البحر الأحمر حُلم إسرائيل الذي يراد أن يتحقق بيد إيران
باسل جباري يكب: البحر الأحمر حُلم إسرائيل الذي يراد أن يتحقق بيد إيران
لا نحتاج إذناً من أمريكا ولا أمراً من أصغر أو أكبر منها، ليدافع شعبنا عن نفسه ويكمل تحرير بلادنا من جماعة الحوثي، كما لم ولن تنطلي على شعبنا شعاراته بخصوص فلسطين.
لا يخفى على أحد أن مطالب الشعب اليمني هي نفسها مطالب الشعب الفلسطيني، فمثلما يطالبون بإخراج المعتقلين نطالب بإخراج المعتقلين ومثلما يقاتل الشعب الفلسطيني لاسترجاع أرضه يقاتل شعبنا لاستعادة ارضه أيضا، فالمجرم واحد والصهيونية هي الصهيونية سواء جاء بها مسلم أو يهودي.
لا نلوم الفلسطينيين ولا نعتب عليهم إن شكروه أو أثنوا عليه، فهم رجال يحاولون استخدام أي حدث لاستعادة ارضهم - ولو أثر ذلك على قضيتنا مؤقتا، إلا أن الحوثي سيثبت بنفسه أنه إرهابي في أول صدام بينه وبين الشعب اليمني. إنما اللوم على المخدوعين والمساكين، والمفضوحين من العملاء الذين جعلوا من أعمال الحوثي الأخيرة صك غفران يغفر له ما سفك من دماء شعبنا.
كان توسع إسرائيل في البحر الأحمر حلماً، وها هم الحوثيون اليوم يحققون لها ذلك ويقدمونه على طبق من ذهب، لن يهاجم الحوثي البوارج العسكرية الأمريكية والإسرائيلية إنما السفن التجارية غير المملوكة للدولتين، لكن هذا التصرف الذي لن يغير المعادلة في فلسطين، سيكون سببا لتواجد عسكري حقيقي لإسرائيل وأمريكا على المدى البعيد، وقد رجح البعض أن التصريحات الناعمة التي جاءت بعد عملياته في البحر الأحمر، لا تعبر عن انزعاج حقيقي قدر ما هي ذريعة سيتم استخدامها لتواجد استراتيجي لن يؤثر على اليمن فحسب؛ إنما على كل الدول المشاطئة للبحر الاحمر!
نسمع صوت الجميع في هذا المنعطف التاريخي، لكننا إلى الآن لم نسمع صوت المجلس الرئاسي! الراكض خلف وهم السلام لانتزاع اتفاق بين شعبنا وكتلة البارود والبردقان، فيما يجب عليه أن يقدم نفسه كممثل وحيد للشعب وشرعيته. ومن أراد هزيمة الحوثي فلا يكون ذلك الا عن طريق الدولة الرسمية التي تمثل الشعب. لا عن طريق تحالفات جديدة سيكون اخرها اتفاق سينقضه الحوثي لا محالة لكن بعد أن يضمن بموجبه شرعية تجعله طرفا دوليا أساسيا!
المشهد الحاصل ناتج طبيعي لتحالف يرى أمننا وأمنه القومي مسألة قد تصلح باتفاقيات سلام غير مشروط! وشرعية ترى أن توافق مصالح الأطراف الخارجية قد تعيدها إلى المشهد، وحوثي يملك تنظيما إرهابيا مزق به الشعب وفتت أرضه وأهان سيادته ووزعها بين الدول..