بين النجدة السعودية والافتراس الروسي
بعدان الحميري يكتب: بين النجدة السعودية والافتراس الروسي
الخطر الذي كانت تعتقد روسيابأنه يهددها بأوكرانيا من النفوذ الغربي لا يختلف كثيراً عن الخطر الذي كان وما يزال يهدد السعودية من المد الإيراني في اليمن.
لكن هنالك عدة اختلافات تظهر لصالح السعودية من خلال قراءة منصفة للواقع، على الأقل فيما ظهر وما هو ملموس حتى اليوم:
-أولها بأن السعودية كانت وما زالت مع الحكومة الشرعية باليمن.. على خلاف روسيا التي سعت لضرب حكومة شرعية.
-دعت السعودية للمصالحة وعملت على الحل السياسي الداخلي والإقليمي ولم تتحرك السعودية عسكريا إلا بعد قرارات مجلس الأمن وكذلك أيدتها قرارات أممية بعد التدخل، فيما يختلف الوضع في روسيا.
- شكلت السعودية تحالفا خليجيا وعربيا.. يحمل بعدا سياسيا ودبلوماسيا وانسانيا.. وتدخلت بدعوة الحكومة الشرعية وتحت اشرافها وظلت تدعي الانقلابيين للحل، فيما يبدو الأمر مختلفاً في روسيا، التي تسعى على ما يبدو إلى تشكيل حكومة بديلة.
-قدمت السعودية دعما ماليا وانسانيا كبيرا لكل مناطق اليمن وما زالت حتى اليوم تتكفل بدعم جهود الدعم الإنساني وكذلك إعادة الأعمار. كما ظلت السعودية دائما هي من تتحمل الأزمة اليمنية ماليا وسياسيا ..من خلال دعم الموازنة العامة للدولةوالسعي لحل التعقيدات.
-تجنبت السعودية الهجمات البرية حفاظا على الأرواح لاسيما في صنعاء.. بينما هجمت روسيا.
الغريب أن البعض ممن يؤيدون روسيا وحقها في المخاوف على أمنها، ينكرون ذلك على السعودية، على الرغم من كمية الاعتداءات الحوثية والتهديدات الإيرانية التي أصبحت واضحة للقريب والبعيد.
بغض النظر عن وجود عوامل أخرى، المهم فيما يحدث، هو أن التهديد الأمني الإقليمي من دولة مجاورة، كما عبرت روسيا، أمر لا يقبل التفاوض.