خداع المصطلحات
د. أحمد ردمان يكتب عن: خداع المصطلحات
تنسجم معاني أي لغة في العالم مع مصطلحاتها ذلك أن مدلولات الالفاظ محكمة ولا توجد لفظة تعبر عن ضدها.
تلك مسلّمة في طبيعة التعامل مع اللغات، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أن كل الناس ملتزمون بها.. إذ أن الشاغبين على الكثير من المسلّمات يتكاثرون في أرضيات الفسوق الإنساني، ولعل أول من يتبادر إلى ذهن القارئ من هذا الاستثناء هم الإماميون كونهم وعلى ما جرى عرفهم لمن يعرفهم متصدري مشاهد الزيغ القيمي ورائدوا السطو على القيم الإنسانية.
لم تسلم اللغة العربية من سطو الإمامة على مصطلحاتها ليجعلوا من الكثير من معانيها أضدادا لما وضعت لها إذ يستخدمون مصطلح العدوان في إشارة منهم مغايرة لمدلوله في معاني اللغة فيسوقون الوهم بأن عدوانهم على اليمنيين دفاع عن اليمن، وسرقتهم لأموال الحميريين عملا اقتصاديا يصب في خانة المصلحة الوطنية، وأن انتقاص إنسانية اليمنيين لمصلحة السلالة وإشعال الحروب وفقا لذلك ما هو إلا دفاع عن كرامتهم وبناء عليه فيجب أن يهب اليمنيون إلى ميادين القتال لمشاركة السلالة شرف انتهاك المساواة، ومن لم ينسجم مع هذا المسار فإن سياط "المسيرة" له بالمرصاد.
ولعل في استخدام الإماميين لمصطلح الارتزاق ما يحرف معناه إذ يعدون الذائد عن نفسه وحريته وكرامته مرتزقا بينما من يقاتل منهم في إطار مشروع استعادة الامبراطورية الفارسية واسمه مسجل في كشوفات الحرس الثوري إنما هو يدافع عن اليمن ويسكب دمه نصرة للقضايا العربية!!
إن جنايات السلالة لم تسلم منها حتى مصطلحات اللغة، وعدوان الإمامة شامل لكل مجالات الحياة بما في ذلك السطو على الجوانب اللفظية لتعكير صفو نقائها وحرف مسار معانيها ليترسخ في ذواكر اليمنيين في قادم السنون أن مصطلح "أنصار الله" أضحى للسرقة قرينا، وللبغي عنوانا ، وللسقوط صنوا ، بينما تغدو مصطلحات "العملاء والخونة" ملازمة للنبلاء الأحرار ، ومتّسقة مع منطق الإباء والفخار.
إن الجيش الوطني وقوات العمالقة والمقاومة الشعبية هم شوكة الميزان الكفيلة بتصحيح مسارات كافة مجالات الحياة التي اعتدت عليها السلالة بما في ذلك الجوانب اللغوية ، وكما أن علماء النحو قد ضبطوا حركات الكلمات بحسب مواضعها في الجُمل فإن الجيش الوطني كفيل بتصحيح مسار حياة اليمنيين بما في ذلك ضبط المصطلحات لتعود ألفاظها منسجمة مع معانيها كما تعود اليمن مِلكا لذويها التبابعة لينعم فيها أبناؤها بالخير والعدل والسلام.
- صحيفة ٢٦ سبتمبر