ذكرى القشيبي (شعر)
قصيدة الشاعر فيصل حواس في ذكرى استشهاد اللواء حميد القشيبي - قائد اللواء 310 في اليمن سابقاً (شعر)
ذكراك تشعلُ جذوةُ الأحرارِ
وتعيدُ أيلولاً إلى الثوّارِ
وتلقِّنُ الأبطالُ أنَّ دروبَهم
محفوفةٌ بجلائلِ الأخطارِ
وتظلُّ تَصنعُ في النفوسِ عزائِماً
تبقى مثالَ العزمِ والإصرارِ
وتُذكِّر الشّعبَ العزيزَ بأنّه
حُرٌ، وخُدّامُ الإمامِ جواري
وبأنّ باهوتَ الإمامةِ عارُها
كالدهرِ لا يُمحى بزيفِ شِعارِ
وبأن عاذرَ نفسه في ذلّها
مهما أتى بطرائف الأعذارِ
سيلاحق التاريخ كاذبَ عذرِهِ
ويزيلُ عن دعواهُ كلّ سِتارِ
فأبيت أن تعطي الدنيّةَ مثلما
أعطت رؤوسُ مذبذبينَ صغارِ
ومضيت ترسم للملاحم حدّها
وتمد خط النار حول الدارِ
قدْ كنتَ مدرسةَ الرجولةِ والفدا
فيها الثباتُ خلاصةُ الأفكارِ
ولقد وقفتَ معَ البطولةِ وقفةً
جعلتكَ عنواناً لكُّلِ فخارِ
بينَ المنايا والعدى وجموعِهمْ
وتخاذلِ الإخوانِ والأنصارِ
فلَمنْ يساومُ في دمٍ اهرقتَهُ
كي لا تساومَ عصبةَ الفجَّارِ
هو ليس إلا خائناً أو بائعاً
أو تابعاً لمساومٍ سمسارِ
ولمن يرى حل السلام مع الألى
سفكوا دماء القادة الابرارِ
إلا بعين بصيرةٍ محجوبةٍ
بعمى البصائر في عمى الأبصارِ
ولَرأيهُ أدهى على أتباعه
من تابع الأعمى بجرفٍ هاري
ولِمَنْ يظنُّ الجبنَ يُنجيهِ إذا ااحـ
ـتدمَ الوغى، ويطيلُ في الأعمارِ
ويحيدُ عن درب الكرامةِ إذْ يرى
أن السلامة في الخنوع.. حَذارِ
أو بعد يومك يا حميد نعيش في
سلمٍ وفي صلح وزيفِ حوارِ
قسما بأنا لا نضيع دماءَ من
بذلوا دماءهمُ لصون الدارِ
ما دامت الدنيا ودام يحلها
ليل ويعقبه ضياء نهارِ
أو أن نبيع دم الأخوة والوفا
ونسوم بالأوطان كالتجارِ
مادام حيٌّ فيه عرق نابض
منا، فعهدك فيه كالدم جاري
فالشعب أقوى حين يغضب ثائراً
من غضبة البركان والإعصارِ
والشعب أمضى يومَ يأخذ ثأره
من كل سيف آخذ بالثارِ
اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد حميد القشيبي