تقارير ووثائق

بالصور الولايات المتحدة تعلن أكبر عملية إعادة ممتلكات حضارية إلى اليمن

بالصور.. تفاصيل إعلان الولايات المتحدة عما قالت إنها أكبر عملية إعادة ممتلكات حضارية إلى اليمن وتؤكد إنها لا تقدر بثمن


كشفت الولايات المتحدة الأمريكية، عن تفاصيل إعادة آثار يمنية مهربة، ووصفتها بأنها "أكبر إعادة لممتلكات حضارية مسروقة إلى اليمن"، وقالت إن " الآثار تفوق بكثير أي قيمة مالية".

جاء ذلك، في بيان مشترك حصل نشوان نيوز على نسخة منه، صادر عن مكتب المدعي العام الأمريكي للمقاطعة الشرقية لمدينة نيويورك، ووزارة الأمن الداخلي، وزارة الخارجية ومتحف السميثونيان الوطني للفن الآسيوي، بشأن ما قالت إنه "أكبر إعادة لممتلكات حضارية مسروقة".

وقال البيان إنه وخلال احتفال تاريخي جرى تسليم 77 قطعة من ممتلكات الفن الحضاري المسروق والتي قام مسؤولو حفظ القانون الأمريكي بالتحفظ عليها، إلى حكومة اليمن.

حفل تسليم السلطات الأمريكية قطع حضارية مهربة إلى اليمن بعد ضبطها
حفل تسليم السلطات الأمريكية قطع حضارية مهربة إلى اليمن بعد ضبطها (إعلام السفارة نشوان نيوز)

تفاصيل الآثار المهربة - الممتلكات الحضارية المسروقة

وحسب البيان الأمريكي، فإن هذه الآثار تشمل 64 من الرؤوس الحجرية المحفورة و11 من صفحات مخطوطة للقرآن الكريم، وطبق من البرونز به كتابة، ونصب جنائزي من حضارة معين القبلية من المرتفعات الشمالية - الغربية في اليمن والتي تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد.

وتابع البيان أنه تمت مصادرة الرؤوس الحجرية المنحوتة ال 64 إلى الولايات المتحدة عن طريق تنفيذ أمر مصادرة قام به مكتب المدعي العام الأمريكي للمقاطعة الشرقية لمدينة نيويورك متعلق بالإقرار بالذنب الخاص بمهرب للآثار يدعى موسى خولي ومعروف باسم "موريس خولي" في شهر أبريل 2012.

وطبقا للشكوى القضائية المتعلقة بالمصادرة، حسب البيان، تم تهريب الرؤوس الحجرية المنحوتة الـ 64 إلى الولايات المتحدة مع مراسلات وإيصالات تحتوي على العديد من المعلومات غير المتناسقة وتم التحفظ عليها من منزل ومعرض خولي. فيما جرت عملية مصادرة آثار أخرى في نفس القضية وإعادتها إلى مصر في شهر أبريل 2015.

صرح المدعى العام الأمريكي بريون بيس بالقول أن "مكتبنا ليفخر أن العمل الذي قام به في هذه القضية أدى إلى إعادة هذه الآثار الثقافية الهامة إلى موطنها الأصلي في اليمن".

تفوق بكثير أي قيمة مالية

من جانبه، صرح القائم بإعمال مساعد مدير تحقيقات وزارة الأمن الداخلي التنفيذي ستيف ك. فرانسيس بالقول "يتشرف مكتب تحقيقات وزارة الأمن الداخلي أن يعمل يدا بيد مع شركائنا الذين يشملوا وزارة الجمارك وتأمين الحدود الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية ومكتب المدعي العام الأمريكي للمقاطعة الشرقية لمدينة نيويورك ومعهد سميثونيان والسفير محمد الحضرمي لإعادة كنز الآثار هذا إلى شعب اليمن".

وأضاف أنه "كثيرا ما يحدث أن يتم إعطاء قيمة مالية للممتلكات والفن والتحف المسروقة في السوق، ولكن القيمة التاريخية والأهمية الحضارية لهذه الآثار تفوق بكثير أي قيمة مالية".

وتابع أن "مكتب تحقيقات وزارة الأمن الداخلي يفخر بأنه لعب دورا في وضع اليد واسترجاع هذا الأرث الحضاري الذي لا يُقدر بمال إلى الشعب اليمني ليستمتعوا به لأجيال قادمة".

 

اليمن يشكر الجهود الأمريكية

من جانبه، صرح سفير اليمن في الولايات المتحدة محمد الحضرمي بأنه "بالنيابة عن حكومة اليمن، أعبر عن أمتناني الجزيل للحكومة الأمريكية وخاصة وزارة الأمن الداخلي الأمريكية ووزارة الخارجية الأمريكية ومكتب المدعي العام الأمريكي للمقاطعة الشرقية لمدينة نيويورك لكل الجهد المبذول في استرجاع وإعادة هذه الآثار اليمنية".

وأضاف الحضرمي أنه "منذ بداية الانقلاب الحوثي في اليمن، أضحى أرثنا وتاريخنا تحت الهجوم، وأن سفارة اليمن ستظل مستمرة في تواصلها مع الحكومة الأمريكية لتعقب واسترجاع الممتلكات والأرث التاريخي المسروق الخاص باليمن".

وقال "أود أيضا أن أؤكد على أمتناني الشديد لمتحف السميثونيان الوطني للفن الآسيوي لموافقته على الاحتفاظ بهذه الآثار بصفة مؤقتة حتى يتم اعادتها بالكامل إلى اليمن في المستقبل".

ووفقاً للبيان، يشكل إعادة هذه الآثار المسروقة علامة فارقة في العلاقات الأمريكية - اليمنية حيث إن انتهاء التحقيق الأمريكي الدؤوب للتعرف على وتحديد أماكن هذه الممتلكات الحضارية والتحفظ عليها والتأكد من مكانتها هو تاريخيا أكبر عدد من هذه الآثار التي قامت الحكومة الأمريكية باعادتها إلى المسئولين اليمنين منذ ما يقرب من 20 عاما.

وحسب البيان، توصلت الحكومة اليمنية إلى اتفاق مع متحف السميثونيان الوطني للفن الآسيوي، للاحتفاظ بهذه الآثار لمدة عامين قابلة للتمديد بطلب من الحكومة اليمنية، وستقوم السفارة بتقديم النصح بخصوص الوصول والبحوث والمحافظة على هذه القطع".

السفارة اليمنية تكرم الضباط المسؤولين عن ضبط آثار يمنية مهربة
السفارة اليمنية تكرم الضباط المسؤولين عن ضبط آثار يمنية مهربة (إعلام السفارة)

إلى ذلك، كرمت السفارة اليمنية في واشنطن، الضباط والمحققين والعاملين في الاجهزة الامنية الامريكية الذين كان لهم دور مباشر في ضبط واسترداد الآثار اليمنية المسروقة في الولايات المتحدة الامريكية.

بحاجة إلى مؤسسات قوية

من جانبه، علق سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، على إعلان الولايات المتحدة الأمريكية، إعادة شحنة آثار يمنية مهربة، مع الاحتفاظ بها، مؤقتاً في أحد المتاحف في واشنطن.

وقال جميح في تعليق مقتضب اطلع نشوان نيوز على نسخة منه إنه "مفرح خبر استرداد القطع الأثرية، ومحزن أن الظروف الحالية جعلت الاحتفاظ بها في واشنطن قراراً صائباً".

وأضاف "لا توجد لدينا مؤسسات قوية يمكن من خلالها الاطمئنان إلى عودة هذه الكنوز التراثية… هناك آلاف القطع مخزنة في أماكن مغلقة وفي ظروف تخزين سيئة، وبعضها لم تتم عليها عملية جرد، ما يجعلها عرضة للخطر".

وتابع "نحن بحاجة إلى إصلاح قطاع المتاحف لاستيعاب تراثنا وحصره وعرضه بشكل يليق يقيمته الاستثنائية العالمية".

اقرأ أيضاً على نشوان نيوز: تهريب الآثار اليمنية – معالم حضارة عريقة في معارض النهب والاستغلال

 

زر الذهاب إلى الأعلى