آراء

العربية عدة العربي وسياجه ووعاء تاريخه ودينه

عادل الأحمدي يكتب حول العربية عدة العربي وسياجه ووعاء تاريخه ودينه


لا تجد عالماً حقيقياً بأسرار اللغة العربية يحقر أمته أو يزدري الانتماء للعروبة أياً كان الواقع اليوم. ذلك أن العربية إعجاز فوق ما يتصور العقل، حتى لقد قيل إنها أمر توقيفي نزل من السماء دفعة واحدة وليس امراً توفيقياً بلْوَره الناس على مراحل.

وبالتالي فإن دارس العربية يوقن أنها إنجاز عبقري وأهلها أهل حضارة ومهارة وهم أوشك نهوضاً بعد عثرة.

العربية ليست مجرد لسان بل جنسية وانتماء وثقافة وقيَم.. فالعربي هو الناطق بالعربية أياً كان عرقه وأياً كان معتقده. ولعمري إن أهل اللغة هم أعرف الناس بالدين والقرآن والحديث لأن اللغة هي الحامل لأحكام الدين وأسرار القرآن ومغازي الحديث. وبمستطاع اللغوي الملهَم أن يميز بين صحيح الحديث ودخيله بناء على السياق، وفي تقديري أن علم الجرح والتعديل سيصبح أقوى إذا تم الأخذ بحسبان اللغة ومقاييس أهل البلاغة.

كذلك فإن علماء العربية الكبار كانوا من أكابر الناس إيماناً بالله لأنهم عرفوا معنى الإعجاز الذي عرفه قبلهم من كان يعرفها سليقة ايام نزوله. إعجاز يجعل من القرآن كلاماً لا يأتي به بشر.

يشرفني أنني دارس متخصص في العربية، وأحث وزارات التعليم العالي في بلادنا العربية على إلزامية مقرر للعربية ولو مرة في كل مستوى دراسي في كل التخصصات الجامعية.

العربية عدة العربي وعتاده وسياجه ووعاء تاريخه ودينه.. لذا فإن أخطر ما توصل إليه الأعداء في حربهم ضد الأمة أنهم حاولوا حرف الدلالات الحقيقية للمفردات والألفاظ بما ينجم عن ذلك التحريف من انحراف في كل المجالات الفكرية، الأمر الذي تنبه له جمهور من عباقرة الأمة فراحوا يجمعون مفرداتها في معاجم وقواميس تشرح دلالاتها الاولى وتحافظ عليها من التصحيف والتحريف، ومن الجهابذة السباقين في ذلك رمز اليمن وعلامتها الكبير القيل نشوان بن سعيد الحميري طيب الله ثراه، صاحب المعجم العظيم الواقع في ١٣ مجلداً (شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم).

في مأرب قبل عامين احتفلنا في مثل هذا اليوم بصدور ديوان ابي محمد الحسن الهمداني من تحقيق الدكتور مقبل التام الأحمدي، واليوم نحتفي بصدور دامغة الهمداني محققة ومنقحة بمجهود من الدكتور مقبل، فله جزيل الشكر.

زر الذهاب إلى الأعلى