عمالقة في وجه الاحتلال الكهنوتي السلالي البغيض وهاهم يخوضون معركة اليمانيين في ميادين المواجهة عسكريّا وفكريّا، بكل بسالة وشجاعة واقتدار.

زر الذهاب إلى الأعلى